مصادر عبرية: السعودية قادت اجتماعا في نيويورك لدفع "حل الدولتين"

بمشاركة 25 وزير خارجية

أفادت مصادر عبرية أن المملكة العربية السعودية قادت اجتماعا في مدينة نيويورك الأمريكية لدفع "حل الدولتين" (فلسطينية وإسرائيلية) بمشاركة 25 وزير خارجية.

وذكرت صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الثلاثاء، أن "وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ترأس أمس الاثنين، اجتماعا مغلقا في نيويورك بمشاركة ممثلين عن 30 دولة معظمهم وزراء خارجية، بهدف تعزيز حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس الدولتين".

وأشارت إلى أن الاجتماع جاء "بمبادرة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تعزيز حل الدولتين من خلال اتخاذ إجراءات في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية".

وأوضحت أنه لم تتم دعوة "إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحضور الاجتماع، الذي كان الهدف منه صياغة مقترحات سيتم تقديمها بعد ذلك إلى الجانبين".

وقال بن فرحان وفقا للصحيفة: "لن يكون هناك حل للصراع دون إقامة دولة فلسطينية". ويأتي اللقاء استكمالا للاجتماع الذي استضافته السعودية، في العام الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى العشرين لـ "مبادرة السلام العربية" والتي عرضت فيها المملكة إحلال "السلام" مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية.

وذكرت بأن اجتماع أمس، يرتكز على "دعم جميع الدول المشاركة في هذه المبادرة. وتتناول الوثيقة التحضيرية للاجتماع الحاجة الملحة للحفاظ على حل الدولتين على أساس المبادرة العربية، واتخاذ خطوات عملية من شأنها أن تساعد إسرائيل والسلطة الفلسطينية على التحرك في هذا الاتجاه. وكان من المقرر أن يكون الاجتماع مغلقا أمام وسائل الإعلام، ولكن من المتوقع أن يصدر في ختامه بيان موجز نيابة عن المملكة العربية السعودية والدول المنظمة الأخرى".

ووفق الصحيفة، بدأ الاجتماع بكلمة افتتاحية لوزير خارجية المملكة العربية السعودية ورئيس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل. بعد ذلك، تحدث أيضا وزيرا خارجية مصر والأردن، الشريكان في استضافة الاجتماع، بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية الرئيسية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا والدنمارك والسويد والنرويج.

فيما أرسلت الولايات المتحدة أندرو ميلر، المسؤول عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني في وزارة الخارجية، إلى الحدث، كما أرسلت الصين سفيرها إلى مؤسسات الأمم المتحدة. وشاركت في الاجتماع دول عربية أخرى منها قطر والجزائر والكويت والبحرين.

وقالت الصحيفة العبرية: إن "قرار السعودية برئاسة الاجتماع، يعد إشارة من الرياض بشأن مواقفها من القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية المحادثات التي جرت في الأشهر الأخيرة بين السعودية والولايات المتحدة وتل أبيب حول اتفاق محتمل يشمل التطبيع الإسرائيلي السعودي".

وأشارت إلى أن "تل أبيب والولايات المتحدة منقسمتان بشأن الجزء الفلسطيني من مثل هذا الاتفاق، وتثيران حججا متناقضة حول موقف المملكة العربية السعودية من هذه القضية". ففي الولايات المتحدة، يقولون إن المملكة العربية السعودية لن تكون قادرة على المضي قدما في اتفاق مع إسرائيل إلا إذا تضمن إنجازات مهمة للفلسطينيين".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن "المملكة العربية السعودية أوضحت للولايات المتحدة أنها لن تمضي قدماً في الاتفاق إذا لم يتضمن مكوناً فلسطينياً".

ونوهت الصحيفة إلى أن "بايدن ينوي، بحسب مصادر في الإدارة، سؤال نتنياهو مباشرة عما إذا كانت حكومته الحالية قادرة على القيام بلفتات لصالح الفلسطينيين مقابل التوصل إلى اتفاق مع السعودية". وتخشى الإدارة من أن يؤدي الموقف المتصلب لوزراء اليمين المتطرف في الحكومة إلى تخريب الاتصالات مع المملكة.

