باحثون كويتيون لـ"قدس برس": الكويت أحدثت تحولا عميقا تجاه فلسطين

اعتبر باحثون كويتيون، الأحد، أن بلادهم "أحدثت تحولا عميقا تجاه القضية الفلسطينية، وشكلت حالة من الوعي المتنامي والمسؤولية إزاء نصرة القضية".

وقال الباحث الكويتي في القضية الفلسطينية عبد الله الموسوي، إنه "بعد أكثر من مائة يوم على عملية طوفان الأقصى لا زال الشارع الكويتي مستمرا في التعاطف والتضامن مع أهلنا في فلسطين المحتلة وخصوصاً قطاع غزة".

وأضاف الموسوي لـ"قدس برس"، أن "قوافل المساعدات الدوائية والطبية لم تتوقف بالرغم من كل الصعوبات وهي نتاج دعم وتمويل رسمي وشعبي، كما أن وقفات الاستنكار الشعبي وفعاليات التضامن والتوعية مستمرة بفضل جهود مؤسسات المجتمع المدني والفرق التطوعية".

وأكد أن "ثقافة مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني لا زالت مستمرة ويتصدر مشهدها الشباب الكويتي وهي حالة مميزة في البلاد حتى الآن".

وأشار الموسوي وهو رئيس فريق "كويتيون دعماً لفلسطين" (فريق تطوعي)، إلى أن "هناك حالة وعي إعلامي في الشارع الكويتي لمتابعة وتحليل تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة وكشف حقيقة الإرهاب الصهيوني والدول الداعمة له".

وعبر عن أمله في "السعي لموقف كويتي وشعبي أكبر على جميع الأصعدة في رسالة من الكويت لإخواننا في فلسطين بأننا معهم في قضيتهم العادلة ولن نتخلى عنهم مهما كانت الظروف".

أما المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز دراسات "ريكونسنس" للبحوث والدراسات في الكويت (مستقل) عبدالعزيز العنجري فأكد أن "الكويت تظل مثالاً بارزاً في دعمها للقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "الواقع يعكس تاريخاً طويلاً من الدعم السياسي والمالي، بينما الطموح يتجه نحو تحقيق حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني".

وقال العنجري لـ"قدس برس"، إن "الاعتراف بالتحديات المحلية في الكويت والتركيز المتزايد على الشؤون الداخلية، يظهر الدعم للقضية الفلسطينية حالياً بطابع أكثر معنويًا منه إستراتيجيًا، وعلى الرغم من أن الكويت قد تواجه تحديات في الحفاظ على دورها الريادي في هذه القضية، إلا أنها لا تزال ملتزمة بدعم كل مبادرة تخدم القضية الفلسطينية".

وأضاف المحلل الكويتي أن "التوجهات الشعبية في الكويت تبقى قوية وفعالة في تأييدها لفلسطين، ما يؤكد على الروابط التاريخية والعاطفية التي تجمع بين الشعبين".

وأوضح الباحث الكويتي في الدراسات الفلسطينية بجامعة إكسيتر البريطانية عبدالله العنجري من جهته، أن "مناصرة الكويت للقضية الفلسطينية يعود الى الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 حينما هرّبت مجموعة كويتية السلاح إلى المقاومة الفلسطينية لدعمها في نضالها ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية".

وأشار لـ"قدس برس" إلى أن "فلسطين القضية الوحيدة التي يجتمع عليها الشعب الكويتي بمختلف أطيافه وتوجهاته بالرغم من اختلافه في كثير من القضايا، ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تشهد الساحة الكويتية تضامناً واسعاً مع القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة".

وذكر أن من أشكال الدعم التي تفاعل معها الكويتيون منذ الحرب الإسرائيلية على غزة لمساندة القضية الفلسطينية "المقاطعة الشعبية الواسعة لمنتجات الشركات الداعمة للاحتلال مثل متاجر كارفور ومطاعم ماكدونالدز"، إضافة إلى "مشاركة أعضاء البرلمان الكويتي في الوقفات التضامنية بساحة الإرادة وتنظيم مؤسسات المجتمع المدني والمساجد والاتحادات الطلابية في جامعات الكويت مختلف الفعاليات التوعوية والميدانية التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية".

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 25 ألفا و105 شهداء، وإصابة 62 ألفا و681 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.