"الأورومتوسطي": "إسرائيل" تتعمد تجويع أهالي الشمال لتهجيرهم

قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الخميس، إن "إسرائيل تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع".
وأضاف المرصد، أن "إسرائيل تهدف في ذلك إلى دفع السكان نحو التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع".
وأكد أن "استمرار تراجع وتيرة إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وتقويض آليات حمايتها وسبل توزيعها، يأتي كأداة أساسية تنفذ فيها إسرائيل مسعاها في إخضاع فلسطينيي القطاع عمدا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي، وكذلك لاستكمال تنفيذ خططها بتفريغ مدينة غزة ومناطق شمالي قطاع غزة من السكان، وإجبارهم على النزوح جنوبا بشكل قسري تحت ضغط الهجمات العسكرية، والتهديد والترهيب، وسياسة التجويع وإبقاء مستويات مساعدات غير متناسبة مع حجم الاحتياجات الهائلة".
ويأمل المرصد، أن "تعوض عمليات الإنزال الجوي للأغذية والإمدادات الأخرى التي شهدها قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة جزءا ضئيلا من الانخفاض في المساعدات التي يتم جلبها عبر البر".
وأوضح أن "المخاطر تتفاقم وتستمر بشأن انتشار المجاعة والارتفاع الحاد في سوء التغذية لدى جميع سكان مدينة غزة وشمالها، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن".
ودعا المرصد، جميع الدول إلى "فتح جسر جوي مباشر إلى قطاع غزة، وتنفيذ إنزالات جوية مكثفة ويومية تشمل جميع مناطق القطاع، وبشكل خاص مدينة غزة وشمال القطاع".
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أعلن في وقت سابق من اليوم، استشهاد أكثر من 70 فلسطينيا وإصابة ما يزيد عن 250 آخرين، قبل أن يرتفع عدد الشهداء إلى 112 شهيدا في حصيلة غير نهائية، جراء استهداف الاحتلال لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة، فيما عُرف بعد ذلك بـ"مجزرة شارع الرشيد".
وقال المكتب في بيان، إنه "كان لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة".
وتابع: "كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد".
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من جهتها، إن "المجزرة البشعة في غزة، وغير المسبوقة في تاريخ جرائم الحروب، تأتي في إطار حرب التجويع والتهجير ضد شعبنا".
واعتبرت "حماس"، في بيان تلقته "قدس برس"، أن "المجزرة البشعة تضاف لسلسلة المجازر الطويلة التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني غير مكترثٍ بعواقب أفعاله الإرهابية، بسبب غطاء وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدوانه على غزة".
ودعت الجامعة العربية ومجلس الأمن لـ"الانعقاد فورا وإلزام الكيان المجرم بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي، ووقف كافة انتهاكاته للقوانين الدولية، وانتهاكه لمقررات محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي".
وطالبت "حماس"، الدول العربية بشكل خاص إلى "الخروج عن مربع الصمت تجاه ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة صهيونية، والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والذي أكد على كسر الحصار الصهيوني، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية فورا لقطاع غزة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 30 ألفا و35 شهيدا، وإصابة 70 ألفا و457 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.