ندوة لـ"فلسطينيي الخارج" تناقش أبرز تداعيات وانعكاسات "طوفان الأقصى" إقليميا ودوليا
عقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مساء الجمعة، ندوة سياسية تحت عنوان "القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى: التداعيات ومستويات التفاعل"، وذلك على هامش الاجتماع الحادي عشر للأمانة العامة للمؤتمر، في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة مختصين في الجانب السياسي من القضية الفلسطينية.
وتحدث المشاركون في الندوة حول "تداعيات أحداث طوفان الأقصى على الوضع الفلسطيني الداخلي، وعلى فلسطينيي الخارج ورؤيتهم وأدوارهم، وانعكاسات المعركة على الوضع الدولي والإقليمي للقضية الفلسطينية"، حيث أدارها رئيس اللجنة السياسية في المؤتمر الشعبي، عاطف الجولاني.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، ماجد أبو دياك، إن "الموقف الأوروبي بدأ يشهد تراجعاً وتحولاً لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، وأن إدارة بايدن (الرئيس الأمريكي) دفعت ثمناً غالياً لسياساتها المنحازة والداعمة للاحتلال حيث أصبحت شريكاً في كل جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي".
وفي سياق حديثه عن أهم انعكاسات "طوفان الأقصى" على الوضع الدولي والإقليمي للقضية الفلسطينية، أكد أن "الصمود الأسطوري لأهل غزة والمقاومة على مدار 5 أشهر، أفشل كل المخططات التي تحاك من أجل تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته".
كما شدد أبو دياك على أن "انتصار المقاومة يعني هزيمة مشروع التطبيع الأمريكي في المنطقة مع الاحتلال"، منوهاً إلى أن "الأنظمة تدرك حقيقة أن الاحتلال هزم في طوفان الأقصى".
من جانبه، عرض مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات (مقره بيروت)، محسن صالح، عدة نقاط في إطار تداعيات "طوفان الأقصى على عمل فلسطينيو الخارج، والأدوار المطلوبة منهم".
وأوضح، أن من أبرز التداعيات التي ظهرت بعد طوفان الأقصى هي "تزايد القناعات بإمكانية هزيمة المشروع الصهيوني، وارتفاع شعبية خط المقاومة وأنها أصبحت تمثل نبض الجماهير الفلسطينية، بالإضافة إلى التأثير الهائل في بيئات العمل التضامنية في الخارج للدول العربية والسلامية والدولية".
وعن الأدوار المطلوبة من فلسطينيي الخارج، طالب "صالح" بـ"ضرورة انتقال فلسطينيي الخارج من الانفعال الموسمي إلى الانفعال المنهجي المستمر الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضاف بأنه يجب "إعادة مراجعة الأوعية الشعبية والانتقال من القطرية إلى الأمة والعمل على كافة البيئات الفلسطينية والإسلامية والعالمية، وإعادة ترتيب الحياة الأسرية والشخصية والاجتماعية بما يخدم البيئة الفلسطينية المقاومة".
بدورها، قالت عضو الأمانة العامة في المؤتمر الشعبي، سائدة أبو البهاء: إن "الاحتلال بدأ تنفيذ مجموعة من السياسات من بعد طوفان الأقصى عزز فيها من سيطرته بحجة 7 أكتوبر والحقيقة أن الاحتلال قام بفرض سياسة أمر واقع".
وأضافت، أبو البهاء، أن "كل ما هو حي في غزة مستهدف، وأمام المشهد في غزة لا يمكن أن نقف صامتين ولا يمكن أن نعتاد المشهد وهذا يلقي المزيد من المسئولية على عاتق الفلسطينيين في الخارج".
ونوهت إلى وضع الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى، مؤكدة أن "الاحتلال عزز من وجود المستوطنين ومارس كل أشكال القمع والترهيب لكل من يقوم بإظهار أي شكل من أشكال التضامن مع غزة".
و"المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هو تجمع شارك في تأسيسه فلسطينيون من مختلف دول العالم، وأعلن عن إطلاقه في شباط/فبراير 2017 بتركيا، ويتخذ من بيروت مقرا له، وفق موقع الالكتروني الرسمي.
ولليوم 148 على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 30 ألفا و 320 شهيدا، وإصابة 71 ألفا و 533 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.