سياسيون: موافقة المقاومة أربكت حسابات الاحتلال وضربته في مقتل

أكد سياسيون فلسطينيون، الاثنين، أن موافقة فصائل المقاومة على اقتراح الوسطاء، يعد "استجابة لمصالح الشعب الفلسطيني وتعميقا لأزمات الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة".

وفي وقت رحبوا فيه بموافقة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية على اقتراح الوسطاء، أشاروا إلى أن "العالم اليوم مطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف مجازره والالتزام بما تم التوافق عليه، وصولا لإنهاء العدوان".

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ"قدس برس"، إن "هذه الموافقة تلقى اجماعا وطنيا لأنها تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف العدوان الإسرائيلي الاجرامي والإبادة الجماعية  على قطاع غزة، وتساهم في تخفيف معاناته".

وأكد البرغوثي، أن "جوهر اقتراح الوسطاء هو ما نص عليه بالعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقف اطلاق النار الدائم وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة وإعادة الإعمار".

وجدد البرغوثي القول إن "موقف المقاومة حشر  نتنياهو وحكومته المتطرفة في الزاوية وعمق أزمتها، وأن ردها السلبي على الموقف الفلسطيني سيجعلها في مواجهة مع العالم  بأسره وستضطر مهما ماطلت إلى الرضوخ ووقف عدوانها في نهاية المطاف".

وأضاف أن "الجميع والعالم بأسره مدين لبطوله وصمود وبسالة أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذين تحملوا آلاما وعذابات فوق طاقة البشر وأصروا على الصمود في وطنهم وأفشلوا مؤامرة التطهير العرقي والتهجير".

وقدم الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق من جانبه تصوره لسيناريوهات الرد "الإسرائيلي" على موافقة "حماس" على المقترح المعدّل، وقال "قد يقول الاحتلال نعم، ولكن هناك بعض الملاحظات وبحاجة للنقاش سنردها للوسيط، وهذا لتفادي الانتظار الدولي العارم للموقف الإسرائيلي، مع بقاء الأوضاع الميدانية على ما هي عليه".

وتابع "قد يقول إنهم موافقون، ولكن نحتاج تفسيرات من الوسيط، بالتزامن مع ذلك تصعيد ميداني كبير في رفح لإرضاء كل الأطراف الداخلية لديه؛ أهل الأسرى والمتطرفين والمعارضة، وبالتالي إبقاء المشهد القائم، وقد يكون الرد أننا ندرس المقترح وسنرد في الأيام القادمة بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير في رفح وجغرافيا أخرى، وذلك في محاولة لتعزيز نتنياهو لنظريته القائلة إن الضغط العسكري يجبر حماس على التنازل؛ ليغطي على حنكتها في توقيت ردها وآلياته".

وأشار إلى أن "الجنون الإسرائيلي منذ اليوم الأول يأخذهم إلى المربعات المجهولة، وهذا ما ستكون عليه سياستهم في الأيام القادمة نحو تصعيد وإن تغيرت جغرافيته، فالردع تائه والأمن ضائع والصورة فُضحت والرواية كذبت والخاسر سيصعد جنونه".

واعتبر مدير مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي أحمد الطناني من جهته، أن "المقاومة نفذت مناوَرةً سياسيةً جريئةً ومفاجِئةً بالإعلان المباغِت عن الموافَقة على المقترَح المصري للتهدئة، دون توضيحات حول ما سبق وما أبدته كملاحظات على المقترَح، أو مصير التوضيحات التي طلبتها".

وقال الطناني، إنه "بات واضحًا أن المقاومة قد قررت الاعتماد على التعهدات التي قدَّمها الوسطاء والولايات المتحدة بشأن التوضيحات التي طلبتها خاصةً كون هذا الاتفاق يمثِّل أرضيةً ثابتةً لوقفٍ شاملٍ لإطلاق النار وإنهاءٍ لحرب الإبادة بحق قطاع غزة".

وتابع "وضعَت المقاومةُ حكومةَ الاحتلالِ، وبشكل خاص رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في الزاوية عبر هذا الإعلان الذي تلا إعلان الاحتلال بدء عملية عسكرية في رفح والعمل على إخلاء شرقي المدينة من سكانها والنازحين فيها، وسط رفض دولي وتحذيرات متعددة من مغبة الإقدام على مثل هذه العملية، ورفض أمريكي لها بالصيغة الحالية".

ولفت إلى أن "الخيارات كلها صعبة بالنسبة إلى نتنياهو، فقد سبق وأعطى موافَقةً على المبادَرة الجديدة ارتباطًا بتقديرات محسومة بأن المقاومة لن تقبلها، فيما يُشكِّل القبولُ بها الآن معضلة، فإما أن يَمضي في مسار التهدئة ويخاطر بانهيار ائتلافه الحكومي، وإما أن يرفُض المضيَّ فيه ويخاطر بأمور عدة".

وأشار إلى أن "هذا التخبط قد يؤدي إلى وقوع صدام مع الولايات المتحدة التي تضغط بشدة من أجل الوصول إلى اتفاق وقد أشرَفَ رئيس المخابرات المركزية فيها على عملية الوصول إلى التوافقات الحالية".

وأوضح أن "هذا الموقف الإسرائيلي يعد مادة للمزيد من التصعيد الشعبي المتضامِن مع الشعب الفلسطيني، خاصةً الحراك في الجامعات الأمريكية وارتداداته في الجامعات الغربية".

وكانت حركة "حماس" قالت في وقت سابق من اليوم، إنها "أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأضافت في بيان تلقته "قدس برس"، أن "رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و735 شهيدا، وإصابة 78 ألفا و108 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر