صحيفة عبرية تكشف عن مناورة نتنياهو "الاستراتيجية" لمستقبل غزة
كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة إسرائيلية سرية، تهدف إلى إنشاء حكومة عسكرية في غزة وتعزيز العلاقات الإقليمية، وتتطلع إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية وسلام مع المملكة العربية السعودية.
وقالت صحيفة /جروزاليم بوست/ العبرية اليوم الأربعاء: إن المرحلة الأولى تتضمن تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية، شاملة في غزة للإشراف على المساعدات الإنسانية وتحمل المسؤولية عن السكان المدنيين خلال "الفترة الانتقالية".
وأضافت أنه بالتزامن، ستشهد المرحلة الثانية تشكيل تحالف عربي دولي يضم السعودية ومصر والمغرب والإمارات والبحرين وغيرها، مشيرة إلى أن هذا التحالف سيكون جزءًا من اتفاق تطبيع إقليمي أوسع، يدعم إنشاء "السلطة الفلسطينية الجديدة".
وزعمت أن المسؤولين، الذين لا ينتمون إلى "حماس" ولا يرتبطون بشكل مباشر برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سوف يرثون حكم غزة من إسرائيل، وتنتهي الإدارة العسكرية، فيما ستحتفظ إسرائيل بالحق في إجراء عمليات أمنية في غزة، على غرار عملياتها في الضفة الغربية.
أما المرحلة اللاحقة، المشروطة باستقرار غزة ونجاح الكيان الجديد ("السلطة الفلسطينية الجديدة")، فتتطلب إصلاحات واسعة النطاق بعمل السلطة الفلسطينية، ومحتواها التعليمي ومواجهة فصائل المقاومة.
وقالت الصحيفة: إنه إذا سارت هذه المرحلة بسلاسة ضمن جدول زمني محدد مسبقًا مدته سنتين إلى أربع سنوات، فسوف تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية محددة داخل أراضي السلطة الفلسطينية وتنظر في نقل أراضي إضافية لا يحتاجها الاستيطان الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذه الخطة السرية، تم مشاركتها أيضاً مع شخصيات رسمية أميركية.
وأوضحت أن هذه المبادرة، التي تمثل بالون اختبار نتنياهو، تتماشى مع جهود التسوية الشاملة في الشرق الأوسط التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تشمل غزة والسلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه يبقى السؤال: "هل يستطيع نتنياهو أن يتجه نحو إجراء تاريخي ينهي العدوان في غزة ويمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب اتفاق سلام تاريخي مع المملكة العربية السعودية؟ ويبدو أن الاحتمالات معاكسة لذلك، نظرا لتاريخ نتنياهو في التخلي عن مبادرات مماثلة قبل أن تؤتي ثمارها".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 26 ألفا و 900 شهيد، وإصابة 65 ألفا و 949 جريحا، في آخر إحصائية معلنة الاثنين، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.