قراءة في الموقف الإفريقي المناهض للاحتلال
أظهرت قمة رؤساء وحكومات الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، التي عقدت في السابع عشر والثامن عشر من الشهر الجاري، دعما وتأييدا للشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان الذي يشنه الاحتلال على غزة.
وترافق ذلك، مع رفض الاتحاد استقبال وفد من الاحتلال الإسرائيلي، طلب الاجتماع مع مسؤولين أفارقة لشرح وجهة نظره للتخفيف من حدة الموقف الإفريقي الرافض للحرب على غزة، ومحاولة حضور الجلسة الافتتاحية بصفة مراقب.
وأوضح رئيس مركز الدراسات الإفريقية محمد صالح أن "الموقف الإفريقي كان في جملته إلى جانب فلسطين، وضد المجازر التي يرتكبها الاحتلال، وهو ما درج عليه الاتحاد الإفريقي، خاصة بعد معركة طوفان الأقصى".
وقال صالح، إنه "لخص ذلك تصريح رئيس المفوضية موسى تكي الذي أكد فيه أن عدم حل القضية الفلسطينية هو الذي أدى إلى ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
وتطرق صالح للقمة الإفريقية التي أدانت المجازر في غزة، ووصفت ما يحدث في القطاع بالإبادة الجماعية، ومنع وفد الاحتلال الإسرائيلي من دخول جلسات القمة".
ولفت صالح إلى أن "تصاعد الموقف الإفريقي تجاه إسرائيل ومناصرة القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية، سيترتب عليه أمور ليس أقلها التصويت ضد كل ما هو إسرائيلي في الأمم المتحدة، وستتضرر الدبلوماسية الإسرائيلية دون أدنى شك".
واقتصاديا، أوضح صالح أن "الاحتلال يتأثر سلبا، رغم قلة التبادلات التجارية بينه وبين القارة الإفريقية، وذلك من خلال تضرر بعض الموارد التي يعتمد الاحتلال على إفريقيا في تأمينها كالذهب واليورانيوم وغيرها من المعادن الثمينة".
وأكد أن "الضرر السياسي والصورة الذهنية في المخيلة الإفريقية هي التي ستلحق في الاحتلال".
واعتبر صالح، أن "تقدم جنوب إفريقيا بمقاضاة الاحتلال هو جزء من الضغط على الولايات المتحدة، فمن يدين إسرائيل يدين الولايات المتحدة باعتبارها شريكا أصيلا في العدوان على غزة من خلال الدعم العسكري والسياسي للاحتلال".
وشدد على "ضرورة استثمار الموقف الإفريقي المؤيد لفلسطين والقضية الفلسطينية والرافض لجرائم الاحتلال، من خلال الحراك الشعبي وفعاليات المجتمع المدني التي يمكن أن تمارس ضغوطا هائلة على الحكومات الإفريقية وعلى منظماتها الإقليمية مثل إيكواس ومجتمع شرق إفريقيا والمجموعة الاقتصادية للجنوب الإفريقي".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و92 شهيدا، وإصابة 69 ألفا و28 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.