لازاريني: تفكيك "أونروا" خطوة متهورة ستضحي بجيل كامل من الأطفال
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، من أن تفكيك الاونروا الذي تطالب به اسرائيل سيؤدي الى التضحية “بجيل كامل من الاطفال وزرع بذور نزاعات مقبلة".
وقال لازاريني في كلمة له أمس الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن "تفكيك الاونروا (خطوة) متهورة. عبر القيام بها، سنضحي بجيل كامل من الاطفال وسنزرع بذور الكراهية والاستياء واندلاع نزاع مقبل، معتبرا أن من السذاجة الاعتقاد أن زوال الوكالة يمكن أن يتم من دون تهديد السلام والأمن العالميين".
ومع ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة، ندّد لازاريني بـ"حملة متعمّدة ومتضافرة لتقويض عمليات الأونروا، بهدف نهائي هو وضع حد لها".
وسبق للوكالة أن واجهت اتهامات إسرائيلية بضلوع موظفين في الهجوم على مستعمرات غلاف غزة (عملية طوفان الأقصى) ، ما دفع العديد من الدول الى تعليق تمويلها في خضم ظروف انسانية كارثية في قطاع غزة.
وأعلنت الأمم المتحدة على الفور فصل الموظفين المتهمين. في موازاة ذلك كلّف الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش فريقا مستقلا إجراء تقييم للأونروا و”حياديتها”.
وقال لازاريني "دعوني أخبركم بما هو على المحك إذا لم يتم اتخاذ إجراء ذي مغزى لتصحيح (هذا) المسار الكارثي على المدى القصير، ستنهار الاستجابة الإنسانية في غزة تماما”.
وأضاف أن الوكالة "تعمل بالحد الأدنى"، مشددا على أنه "لا قدرة للأونروا على استيعاب الصدمات المالية، خاصة في ظل احتدام الحرب في غزة".
وأشار لازاريني إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح "بأننا لن نعمل في غزة بعد الحرب، وهذا يجري تنفيذه حاليا بتدمير بنيتنا التحتية".
وشدد على أن "الحملة ضدنا هدفها تغيير المعايير القائمة منذ فترة طويلة للسلام في الأراضي المحتلة"، مشيرا إلى أن "الحديث عن وقف عملنا يعزز الاعتقاد بأن الوكالة يمكن تفكيكها دون مساس بحقوق الفلسطينيين".
وقال لازاريني إن "الهجوم على رفح التي يتركز فيها نحو 1.4 مليون نازح يبدو أنه أصبح وشيكا"، مضيفا أن "لا مكان آمنا يقصده سكان غزة، ورغم كل الفظائع التي عاشوها وشاهدناها يبدو أن الأسوأ لم يأت".
ولليوم 151 على التوالي يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 30 ألفا و534 شهيدا، وإصابة 71 ألفا و920 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.