أردوغان يجدد دعمه لغزة... تأكيد على الثوابت أم وقف لنزيف حاضنته؟

اسطنبول (تركيا) - محمد صفية - قدس برس
|
أبريل 17, 2024 5:25 م
"لن نترك غزة وحدها" هكذا صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، مؤكدا على ما وصفه موقف بلاده "الثابت" من القضية الفلسطينية.
وطوال الأشهر الستة الماضية، من العدوان المستمر على قطاع غزة، كان موضوع الموقف التركي من القضية الفلسطينية، محل نقاش وجدل في عدد من الأوساط التركية، وأشار نشطاء أتراك إلى استمرار التجارة بين بلادهم و"إسرائيل" بلا انقطاع، في الوقت الذي تعيش فيه غزة مأساة مجاعة حقيقية.
ويرى مراقبون وخبراء، تحدثت إليهم "قدس برس" أن تصريحات الرئيس التركي اليوم الأربعاء، جاءت ضمن محاولة لوقف الجدل المستمر حول موقف حزب "العدالة والتنمية" الحاكم من ملف الصراع في غزة، الذي أثر في الحاضنة الشعبية للحزب.
ويؤكد الباحث والمحلل السياسي التركي حمزة تكين في حديث مع "قدس برس" أنه "لا جديد في تصريحات أردوغان اليوم... فهي تعبر عن الموقف الرسمي التركي منذ عقدين من الزمن، باعتبار حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها، وأنها ليست منظمة إرهابية".
مشيرا إلى أن "أردوغان سيستقبل قادة حماس وبشكل علني بعد أيام، وسيكون هذا الاستقبال بمثابة رسالة كبيرة لمختلف الأفرقاء إقليميا ودوليا، وليس داخليا في تركيا" على حد تقديره.
وأكد تكين على أن "أنقرة لن تخضع للضغوط الدولية والإقليمية من تغيير موقفها من المقاومة الفلسطينية ورفض العدوان على غزة، وستتصرف وفق سياستها ومؤسساتها ورؤيتها، وليس وفق التصرفات الهوجاء العاطفية غير المدروسة" على حد تعبيره.
ونفى المحلل السياسي التركي أن يكون هناك أي رابط بين خسارة الانتخابات البلدية في تركيا وبين أحداث غزة، لافتا أن "نتائج الانتخابات ربحا وخسارة كانت لأسباب داخلية تركية خدماتية اقتصادية، ربما لم تؤثر أحداث غزة إلا على نسبة 0.5 بالمئة من الشعب التركي، وهي نسبة لا تؤثر في نسبة الانتخابات، ولا ينبغي الحديث عن نزيف في الحاضنة الشعبية وهي مصطلحات تضر بتركيا والشعب التركي".
وشدد على أن تركيا "وقفت إلى جانب غزة سياسيا وقانونيا ودبلوماسيا وإغاثيا وإعلاميا وشعبيا، وفعلت كل شيء باستثناء تحريك الجيوش العسكرية... وفي الوقت ذاته تركيا هي الدولة الوحيدة التي فرضت عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي"، متوقعا أن يزداد هذا الدعم في الفترة المقبلة.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي طه عودة أوغلو، أن "هناك حالة من الغضب في الشارع التركي نتيجة ما تُدُووِل عن صادرات تركية للكيان في ظل العدوان على غزة"، مشيرا إلى أنه "ومع وقف تلك الصادرات لم تنهي حالة عدم الرضا"، واعتبر أن تصريحات أردوغان اليوم جاءت "لتأكيد موقف تركيا تجاه القضية الفلسطينية، وأن هناك تحركات في هذا الإطار، على اعتبار أن القضية الفلسطينية من القضايا الحساسة بالنسبة للشارع التركي".
وشدد أوغلو على "ضرورة أن تتبع تصريحات أردوغان خطوات تترجمها على أرض الواقع لإحداث تأثير قوي ينهي مأساة أهلنا في غزة".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أنه سيواصل الدفاع عن نضال فلسطين، ويكون "صوت شعبها المظلوم".
وقال أردوغان، في كلمة، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية"، إنه "سأواصل الدفاع عن النضال الفلسطيني، وسأكون صوت الشعب الفلسطيني المظلوم ما أعطاني الله الحياة حتى لو تركت وحدي".
وشدد أنه لا يمكن لأحد التشكيك في مواقفه الحساسة تجاه فلسطين، مضيفًا: "حياتنا اكتسبت مغزى مع القضية الفلسطينية ". وأشار إلى أنه "لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة حماس اليوم"، مؤكدًا أنه "يدرك ثمن ذلك".
وأعلنت أنقرة، السبت الماضي، استدعاء سفيرها لدى "تل أبيب" للتشاور، "بسبب الهجمات المستمرة التي تشنها تل أبيب ضد المدنيين، ورفضها الدعوات لوقف إطلاق النار، والتدفق المستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية".
وكانت وزارة التجارة التركية أعلنت الأسبوع الماضي، فرض عقوبات اقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي، تشمل تقييد تصدير 54 منتجاً لإسرائيل اعتبارًا من تاريخ 9 نيسان/أبريل الجاري.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 194 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.