إعلام عبري: واشنطن تشكل "مجموعة اتصال" مع حلفائها للتخطيط لغزة ما بعد العدوان

كشفت وسائل إعلام عبرية أن إدارة بايدن تعمل على تطوير “مجموعة اتصال” مع حلفائها في الشرق الأوسط بهدف التجمع حول سياسة موحدة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما قال مسؤول في إدارة بايدن ودبلوماسي عربي كبير لصحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ العبرية.

ووفق الصحيفة، طرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الفكرة على زعماء الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا عندما زار المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر وحصل على موافقة كل دولة للمضي قدما في المبادرة.

وقال المسؤول في الإدارة إن الولايات المتحدة تطلب من أصحاب المصلحة الإقليميين أن يلعبوا دورا في إعادة إعمار وإدارة غزة بعد الحرب، وتأمل أن تسمح مجموعة الاتصال بطرح الأفكار وتقديمها في منتدى واحد.

وقال الدبلوماسي العربي الكبير: إن "إدارة بايدن تأمل أنه من خلال إنشاء مجموعة الاتصال، يمكنها توحيد المنطقة حول خطة ما بعد الحرب التي يمكن رفعها بعد ذلك إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو". ومن بين الأفكار التي تتم مناقشتها "تغييرات في السلطة الفلسطينية من شأنها أن تضعف قبضة الرئيس محمود عباس على السلطة، وتوفير الأموال لإعادة بناء قطاع غزة المدمر والعلاقات المنشودة منذ فترة طويلة بين تل أبيب والرياض".

وأوضح الدبلوماسي أن ذلك "سيشمل إعادة إعمار غزة، وإصلاح السلطة الفلسطينية، وخلق طريق إلى دولة فلسطينية، واتفاق تطبيع سعودي".

وتم تكليف كل دولة باختيار ممثل لها في مجموعة الاتصال، حيث ستكون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف هي المندوبة الأمريكية، وفقًا للمسؤول في الإدارة. ومن المتوقع أن يبدأ المنتدى في عقد اجتماعات افتراضية كبيرة لمجموعة العمل الشهر المقبل.

ومن بين أهم بنود جدول أعمال مجموعة الاتصال مساعدة السلطة الفلسطينية على الانتقال إلى حكم قطاع غزة، مع إدراك الدول أن رام الله سيتعين عليها الخضوع لإصلاحات مهمة أولاً.

وتضغط الولايات المتحدة بشدة على عباس للتعاون مع هذه الجهود، حيث  أعطى زعيم السلطة الفلسطينية التزامًا مشروطًا لإدارة بايدن بأنه سيكون على استعداد لإعادة هيكلة حكومته، وفقًا للدبلوماسي العربي الكبير ومسؤول ثالث مطلع على الأمور.

وقد تم التركيز بشكل خاص على إقناع عباس بإعادة هيكلة التسلسل الهرمي لقيادة السلطة الفلسطينية لنقل العديد من صلاحياته إلى رئيس وزراء جديد، يمكنه بعد ذلك تنفيذ الإصلاحات الضرورية. وقال المسؤول الأمريكي والدبلوماسي العربي الكبير إن عباس سيحتفظ بلقبه كرئيس لكن سيكون له دور شرفي أكثر، في حين تم طرح عدة أسماء لشخصيات مدعومة من الغرب.

وقال المسؤول في الإدارة إن الولايات المتحدة تضغط أيضًا من أجل إنشاء مجموعة اتصال منفصلة مع الشركاء الأوروبيين لإجراء مناقشات مماثلة بشأن "اليوم التالي" في غزة مع التركيز بشكل خاص على التمويل، مضيفًا أن المنتدى قد يشمل أيضًا وفدًا إسرائيليًا.

وأبدى  المسؤول المطلع على الأمر عدم تفاؤله بشكل خاص بشأن المبادرات، قائلاً إن هناك خطر من أن تصبح، مثل المنتديات الأخرى، غارقة في البيروقراطية، مع القليل من صلاحيات التنفيذ.

ووفقا له، يتوقف جزء كبير من نجاح مجموعات الاتصال على تقليص كبير للحرب ــ إن لم يكن إنهائها بالكامل ــ فضلاً عن التعاون من جانب إسرائيل، وهما شرطان لم يتم الوفاء بهما بعد.

وقال الدبلوماسي العربي الكبير: "لقد ناقشوا فكرة حضور الرئيس بايدن إلى المنطقة أو دعوة القادة إلى البيت الأبيض لإجراء الصفقة النهائية"، متوقعًا أن يواجه نتنياهو صعوبة أكبر في قول "لا" في ظل هذه الظروف.

