حمدان: وافقنا على المقترح بعد شهور من المفاوضات.. ولدينا خطوط حمراء لا نتنازل عنها

قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، الثلاثاء، إن "حكومة نتنياهو لم تحقق أهدافها العدوانية، وتحطمت مخططاتها أمام بسالة شعبنا ومقاومتنا".

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي عقدته حركة "حماس" في بيروت، أن "موافقتنا على مقترح الوسطاء في مصر وقطر، جاءت بعد شهور من المفاوضات، ووضع خطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها".

وأوضح أنه جرى "إبداء روح إيجابية ومسؤولة خلال المفاوضات، مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني".

وأشار حمدان إلى "تمكسهم خلال المفاوضات بوقف كامل للعدوان، وانسحاب الاحتلال من غزة وعودة النازحين".

وبيّن أن "الاتفاق حقق الترابط بين تنفيذ مراحله الثلاث، إضافة إلى أنه قطع الطريق أمام الاحتلال الذي كان يريد مرحلة واحدة يفرج فيها عن الأسرى ثم يعود لعدوانه".

وتابع أن "الاتفاق الذي وافقت عليه الحركة، يمثل الحد الأدنى الذي يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته".

وأكمل حمدان، أن "الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، يمثل إجماعا وطنيا لكل قوى المقاومة".

وأكد أنهم "تمسكوا خلال المفاوضات، بوقف كامل للعدوان وانسحاب الاحتلال من غزة وعودة النازحين".

ولفت إلى أنهم "وافقوا على مقترح الوسطاء مقابل مناورة حكومة نتنياهو تضع الإدارة الأمريكية أمام استحقاق واضح".

وذكر أن "وفد الحركة توجه إلى القاهرة وهو ما يؤكد جدية موقفنا في التعاون مع الوسطاء لإتمام الاتفاق".

وقال حمدان، إن "الكرة باتت الآن في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة".

وأضاف أنه "على الإدارة الأميركية إثبات جديتها ومصداقيتها في إلزام نتنياهو بالاتفاق".

كما أكد حمدان، أن "اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية فجر اليوم، جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية".

وبحسب حمدان، فإن "اقتحام واحتلال معبر رفح، يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاق ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر، الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل الاحتلال".

واعتبر أن "اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح، وقصفه بشكل همجي وإجرامي، بإصرار من نتنياهو وأركان حربه المتطرّفين، هو محاولة مكشوفة لتخريب كل جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا، وهو في ذات الوقت محاولة يائسة لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجهه، ولن يحصل في حال استمرار عدوانه إلا على مزيد من الهزائم والخزي".

ودعا حمدان، "الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى عقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وأخذ موقف عاجل وفاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه ضد مقدّرات شعبنا وأمتنا".

وأكد أن "الحركة تقدر عاليا موقف الأشقاء في جمهورية مصر العربية في إدانة قصف الاحتلال واحتلاله معبر رفح، وتثمن رفضهم طلب الاحتلال فتح المعبر في ظل هذا القصف والاحتلال، إلاّ وفق الآلية السابقة".

واستدرك أن "معبر رفح كان وسيبقى معبرا مصريا فلسطينيا خالصا، ولا وجود فيه لأيّ قوة احتلالية".

وقال إنه "يجب على نتنياهو وحكومته النازية، أن يفهموا أن الحركة والمقاومة الفلسطينية لن تستجيب لأي مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري وتصعيد العدوان، وإن هذه الأوهام ستذهب أدراج الرياح".

كما دعا أيضا، "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة، كما يهدد كل مساعي الوسطاء في وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية".

وأوضح أن "العملية العسكرية في رفح، إذا أقدم عليها العدو، لن تكون نزهة لجيش الاحتلال، الذي سيجر في نهاية المطاف أذيال الخيبة وسيخرج مدحورا كما فعل في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة، وتعرّض فيها للإذلال، بأيدي مجاهدي كتائب القسَّام وسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية".

ووفقا لحمدان، فإن "الكرة باتت في ملعب إسرائيل والإدارة الأميركية، لأن النص الذي وافقنا عليه اعتمدته واشنطن".

وقال إن "الفلسطينيين فقط هم من سيديرون معبر رفح، ولا نقبل بأن تديره شركة أميركية أو غيرها".

وبحسب الاتفاق الذي وافقت عليه الحركة، فإن "عملية التبادل ستكون تدريجية وستخضع لالتزام الاحتلال بالاتفاق"، على ما ذكر حمدان الذي أكد أيضا أن "الحركة قدمت تنازلات بهدف التوصل لاتفاق، لكن بعيدا عن الخطوط الحمراء التي سبق وأعلنتها".

