صفعة لخطة الاحتلال بشأن محور "فيلادلفيا".. محلل سياسي: هذه أبرز دلالات خطاب "أبو عبيدة"
أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، الأحد، أن "عملية طوفان الأقصى في تصاعد وليست في انحسار، بعد مرور أكثر من 100 يوم على انطلاقتها".
وقال القيق لـ"قدس برس"، إن "ربط الطوفان بالتاريخ وإسناده للجغرافيا وعمق القضية، نقله لمربع جديد سيكون فيه الأيام القادمة شاهدا على مرحلة ما بعد 100 يوم".
ورأى أن "خروج أبو عبيدة بالصوت والصورة وقوة النبرة، دلالة على قوة السيطرة والتحكم، كما أن الإعلان عن محلية صناعة القسام للسلاح وحتى الرصاص رسالة عسكرية وسياسية وأمنية لإسرائيل، وصفعة لحجة خطتها المزمعة في محور فيلادلفيا، وأيضا صفعة لجهود استخباراتها الباحثة عن مصدر التسليح، وتعزيز لديمومة الإنتاج وإحباط للجيش في الميدان".
وأشار إلى أن "الحديث عن أسباب الطوفان دلالة على توسيع رقعته الجغرافية والبشرية والسياسية في قادم الأيام، وتذكير للجميع بالمسجد الأقصى أنه العنوان ووجب الاستنفار له".
واعتبر أن "تكتيكات الميدان وتخزين السلاح وآلية المواجهة التي كشفها أبو عبيدة تعد صفعة لتقارير إسرائيل عن إنجازات وهمية، كما أن نجاح المقاومة في وحدة الساحات وتفعيلها وإعطاء إشارة غير مباشرة عن خطة متدحرجة وتجاوز المخططات الإقليمية للتخدير".
وقال إن "استبدال ألم الحاضنة الشعبية في غزة بإصرارها على الصمود وتمهيدها الطريق للتحرير وإحباط المؤامرة، مؤشر على أن غزة ستصبح جزءا من حاضنة عامة تتشكل وتدفع ثمن التحرير وكلها مباشرة متجهة نحو القدس".
ولفت إلى أن "المقاومة قطعت الطريق أمام الحديث رسميا عن أي مبادرة تتعلق بملف الأسرى منفردا أي في إطار تبادل فقط، حيث أكدت أن هذا الملف يعد استراتيجيا يفتح بعد وقف العدوان في إطار سياسي شامل، وليس في إطار صفقة تبادل فقط، كما ترغب دولة الاحتلال"
وكان الخبير العسكري الأردني، محمد المقابلة، قال إن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يحقق أهدافاً سياسية وعسكرية من خلال حديثه على ضرورة السيطرة (الإسرائيلية) على محور (فيلادلفيا) ما بين مصر وقطاع غزة".
وأضاف في تصريحٍ سابق لـ"قدس برس"، أنه في الجانب السياسي يريد نتنياهو أن "يقول لجبهته الداخلية أنني استطعت تحقيق إنجاز ما في قطاع غزة، من خلال سيطرتي على الطريق الفاصل ما بين غزة ومصر".
وتابع، من الناحية الأمنية يريد "منع تهريب السلاح من داخل الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، من خلال السيطرة الكاملة على الحدود".
وأشار إلى أنه "وبكل تأكيد يريد الاحتلال تجريف وحفر الحدود ما بين مصر وقطاع غزة من أقصى شرق قطاع غزة وصولاً إلى البحر المتوسط، في عمق 2 كم، فيما يعرف بإنشاء مناطق عازلة، وهذا يمثل احتلالا جديدا لقطاع غزة".
وأشار المقابلة إلى أن "نتنياهو من الممكن بعد السيطرة على محور (فيلادلفيا) أن يطلب وجود قوات دولية تدير المنطقة العازلة ما بين قطاع غزة ومصر".
ودخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الأحد، يومه الـ100، في ظل استمرار التحذيرات من آثار كارثية على أهالي القطاع بسبب الجوع الناجم عن تزايد نقص توريد الغذاء، في حين بلغ غدد النازحين في القطاع أكثر من 1.8 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الأحد 23 ألفا و968 شهيدا و60 ألفا و582 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.