لبنان.. وقفة شعبية في "عين الحلوة" احتجاجاً على وقف تمويل "أونروا"
نظمت القوى والفصائل الفلسطينية في منطقة صيدا، اليوم الأربعاء، وقفة شعبية في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، احتجاجاً على ما يتعرض له الفلسطينيون من "جرائم وتهجير وتصفية لقضية اللاجئين وحق العودة".
وشارك في الوقفة التي نُظّمت تحت عنوان "تعليق المساعدات للأونروا هي مشاركة في الإبادة الجماعية وشطب لحق العودة"؛ عدد من الشخصيات السياسية والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني، وعدد من أهالي المخيم.
وأدان عضو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان، عمر النداف، في كلمة ألقاها باسم فصائل المنظمة، "حرب الإبادة "التي يشنها الإحتلال الصهيوني ضد أهلنا في قطاع غزة، واستنكر سياسة التطهير العرقي التي تُمارس في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكد النداف على "الموقف الفلسطيني الموحّد في إدانة ورفض قرار بعض الدول وقف تمويل وكالة أونروا"، مؤكداً أن هذا "الدعم الخجول للوكالة ليس منّةً على شعبنا الفلسطيني، بل هو كفّارة تآمرهم على شعبنا وسلبه حقه في أرضه، عندما اتخذوا قراراً بتقسيم فلسطين وانشاء الكيان الغاصب عليها".
ودعا الدول التي أوقفت تمويل الوكالة إلى "التراجع عن هذا القرار لما له انعكاسات خطرة على شعبنا الفلسطيني وعلى أمن واستقرار المنطقة برمّتها، كما ثمّن موقف جميع البلدان التي قررت زيادة مساهمتها المالية المقدمة لوكالة أونروا".
من جهته، أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة "الجهاد الإسلامي" (فصيل مقاوم)، عمار حوران في كلمة ألقاها باسم قوى التحالف، على أن "الهجمة على وكالة أونروا تأتي خدمةً للمشروع الصهيوني لإنهاء دور هذه المؤسسة".
وأضاف حوران أن "توقّف خدمات وكالة أونروا عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيؤدي إلى كارثة كبيرة تضاهي حجم الإجرام والدمار الذي يقوم به الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وهو بمثابة قتل جماعي للشعب الفلسطيني الذي يعاني أصلاً من عدم انصاف واكتراث من المجتمع الدولي".
كما جدّد التذكير بأن"أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان يعانون من حالات فقر وعوز كبير، ويعتبر أكثر من تسعين في المائة منهم تحت خط الفقر، وبحاجة لمزيد من الدعم، ناهيك عن معدلات البطالة التي يرزح تحت وطئتها اللاجئين".
بدوره، أكد القيادي في "الحركة الإسلامية المجاهدة" (فصيل إسلامي) في مخيم "عين الحلوة"، ابراهيم المقدح، في كلمة ألقاها باسم "القوى الإسلامية"، على "التمسك بوكالة أونروا ودورها واستمراريتها، لأنها الشاهد القانوني والشاهد الحي على نكبة ومعاناة شعبنا الفلسطيني، وبسبب الحاجات الملحّة لخدماتها الإغاثية والتعليمية والاستشفائية وغيرها من التقديمات".
كما شدد المقدح على أن "الشعب الفلسطيني في المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان سيبقى متمسكاً بحق العودة إلى كامل التراب الفلسطيني حتى دحر الإحتلال الصهيوني عن أرضنا".
وجمّدت عدة دول غربية مساهماتها المالية في موازنة "أونروا" التي توفر مستلزمات الحياة المعيشة للفلسطينيين في الضفة وغزة ولبنان وسوريا والأردن، بعد مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي الوكالة بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وتعد الاتهامات الإسرائيلية للوكالة "ليست الأولى من نوعها"، فمنذ بداية العدوان على غزة، عمدت دولة الاحتلال إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح "حماس"، في ما اعتُبر "تبريرًا مسبقًا" لضرب مدارس ومرافق المؤسسة في القطاع التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، المسجلين لدى وكالة "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا.