حماس في تركيا... دلالات الزيارة وأهداف أنقرة

اسطنبول (تركيا) - محمد صفية - قدس برس
|
أبريل 22, 2024 5:28 م
يرى مراقبون أن ثمة مستجدات دفعت أنقرة لأن تتقدم أكثر في موقفها من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، تزامن ذلك مع إعلان الدوحة نيتها إعادة تقييم دور الوساطة التي تقوم بها بين "حماس" والاحتلال بعد ضغوط أمريكية.
وفي هذه الأثناء تواصل المقاومة الفلسطينية صمودها في وجه الاحتلال، بصورة فاجأت الدول والمراقبين، وأكدت "حماس" أن المقاومة هي خيار ثابت للشعب الفلسطيني، ولا يمكن شطبه من المعادلة أو التغلّب عليه، وهذا ما ذهبت إليه تقارير الاستخبارات الأمريكية الشهر الماضي.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة، أن "هناك مسألة ثانية ومهمة متعلقة بمزاج الشارع التركي، الذي عاقب إن صح التعبير، حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في الانتخابات البلدية، وصوّت لمنافسي الحزب، بسبب ضعف موقف أنقرة من العدوان على قطاع غزة".
موضحا، في حديث مع "قدس برس" أن ذلك "أشار إليه الرئيس أردوغان في لقائه الأول بقيادة حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات، بأن الشعب التركي لم يكن راضياً عن موقف الحكومة؛ مما يتعرّض له قطاع غزة وبأن الشعب يريد أكثر مما هو قائم".
ولفت الحيلة أنه يمكن لتركيا أن تحقق عدّة فوائد من خلال قربها بشكل أكبر من القضية الفلسطينية "منها استعادة وزيادة التأييد لحزب العدالة والتنمية داخلياً بإرضاء المزاج الشعبي في تركيا وخاصة لدى شرائح المحافظين والإسلاميين الذين يشكّلون قاعدة الحزب عموماً".
معتبرا أن تقرب تركيا من المقاومة الفلسطينية "سيعيد لها دورها وحضورها الإقليمي، وذلك بعد تراجع ملحوظ لتركيا ودورها في الفترة الماضية، انشغالاً بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ ومن ثم البلدية" وفق ما يرى.
ولفت الحيلة إلى أن الرئيس التركي "يحاول المساعدة على لجم التصعيد وسيناريو الحرب الإقليمية الموسّعة... لأن الحرب سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة، وعلى تركيا التي تحتل موقعاً جغرافياً مهماً وعلاقات سياسية واقتصادية كبيرة مع كافة أطراف الصراع في المنطقة، وهذا ما يدفعها لأن تأخذ خطوات استباقية لتبريد المشهد، قبل أن يفرض التصعيد استحقاقاته على كافة دول المنطقة".
وأعرب عن اعتقاده أنه يمكن لتركيا أن تتحرك بمسارين، "الأول سياسي، مستخدمة علاقاتها في (ناتو)، لوقف العدوان على غزة، واستعادة زمام المبادرة تحت عنوان الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير".
أما المسار الثاني "إنساني بتكثيف تركيا ضغوطها لإدخال المزيد من المساعدات لقطاع غزة، ولعل لقاء وزير خارجية تركيا هاكان فيدان بوزير خارجية مصر سامح شكري في أنقرة في ذات اليوم الذي استقبل فيه الرئيس أردوغان وفد حركة حماس، يشير إلى أهمية توظيف العلاقات التركية المصرية لممارسة الضغط على الاحتلال، وعلى واشنطن".
بدوره يشير المراقب والمحلل السياسي التركي حمزة تكين، إلى أن لقاء أردوغان هنية الأخير في إسطنبول "يتميز بأنه معلن ومن هنا تأتي الرسالة أن اللقاءات بين الجانب التركي وقادة حماس لم تنقطع يوما، ومن ثم الجديد هو أن هذا اللقاء أمام الكاميرات" وفق قوله.
وأكد تكين في حديث مع "قدس برس" أن "هدف اللقاء وهدف إعلانه هو إرسال رسالة واضحة إقليميا ودوليا، إن تركيا حاضرة، وبقوة في الملف الفلسطيني، وفي ملف غزة بالتحديد، وفي ملف الاعتراف بالمقاومة الفلسطينية، رغم قيام قوة غربية كبرى بتصنيف هذه المقاومة ضمن لائحتها الإرهاب، ومن ثم هذا تحد تركي لتلك القوى".
وحذر من أن "رفض الاحتلال الإسرائيلي أن تكون تركيا الضامنة في أي اتفاق في غزة، سيؤثر سلبا بكل تأكيد على مسار المفاوضات، لأنه كما هو واضح، فإن المقاومة متمسكة أن تكون تركيا وكذلك روسيا دول ضامنة في أي اتفاق مقبل".
وشدد تكين على أن "أي تعنت من قبل الاحتلال تجاه تركيا سيقابل بمزيد من العقوبات التركية تجاه الاحتلال، ورأينا العقوبات الاقتصادية التركية ضده ورأينا التدهور الدبلوماسي بين تركيا والاحتلال، وكل التحركات التركية على مختلف الأصعدة الداعمة لفلسطين" على حد قوله.