وفي تصريح لصحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ العبرية، لم ينكر متحدث باسم وزارة الخارجية وجود مجموعة الاتصال، قائلا: “نحن نواصل التعامل مع مجموعة من أصحاب المصلحة في العديد من القضايا المتعلقة بالصراع في غزة، بما في ذلك قضايا ما بعد الصراع. "

وأضاف المتحدث: “ليس لدينا ما نشاركه فيما يتعلق بالمناقشات الدبلوماسية الخاصة”.

وقالت الصحيفة: إنه بينما تعمل وزارة الخارجية على تطوير مجموعة الاتصال، يركز البيت الأبيض - بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط  بريت ماكغورك - بشكل أكبر على ملف الأسرى الإسرائيليين، معتقدًا أن التوصل إلى اتفاق هو المفتاح لإنهاء الحرب، كما يقول المسؤول الأمريكي والدبلوماسي العربي.

وكشفت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية عن خطة من جزأين لإطلاق سراح الأسرى ووقف القتال لمدة تصل إلى شهرين، نقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة.

وأضافت أنه من المتوقع أن يناقش مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ملامح الاتفاق الناشئ عندما يجتمع اليوم الأحد في فرنسا مع ديفيد بارنياع، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل لإجراء محادثات تتركز حول مفاوضات تبادل الأسرى.

ويتوجه بيرنز إلى فرنسا لإجراء محادثات رفيعة المستوى بعد أن زار ماكغورك المنطقة الأسبوع الماضي لعقد اجتماعات مع المسؤولين المذكورين أعلاه بشأن وضع الأسرى.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 26 ألفا و 422 شهيد، وإصابة 65 ألفا و 87 جريحا، في آخر إحصائية معلنة اليوم السبت، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
تونس: الاحتلال يستعد لارتكاب مذبحة كبرى في رفح
مايو 8, 2024
دعت تونس، الأربعاء، "كل أحرار العالم، للوقوف صفا واحدا ضد حرب الإبادة والتهجير القسري التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة". وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان، إنه يجب على "دول العالم على وقف هذه المجزرة فورا، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي ممعن في صلفه وإجرامه، في تحد صارخ للقانون الدولي، والقانون الإنساني".
"أونروا": 429 نازحا "قُتلوا" أثناء بحثهم عن مأوى في مباني الوكالة بغزة
مايو 8, 2024
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، إن "مباني الوكالة في قطاع غزة، تعرضت إلى 368 هجوما منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي". وطالبت المنظمة في تغريدة لها عبر منصة "إكس"، بـ"وقف فوري لإطلاق النار في غزة". وأوضحت أن "429 نازحا فلسطينيا كانوا يبحثون عن مأوى في مباني الوكالة،
جيش الاحتلال يعلن مقتل قائد بوحدة "اليمام" متأثرًا بإصابته في اشتباك مع "القسام"بطولكرم
مايو 8, 2024
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، عن مقتل القائد "يتيف ليف هاليفي"، من قوة "اليمام" الخاصة متأثراً بإصابته في الاشتباكات مع خلية من كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بلدة "دير الغصون" شمال طولكرم، شمال غرب الضفة الغربية. وأصيب هليفي خلال اشتباك مع ثلاثة من مقاتلي "القسام" بعد حصارهم في منزل ببلدة "دير الغصون" لأكثر من
الصحة العالمية: 600 ألف طفل معرضون للخطر في رفح
مايو 8, 2024
قال مدير منظمة "الصحة العالمية" (تابعة للأمم المتحدة)، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، إن "1.4 مليون شخص، بينهم 600 ألف طفل، معرضون للخطر في مدينة رفح"، جنوبي قطاع غزة. وأعرب غيبريسوش، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، عن "قلقه البالغ إزاء الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على مدينة رفح، والتي دفعت الكثير من سكان المدينة للفرار بحثا عن
قطر: إجبار المدنيين على النزوح من رفح انتهاك خطير للقوانين الدولية
مايو 8, 2024
أدانت قطر، الأربعاء، قصف قوات الاحتلال الذي استهدف بلدية رفح جنوبي قطاع غزة، واجتياحها المعبر البري، إلى جانب التهديد بتهجير الفلسطينيين من مراكز الإيواء والسكن. ودعت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، إلى "تحرك دولي عاجل يحول دون اجتياح المدينة، وارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وحذرت
الأردن: اعتداء مستوطنين على مقر "أونروا" في القدس تحد صارخ للقانون
مايو 8, 2024
أدان الأردن، الأربعاء، اعتداء عدد من المستوطنين على مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة القدس. وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إن ذلك يعد "تحدٍّ صارخ للقانون الدولي الذي ينص على ضرورة حماية منشآت الأمم المتحدة". وحمّلت الخارجية الأردنية، "إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية حماية مقار وموظفي المنظمات الأممية ومنظمات الإغاثة