جريمة الاحتلال بجنين.. وأد للتنسيق الأمني رغم إصرار السلطة الفلسطينية عليه

اعتبر عدد من الكتاب والمحللين ما حصل من جريمة في مدينة جنين (شمال الضفة)، صباح اليوم الأربعاء، أدت لارتقاء أربعة شهداء بالإضافة إلى عشرات الإصابات، بأنه تصريحا واضحا بنية الاحتلال المبيتة بتصعيد استهدافها لحالة المقاومة في الشمال، من جانب، ووأد للتنسيق الأمني وتهميش المتمسكين به من جانب آخر.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري، لـ"قدس برس"، إن "جريمة اليوم جاءت على وقع الاتصالات الحميمية بين قيادة السلطة وقادة الصهاينة، تلك الاتصالات التي من المؤكد أنها كانت بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ الاحتلال لتهديداته ضد مقاومي المخيم" وفق تقديره.

ومن جهته، رأى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع أنه "قبل أيام قليلة أعلن الاحتلال عن توسيع عملياته في شمال الضفة، وأن ما جرى في جنين اليوم دليلًا على ذلك، وخصوصا في ظل فشل حملة الجيش (كاسر الأمواج)، التي أطلقها قبل عدة أشهر لوأد عمليات إطلاق النار في جنين، كما نشاهد اليوم أنها تمتد الى أرجاء الضفة".

وقال مناع لـ"قدس برس"، إن "ما يجري اليوم يشير إلى أن هنالك احتمالية كبيرة في ارتفاع منحى التصعيد، وهذه الاعتداءات بالتأكيد تدفع برد فلسطيني مهما كان شكله ومكانه وزمانه، ما ينتج عنه اقتحامات ومحاولات إسرائيلية لكبح المقاومة وهكذا، ما لم يكن هنالك حدث جوهري، يؤدي إلى انتفاضة أو يخفت هذا اللهب".

ونبه إلى أن الأحزاب الإسرائيلية "تقتات على الدم الفلسطيني، مع قرب الانتخابات الإسرائيلية، وتوظف تلك الجرائم في الدعاية، إلا أن أحداثا كهذه تصنف من المسائل الأمنية لا يحدها انتخابات ولا تلتفت إلى من يتولى سدة الحكم".

ومن جانبه، أكد الناشط الشبابي عبدالله شتات أن "جريمة جنين تأتي رغم تقديم السلطة الفلسطينية القرابين للاحتلال من خلال التشبث بالتنسيق الأمني ومبادرات حسن النية، والمتمثلة باعتقال المطارد القسامي مصعب اشتية، وتهنئة الرئيس محمود عباس لقادة الاحتلال بأعياده، وضرب بعرض الحائط كل ما يجري للفلسطينيين، وعتبر السلطة مقصرة في محاربة ما يسمى الإرهاب".

ورأى شتات لـ"قدس برس"، أن "مجزرة اليوم تؤكد أن الاحتلال غير آبه بكل تنازلات السلطة وتصريحاتها، واستجداء الرئيس (عباس) للعالم بخطابه الأخير، وأن السلطة من خلال صمتها على جرائم الاحتلال تعطي تصريحا إضافيا لمزيد من الجرائم" وفق ما يرى.

وأردف "كمتابعين ونشطاء كنا نتمنى أن نرى السيارات المصفحة والمدرعة التي نزلت إلى شوارع نابلس، وقمعت المتظاهرين وخرجت ضد الشرفاء أن تخرج في جنين، ونرى القناصة منتشرة على أسطح المخيم في وجه الاحتلال كما رأيناهم في نابلس".

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"إسرائيل" تقتل مدير المستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان وعائلته في قصف على منزله بغزة
يوليو 2, 2025
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للطواقم الطبية، استشهد مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة الدكتور مروان السلطان، برفقة زوجته وخمسة من أبنائه، إثر قصف جوي نفذته طائرات الاحتلال استهدف منزله في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وفق ما أكدته مصادر طبية في مستشفى الشفاء ومصادر صحفية متطابقة. وأعلنت وزارة الصحة
صحة غزة: 142 شهيدا و487 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يوليو 2, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 142 شهيدا فلسطينيا، (بينهم 3 شهداء انتشال)، و487 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,454 شهيدا و22,551 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام
إصابة معتقل فلسطيني بشلل جزئي جراء التعذيب بسجون "إسرائيل"
يوليو 2, 2025
ذكر "نادي الأسير الفلسطيني"، إن معتقلا إداريا بالسجون الإسرائيلية فقد القدرة على الحركة في جزئه السفلي من جسده جراء تعرضه لعمليات تعذيب وضرب مبرح. وأضاف النادي (أهلي) في بيان اليوم الأربعاء، تلقته "قدس برس"، أن "المعتقل الإداري محمد نسيم أبو العز (19 عامًا) من أريحا، والمعتقل منذ فبراير/شباط من العام الماضي، تعرّض لعمليات تعذيب وضرب
"صدى سوشال": أكثر من 1247 انتهاكًا رقميًا بحق الفلسطينيين خلال يونيو.. و"إنستغرام" في صدارة القمع
يوليو 2, 2025
كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية (مستقل مقره رام الله)، عن تصاعد حاد في وتيرة الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، مؤكدًا توثيقه 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر حزيران/يونيو 2025 الماضي، في سياق ما وصفه بـ"التصعيد الرقمي المنظّم والمتعدد الأطراف" ضد المحتوى الفلسطيني، تزامنًا مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة
"الأورومتوسطي": 85% من مساحة قطاع غزة خاضعة لسيطرة إسرائيلية مباشرة أو مشمولة بأوامر إخلاء
يوليو 2, 2025
اتهم "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (حقوقي مقره جنيف)، "إسرائيل" بمواصلة ارتكاب جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، في إطار سياسة معلنة وممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه الأصليين، وذلك باستخدام أدوات متعددة، تشمل القصف واسع النطاق، والتجريف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، والطرد بالقوة العسكرية، وأوامر الإخلاء القسري. وقال المرصد، في بيان صحفي اليوم
"إعلام الأسرى": 10,400 أسيرًا في سجون الاحتلال بينهم 440 طفلًا و47 امرأة و2500 أسير مريض
يوليو 2, 2025
كشف "مكتب إعلام الأسرى" (حقوقي مختص بشؤون الأسرى)، أن أكثر من 26 معتقلًا وسجنًا ومركز تحقيق إسرائيلي، يقبع فيها حاليًا نحو 10,400 أسير فلسطيني، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. يعيشون ظروفًا مأساوية خلف الأسلاك الشائكة، يتقاسمون الخبز المسموم، والانتظار الطويل، والمعاناة المستمرة. وذكر "إعلام الأسرى"، في تقرير صحفي اليوم الأربعاء، أن من بين العدد الإجمالي