مفكر مغربي: التطبيع يتحمل جزءا من العدوان على غزة وفلسطين
قال المفكر المغربي المقرئ أبو زيد الادريسي، إن التصعيد الأخير بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية سيكون له تأثير على المنطقة برمتها، معتبرا أن "التطبيع يتحمل جزءا مما يقع في غزة وفلسطين".
واعتبر الإدريسي في مقابلة مع وكالة /الأناضول/ التركية، أن "الفصائل الفلسطينية وخاصة كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) لا تزال تفاجئ إسرائيل والعالم بأشكال إبداعية من المقاومة".
وتابع: "لأول مرة استطاع الفلسطينيون تحقيق هذا الاختراق، ولم يسبق أن حققوا مثل ما وقع منذ السبت في طرق مهاجمة العدو وإرباكه وقتله وأسره وتدمير أسلحته بما فيها الثقيلة".
وحذر الإدريسي من شراسة الانتقام الإسرائيلي، "الذي لا توقفه لا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق"، متوقعاً أن يكون "بشعا وإجراميا ومتجاوزا لكل الخطوط الحمراء".
وتساءل: "كيف لهذا الشعب الصغير المحاصر في هذه البقعة الصغيرة (قطاع غزة) المسلط عليه كل أنواع القهر والحرمان، أن يصل إلى هذا المستوى من الإبداع ومن الإنجاز ومن مفاجأة لجيش يُعتبر من أقوى جيوش المنطقة".
واعتبر الإدريسي أن "التطبيع (مع إسرائيل) يتحمل جزءا من مسؤولية ما يقع بفلسطين من اعتداءات وانتهاك لكرامة الفلسطينيين ومقدسات الأمة الإسلامية، خاصة أنه عرف مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة".
وذكر أنه "قبل 20 عاما كانت إسرائيل بجيشها وشرطتها تمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى، ثم انتقل الأمر إلى حماية المستوطنين حتى يعتدوا على المسجد الأقصى، وعلى المصلين والمرابطين فيه".
واستطرد: "هذا الانتقال ليس له إلا تفسير واحد هو الهرولة التطبيعية"، منتقدا المواقف العربية تجاه ما يجري في غزة، واصفا إياها بأنها "باردة وباهتة".
ولفت الإدريسي إلى أن "الاستثمار السياسي لكل عمل عسكري يحتاج إلى حاضنة سياسية غير موجودة اليوم".
وكان قائد هيئة الأركان في "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" محمد ضيف، قد أعلن السبت الماضي (7 تشرين أول/أكتوبر)، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما أدى لقتل مئات الجنود والمستوطنين وأسر العشرات، ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق (الأسرى والمسرى).