استهداف "حزب الله" لقواعد عسكرية في صفد.. الدلالات وسيناريوهات الرد "الإسرائيلي"

قُتلت مجندة "إسرائيلية" وأصيب ثمانية عسكريين بجروح مختلفة، الأربعاء، عقب استهداف "حزب الله" قواعد عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في مدينة صفد وبلدات في الجليل الأعلى، في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومنذ اندلاع المواجهات في الجنوب اللبناني مع الجبهة الشمالية في "إسرائيل"، كانت الضربة التي وجهها "حزب الله" أخيرا إلى  القواعد العسكرية للاحتلال في مدينة صفد المحتلة والجليل الأعلى، "الأخطر والأدق"، بحسب ما وصفتها وسائل إعلام عبرية.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني، محمد المقابلة، إن "إسرائيل منذ اغتيال القائد صالح العاروري، تستهدف مركبات في الداخل اللباني، ومن المستهدفين من أُعلن استشهاده، ومنهم من أصيب، دون أن يكون هنالك رد مناسب من حزب الله".

وأضاف المقابلة، أنه "بدأ يشعر وكأن حزب الله يهرب من الرد الذي يستفز الاحتلال، ولا يريد أن يوسع العمليات العسكرية ويدخل في قواعد اشتباك غير التي اعتاد عليها طوال المدة الماضية".

وأردف: "كأن الردع الإسرائيلي كان له وقعه على حزب الله، أو أن هناك تفاهمات تقضي بأن يبقى حزب الله ضمن قواعد الاشتباك الحالية ولا يتجاوزها، لكي تبقى قوته قائمة في المنطقة".

وأشار المقابلة، إلى أن "تمادي الاحتلال الإسرائيلي طوال المدة الماضية، كان بسبب عدم رغبة حزب الله في توسيع رقعة الحرب".

وبيّن الخبير العسكري والاستراتيجي، أن "حزب الله شعر أنه إذا لم يردع إسرائيل، فإنها ستتمادى وقد تغتال شخصيات وسط الضاحية الجنوبية".

وعلى ضوء ذلك، "أراد حزب الله أن يكون التصعيد مقابل التصعيد الإسرائيلي، ليعيد مفهوم الردع، وأن الردع والتصعيد يقابله الردع والتصعيد"، وفقا للمقابلة.

وبحسب المقابلة، فإن "اختيار الأهداف من قبل حزب الله كان ذكيا، وأن نوعيتها تدل على أن هناك بنك أهداف أعد سابقا لدى الحزب، وعمليات الرصد والمتابعة للأهداف كانت مستمرة طوال الفترة الماضية".

وأوضح المقابلة، أن "حزب الله استهدف القواعد العسكرية الإسرائيلية بصواريخ دقيقة في الإصابة، وليست موجهة"، لافتا إلى أن هذه الصواريخ "قادرة على تحديد مكان الهدف ورصده لحظة بلحظة".

وتجاوز "حزب الله في الضربة التي وجهها إلى صفد المدى الذي اعتاد عليه، مما يعني تغييرا في قواعد الاشتباك، لتثبيت قاعدة الردع مقابل الردع"، على ما ذكر الخبير العسكري المقابلة.

واعتبر المقابلة، أن "الجانب الإسرائيلي لا يستطيع فتح جبهة مع حزب الله في هذه المرحلة، وأن رده سيكون مكثفا دون تجاوز الأساليب والقواعد السابقة".

واستدرك المقابلة: "بالتالي لن يكون هناك توسيع في رقعة الحرب خلال المرحلة الحالية".

وفي وقت سابق من الأربعاء، تعرضت مدينة صفد وبلدات في الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة، لقصف بصواريخ من لبنان، ما أدى إلى مقتل مجندة وإصابة 8 آخرين بجروح مختلفة.

وعقب ذلك، شن الطيران الحربي التابع للاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية استهدفت عددا من البلدات في الجنوب اللبناني.

وقال جيش الاحتلال، إنه "هاجم أهدافا عسكرية، وبنى تحتية تابعة لحزب الله في مناطق جبل البريج، وكفر حونة، وكفر دونين، والعديسة والصوانة".

ومنذ الثامن تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تشهد المناطق الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة اشتباكات متبادلة بين عناصر من "حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، دعما وإسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 28 ألفا و576 شهيدا، وإصابة 68 ألفا و291 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا