خبيران: اندحار الاحتلال من غزة حرر الأرض وعزز التنمية الاقتصادية

يحي الشعب الفلسطيني اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الـ 18 لاندحار القوات الإسرائيلية عن قطاع غزة، بعد احتلال دام 38 عاما، وذلك تحت ضربات المقاومة.
وكانت 21 مستوطنة إسرائيلية تخنق قطاع غزة من شماله لجنوبه وتسيطر على 35 % من أخصب أراضيه وتقطع اوصاله، ويقطنها 5 الاف مستوطن بحراسة 10 الاف جندي إسرائيلي يغتصبونها.
وأكدت نريمان خلة الباحثة في التاريخ الفلسطيني على ان معركة "تحرير قطاع غزة من المستوطنات بدأت مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر 2000م، وبعد 5 سنوات كان له ما أراد".
وقالت خلة لـ "قدس برس": "يخطئ من يظن ان الاحتلال خرج من قطاع غزة بخاطره، ولكنه اضطر تحت ضربات المقاومة الهروب لحماية هيبة الجيش الإسرائيلي الذي كان يوميا يتعرض لخسائر بشرية كبيرة".
وأضافت: إن "قيادة المقاومة وضعت خطة محكمة لدحر جيش الاحتلال والمستوطنين واستخدمت عدة وسائل لتنفيذ هذه الخطة رغم اعتبار قادة الاحتلال هذه المستوطنات كتل ابيب".
وأكدت على أن "عمليات تفجير دبابة المركفاة كانت واحدة من اهم أسباب الاندحار، بعد أن خشي الاحتلال على سمعة معداته العسكرية التي يتباها بها، وتهديد صفقات بمليارات الدورات لبيع هذه العربات التي دمرت بمواد بدائية الصنع".
وأشارت خلة الى ان عشرات المقاومين استشهدوا خلال تنفيذ عمليات فدائية في قلب هذه المستوطنات وبعضهم تمكن من الانسحاب مما شكل حالة من الاستنزاف لجيش الاحتلال.
وشددت على ان "العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية كانت واحدة من اهم الرسائل التي وصلت الى الاحتلال وان الشعب الفلسطيني يد واحدة في مقاومته، وهي ما عززت التعاون المشترك بين الفصائل".
وأكدت خلة على ان "سيطرة المقاومة على الطرق الرئيسية للمستوطنين لا سيما طريق المنطار جعل المستوطنون يعيشون في حصار كبير وخوفهم من التنقل مما دفعهم الى اخلاء هذه المستوطنات".
وأشارت إلى أن "اخلاء هذه المستوطنات أوقف عمليات التوغل والاجتياحات التي كانت شبه يومية حيث كانت تستخدم هذه المستوطنات كثكنات عسكرية لانطلاق عمليات التوغل".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اياد حمدان ان "اخلاء هذه المستوطنات حرر مئات الدونمات الزراعية الخصبة التي كان يحرم منها الفلسطينيون على مدار 38 عاما".
واكد حمدان لـ "قدس برس" على ان "ضيق مساحة قطاع غزة كان يجعلها تعاني من نقص المنتجات الزراعية، مما يضرها الى استيرادها، ولكن عودة هذه المحررات للفلسطينيين انعشت التنمية الاقتصادية بغزة التي بدأت تقترب من الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية".
وقال: " الاندحار الإسرائيلي من غزة جعل الشعب الفلسطيني يتوسع في العمران في ظل ضيق مساحات الأراضي السكنية، وحل جزء من ازمة السكن، حيث تم بناء مدينة الزهراء على انقاض مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة، ومدينة القسطل على انقاض مستوطنة كفار دارم في دير البلح، ومدينة حمد على انقاض مستوطنة غوش قطيف".
وأضاف:" ان الاندحار الإسرائيلي تسبب في بناء مرافق ترفيه للفلسطينيين مثل منتجع النور ومدينة أصداء، وحرر الاف المكعبات من المياه التي كانت تستولي عليها إسرائيل ضمن ما يعرف بالمصائد المائية."
وأوضح حمدان انه تم "بناء عشرات المدارس في الأماكن التي كانت تسيطر عليها المستوطنات بعد الازمة التي كانت يشهدها التعليم في نقص عدد المدارس".
وشدد على ان الاحتلال لا يمكن ان "يعطي الشعب الفلسطيني شيء بالمجان وان تحرير الأرض لا يكون إلا من خلال المقاومة".
وأشار الى ان "مقاومة الضفة الان على خطى مقاومة غزة وان اختلفت الأساليب والظروف، من خلال سلسلة العمليات الفدائية، وان ما عاشته غزة من فرح الانحدار ستعيشه الضفة قريبا".