وقال الخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، نمرود غورين، لصحيفة "هآرتس" إن اجتماع وزراء الخارجية يثبت أن السعودية، على الرغم من الشكوك التي أثيرت مؤخرا، "لا تزال تولي أهمية لحل الدولتين ومستعدة لقبول حل الدولتين". وأضاف أن التزام الاتحاد الأوروبي سيتم التعبير عنه بشكل أساسي في "تقديم حزمة حوافز دولية لتعزيز السلام"، وأن مثل هذه الفكرة تم طرحها بالفعل، لكنها لم تلق دعمًا دوليا كافيا.

ويشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن مرارا رفضه قبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل، وتحدث بشكل متزايد مؤخرا ضد إقامة دولة فلسطينية، وضرورة "كبح الطموح الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة". وشدد على معارضته لاقتلاع أي مستوطنات إسرائيلية في اتفاق سلام مستقبلي.

ومنذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، يقود نتنياهو حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين الديني والقومي، وتعمل على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك شرقي القدس المحتلة، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

ويشار إلى أن ما يسمى بـ"عملية السلام" بين السلطة الفلسطينية والاحتلال متوقفة منذ نيسان/ابريل 2014؛ جراء رفض "إسرائيل" وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
قوات الاحتلال تهدم منزل أسير في دوما جنوب نابلس
يوليو 3, 2024
هدمت قوات الاحتلال ليل الثلاثاء – الأربعاء، منزل الأسير أحمد سامر دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، بتهمة تنفيذ عملية قتل مستوطن قبل نحو شهرين. وأفاد رئيس المجلس القروي سليمان دوابشة في تصريح صحفي، بأن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بثلاث جرافات عسكرية، اقتحمت القرية، وحاصرت منزل الفلسطيني سامر دوابشة، تمهيدا
إصابة شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال في بلدة "بيتا" بمدينة نابلس
يوليو 2, 2024
أصيب شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال، مساء الثلاثاء، في أثناء مواجهات اندلعت في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية.  وقال الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل، إن "طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين لشابين برصاص الاحتلال، إحداها في البطن والأخرى في القدمين، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيتا". ويصعد
"الحوثيون" و"المقاومة الإسلامية بالعراق" يضربون هدفا حيويا في حيفا
يوليو 2, 2024
أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية (الخوثيون)، الثلاثاء، تفيذ عملية مشتركة مع "المقاومة الإسلامية في العراق"، استهدفت هدفا حيويا في مدينة حيفا المحتلة. وقالت الجماعة في بيان مقتضب لها، إن "القوات المسلحة اليمنية (تابعة للحوثيين)، نفذت بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية العراقية، عملية عسكرية مشتركة، استهدفت هدفا حيويا في حيفا بعدد من الصواريخ المجنحة". وأضافت أن "العملية
"الشاباك": السجون تضم 21 ألف أسير فلسطيني
يوليو 2, 2024
قالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، اليوم الثلاثاء، إن "رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أبلغ حكومة نتنياهو أن السجون تضم 21 ألف معتقل فلسطيني لكنها لا تتسع لأكثر من 14 ألفا و500". وأمس الاثنين، قالت ما تسمّى "مصلحة السجون الإسرائيلية"، في بيان لها، إنه "وصلها أكثر من 5 آلاف فلسطيني تم اعتقالهم في قطاع غزة والضفة
"الصحة العالمية": شح الوقود يهدد حياة المصابين في غزة
يوليو 2, 2024
كشفت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، عن قلقها بشأن قلة المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة، بما في ذلك شح الوقود ومدى تأثير ذلك على الرعاية الصحية في القطاع. وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة حنان بلخي في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف السويسرية، إن "القطاع الصحي في غزة وحده يحتاج 80 ألف لتر من الوقود يوميا". وأضافت أن
مسؤولة أممية: الحرب على غزة أطلقت العنان لدوامة من البؤس الإنساني
يوليو 2, 2024
قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمِرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة". وأضافت كاغ، خلال إحاطة قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أنه "في أعقاب الهجوم