جريمة الاحتلال بجنين.. وأد للتنسيق الأمني رغم إصرار السلطة الفلسطينية عليه
سبتمبر 28, 2022 7:23 ص
اعتبر عدد من الكتاب والمحللين ما حصل من جريمة في مدينة جنين (شمال الضفة)، صباح اليوم الأربعاء، أدت لارتقاء أربعة شهداء بالإضافة إلى عشرات الإصابات، بأنه تصريحا واضحا بنية الاحتلال المبيتة بتصعيد استهدافها لحالة المقاومة في الشمال، من جانب، ووأد للتنسيق الأمني وتهميش المتمسكين به من جانب آخر.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري، لـ"قدس برس"، إن "جريمة اليوم جاءت على وقع الاتصالات الحميمية بين قيادة السلطة وقادة الصهاينة، تلك الاتصالات التي من المؤكد أنها كانت بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ الاحتلال لتهديداته ضد مقاومي المخيم" وفق تقديره.
ومن جهته، رأى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع أنه "قبل أيام قليلة أعلن الاحتلال عن توسيع عملياته في شمال الضفة، وأن ما جرى في جنين اليوم دليلًا على ذلك، وخصوصا في ظل فشل حملة الجيش (كاسر الأمواج)، التي أطلقها قبل عدة أشهر لوأد عمليات إطلاق النار في جنين، كما نشاهد اليوم أنها تمتد الى أرجاء الضفة".
وقال مناع لـ"قدس برس"، إن "ما يجري اليوم يشير إلى أن هنالك احتمالية كبيرة في ارتفاع منحى التصعيد، وهذه الاعتداءات بالتأكيد تدفع برد فلسطيني مهما كان شكله ومكانه وزمانه، ما ينتج عنه اقتحامات ومحاولات إسرائيلية لكبح المقاومة وهكذا، ما لم يكن هنالك حدث جوهري، يؤدي إلى انتفاضة أو يخفت هذا اللهب".
ونبه إلى أن الأحزاب الإسرائيلية "تقتات على الدم الفلسطيني، مع قرب الانتخابات الإسرائيلية، وتوظف تلك الجرائم في الدعاية، إلا أن أحداثا كهذه تصنف من المسائل الأمنية لا يحدها انتخابات ولا تلتفت إلى من يتولى سدة الحكم".
ومن جانبه، أكد الناشط الشبابي عبدالله شتات أن "جريمة جنين تأتي رغم تقديم السلطة الفلسطينية القرابين للاحتلال من خلال التشبث بالتنسيق الأمني ومبادرات حسن النية، والمتمثلة باعتقال المطارد القسامي مصعب اشتية، وتهنئة الرئيس محمود عباس لقادة الاحتلال بأعياده، وضرب بعرض الحائط كل ما يجري للفلسطينيين، وعتبر السلطة مقصرة في محاربة ما يسمى الإرهاب".
ورأى شتات لـ"قدس برس"، أن "مجزرة اليوم تؤكد أن الاحتلال غير آبه بكل تنازلات السلطة وتصريحاتها، واستجداء الرئيس (عباس) للعالم بخطابه الأخير، وأن السلطة من خلال صمتها على جرائم الاحتلال تعطي تصريحا إضافيا لمزيد من الجرائم" وفق ما يرى.
وأردف "كمتابعين ونشطاء كنا نتمنى أن نرى السيارات المصفحة والمدرعة التي نزلت إلى شوارع نابلس، وقمعت المتظاهرين وخرجت ضد الشرفاء أن تخرج في جنين، ونرى القناصة منتشرة على أسطح المخيم في وجه الاحتلال كما رأيناهم في نابلس".
تصنيفات : الأخبار