مراقب: جبهة الشمال لن تبقى كما هي ومعركة "طوفان الأقصى" حققت الكثير من الإنجازات

رأى المراقب والكاتب الفلسطيني، محمد أبو ليلى، أن "تصاعد وتيرة العمليات العسكرية، ورفع سقوف الاستهدافات، واستخدام أسلحة جديدة ونوعية لدى طرف المقاومة في جنوب لبنان، واستمرار التحذيرات والتهديدات الأمريكية الصهيونية تجاه لبنان، كلها مؤشرات تشي بأن جبهة الشمال لن تبقى كما هي، وأن الأمور مفتوحة على كامل الاحتمالات".
وأضاف أبو ليلى، في تصريح خاص لـ"قدس برس"، مساء اليوم الثلاثاء، أن ما "يجري حالياً في منطقة شمال فلسطين والجنوب اللبناني من عمليات، تأتي ضمن سقف قواعد الاشتباك المتبادل بين كِلا الطرفين (العدو الصهيوني - حزب الله)".
وأشار أبو ليلى إلى أنه في حين آخر "استطاعت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) من خلال معركة (طوفان الأقصى)، ضرب المنظومة الأمنية الصهيونية ذات المرتكزات الثلاثة، الردع والتفوق الاستخباراتي والحسم السريع".
ولفت إلى أنه "لم تردع القوة الصهيونية المتفوقة كتائب القسام، ولم تتمكن الاستخبارات الصهيونية من الحصول على أي معلومة مسبقة عن الهجوم ولا عن الأنفاق ولا عن الخطة الدفاعية، ولم يستطع العدو الصهيوني من حسم المعركة سريعًا، بل على العكس من ذلك تمامًا، يتكبد العدو خسائر فادحة ومهينة".
كما أشار إلى أن "معركة (طوفان الأقصى) وضعت الإدارة الأمريكية في مأزق ذات بعد إستراتيجي متعدد الأبعاد، تبدأ بتعثر الأولويات (الأحادية والتعددية القطبية والشرق الأوسط دون أزمات)، ولا تنتهي بجملة من التوريطات الصهيونية التي لا تريدها الآن (الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط).
وتابع بالقول إن معركة "(طوفان الأقصى) أثّرت على مشروع التطبيع التي تقوده الولايات المتحدة الساعية إلى دمج العدو الصهيوني في المنطقة".
وشنت مقاتلات حربية تابعة للاحتلال خلال الساعات الماضية من اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات على محيط عدد من البلدات اللبنانية، كما قصفت المدفعية التابعة للاحتلال، مناطق في القطاعين الأوسط والغربي من جنوب لبنان.
من جانبه، قال "حزب الله" اللبناني إنه "استهدف بالصواريخ الموجهة مواقع تابعة للاحتلال، في الراهب والمالكية وجل الدير، وأعلن عن تحقيق إصابات مؤكدة فيها".
ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد الشريط الحدودي بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي اشتباكات وقصفا متبادلا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، في "محاولة لإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتخفيف الضغط عنها".
ولليوم الـ32، على التوالي، تواصل قوات الاحتلال بدعم من الولايات المتحدة ومرتزقة، عدوانها على قطاع غزة، حيث تواصل الغارات المكثفة على القطاع، وترتكب مجازر جديدة في دير البلح ومخيمي المغازي والشاطئ وفي حي الزيتون، كما استهدفت بالقصف مبنى تابعا لمستشفى الشفاء ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.
وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 10 آلاف و328 شهيدا، و25 ألفا و956 جريحا، مع انتشار جثامين عشرات الشهداء في شوارع مدينة غزة في ظل تحذيرات من كارثة صحية.