وذكر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن الحركة "تلقت ضمانات قبل وبعد موافقتها على الاتفاق، تفيد بأن الوسطاء سيلزمون إسرائيل بتنفيذه".

وقال إن "الحركة تقدر رفض شخصيات فلسطينية في قطاع غزة التعامل مع إسرائيل على الرغم من التهديدات التي تلقوها".

وكانت حركة "حماس" قالت الاثنين، إنها "أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأضافت في بيان تلقته "قدس برس"، أن "رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".

وبعد ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، بدء عملية عسكرية في رفح زعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسرا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غرب القطاع.

وتتواصل غارات الاحتلال، على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددا من المنازل، وأسفر عن شهداء وإصابات، لم تستطع الطواقم الطبية الوصول إليها بسبب كثافة قصف الاحتلال.

وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال تقدم للآليات العسكرية في منطقة معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و789 شهيدا، وإصابة 78 ألفا و204 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
قيادي في "حماس": سيُفرج عن أكثر من 1700 أسير فلسطيني ضمن الصفقة
يناير 23, 2025
قال رئيس حركة "حماس" في الضفة الغربية، زاهر جبارين، الخميس، إن "المجرم نتنياهو، يريد أن يبقي كل الجبهات تحت (البعبع) والهاجس الأمني للمجتمع الصهيوني، لكي يستمر حكمه قدر ما يستطيع". وأضاف جبارين في تصريحات صحفية، "شعبنا في الضفة شعب أعزل لا يوجد لديه إلا أدوات بسيطة لمقاومة الاحتلال، وهم يصورون أن شعبنا مدجج بالسلاح ويعتدي
الصفدي: ما يحدث في الضفة الغربية خطير جدا ويجب أن يتوقف
يناير 23, 2025
قال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، الخميس، إن "ما يحدث في الضفة الغربية خطير جدا، ويجب أن يتوقف وأن لا يقود إلى تكرار ما حدث في غزة". وأضاف الصفدي من "دافوس"، أن "الحلول العسكرية لن تؤدي إلا للمزيد من الصراع، فهي لم تنجح في الماضي، ولن تنجح الآن". وأكد أن "تلبية حقوق الفلسطينيين في الحرية
"الجامعة العربية" تحذر من خطورة خطط الاحتلال حيال "أونروا"
يناير 23, 2025
حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من "خطورة الخطط والقرارات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض الأونروا والقضاء على دورها المهم والذي لا بديل عنه في خدمة اللاجئين الفلسطينيين". وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن "وكالة الأونروا تعد ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة". وطالب أبو الغيط مجلس الأمن بـ"القيام بوجباته
"الدولية للهجرة": الأسر في غزة بلا مأوى أو احتياجات أساسية
يناير 23, 2025
أرسلت المنظمة الدولية للهجرة (مقرها سويسرا)، الخميس، "بالتنسيق مع الشركاء في الأردن وغزة"، أول قافلة شاحنات محمّلة بمواد الإيواء الأساسية والإمدادات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من عمّان إلى غزة. وقالت المنظمة في بيان، إن "هذه الإمدادات الحيوية تهدف إلى دعم الأسر النازحة بسبب الحرب التي استمرت لمدة 471 يومًا، حيث تواجه العديد من
بلدية غزة تبدأ فتح الشوارع الرئيسية في المدينة
يناير 23, 2025
أعلنت بلدية غزة، الخميس، البدء بعملية فتح الشوارع الرئيسية في المدينة، تمهيدا لعودة النازحين إلى أماكن سكنهم. وقالت البلدية في بيان، إن "أكثر من 70 بالمئة من الطرقات تضررت كليا أو جزئيا بفعل القصف الإسرائيلي طيلة فترة الحرب". وأكدت أن لديها خطة للتعافي ومعالجة آثار العدوان، مشيرة إلى أنها "تحتاج مساندة الجميع". وأوضحت البلدية، أن
"الهلال الأحمر الفلسطيني" تنفي استبدالها بوكالة "أونروا" في القدس
يناير 23, 2025
نفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (مقرها رام الله)، الخميس، الشائعات المنشورة في الإعلام العبري بشأن فوز الجمعية بمناقصة أجرتها وزارة صحة الاحتلال الاسرائيلية لاستبدال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في القدس. وأكدت الجمعية في بيان، موقفها الثابت برفضها المطلق أن تكون بديلا عن وكالة "أونروا"، "بالرغم من تواصل جهات عدة مع الجمعية للقيام