محلل سياسي: الاحتلال قد يهرب لحرب إقليمية للتغطية على فشله في غزة
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق إنه "في ظل فشل إسرائيل في عدوانها المستمر على قطاع غزة حتى اللحظة، قد يكون ملاذها الحرب الإقليمية وفتح عدة جبهات، وذلك من أجل أن تقحم دولاً في هذا التحالف وكذلك الهروب للأمام من مستحقات قضائية دولية وسقوط أخلاقي أمام شعوب العالم، وفقدان الردع في غزة دون إنجازات".
ويرى القيق في حديث مع "قدس برس" أن دولة الاحتلال تسعى للتصعيد المفاجئ مع لبنان، بالتزامن مع تصعيد بريطاني وأمريكي في البحر الأحمر، "وهذا كله ستتم تغطيته بتكثيف الحديث عن الحل السياسي للقضية الفلسطينية ومؤتمرات سلام وغيرها من أشكال التخدير للعالم وأطراف عربية، والتفاف على أي استجماع لقوى ومواقف عربية وإسلامية بحجة أن كل ملف له خصوصية، فاليمن أضرّ بالملاحة ولبنان هاجم دولة جوار"، وتابع "هذا سياسة عميقة لفصل الساحات وتقسيم الملفات للتشتيت، وكذلك لبحث ردع أوسع بعدما تهشم في غزة".
وأوضح أن الإسرائيلي والأمريكي يسعون في المرحلة الجديدة إلى تغيير شكلية الحدث مع تعميق الميدان عسكريا وهجوما، "وهذا لاعتبارات انتخابية داخلية أمريكية ورأي عام دولي ومحاكم وقضايا ملاحقة، وتعزيز ردع لمنع تحالفات تجتاح العالم، وتقزيم "الطوفان" والقضية الفلسطينية مرة أخرى في إطار حلول أمنية واقتصادية".
وأضاف أن إسرائيل تحاول ايجاد "الردع التائه" في غزة في ساحات أخرى دون تخطيط، 'فقط ردة فعل في إطار القياس التاريخي لتعاملها مع المنطقة، ظنا أن ساعة العرب متوقفة على وقع الكتلة النارية والترهيب!!".
وبشأن مهاجمة "إسرائيل" لدولة قطر، فقد اعرب القيق عن مخاوفه من أن يكون ذلك تمهيدا لاغتيال ميداني فيها لقيادات حماس، أو على أقل تقدير ترهيبها حتى تنزل لسقف رغبة "إسرائيل"، وتصبح وسيطا بمعاييرها.
وعاد للقول إن التحرك البريطاني والأمريكي بمبادرات سياسية هي شكلية بامتياز تهدف لامتصاص غضب الرأي العام الدولي من جهة، والالتفاف على المحاكم الدولية، من جهة أخرى.
والأخطر وفق القيق يكمن في تغليف المخطط العسكري القادم بحق أطراف إقليمية في إطار عزل الساحات وفصلها عن بعضها؛ ليتسنى الاستفراد العسكري فيها، وإبعاد المشهد الفلسطيني عن عمقه العربي والإسلامي من خلال مبادرات سياسية بمقاسات أمنية "وهذا يعتبر إقصاءً مباشرا لأي دور قطري أو عربي".