تقرير: جرائم الاحتلال بحق أسرى غزة تتوسع لتصل إلى سجن "عوفر"

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
أغسطس 20, 2024 4:14 م
قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة)، و"نادي الأسير" (مستقل)، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ تواصل استخدام عمليات التّعذيب والإذلال الممنهجين بحقّ معتقلي غزة إلى جانب جملة من الجرائم الممنهجة؛ وذلك استنادا للعديد من شهادات معتقلي غزة الذين تمت زيارتهم، إلى جانب شهادات المفرج عنهم.
وأوضحت الهيئة والنادي، في تقرير مشترك، صدر اليوم الثلاثاء، أنّ ما يجري في سجن "عوفر" (شمال شرق) بحقّ المعتقلين لا يقل مستواه عن الشهادات التي نقلت من معسكر "سديه تيمان" (استحدثته سلطات الاحتلال لأسرى غزة)، والذي شكّل العنوان الأبرز لجرائم التّعذيب بحقّ معتقلي غزة، "وهو واحد من بين عدة معسكرات وسجون يواجه فيها المعتقلون والأسرى جرائم ممنهجة، وغير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة".
وأوضح معدو التقرير أنهم استندوا إلى معلوماتهم للزيارات التي تمت مؤخرا من قبل محامي الهيئة والنادي، حيث تعكس تلك الشهادات استمرار جرائم التّعذيب الممنهجة بحق الأسرى الذين جُلِبُوا من قطاع غزة.
"خلال التّحقيق معي حاول المحققون خنقي بمياه كرسي الحمّام"
ونقل التقرير عن أحد المعتقلين الذين تمت زيارتهم، تفاصيل ما تعرض له خلال عملية اعتقاله في الثاني من آذار/ مارس 2024، على حاجز في مدينة "حمد" بخان يونس، "حيث أقدم جيش الاحتلال على تجريده من ملابسه، ونُقِل إلى شاحنة بعد تقييد يديه للخلف، وتعصيب عينيه، واُعْتُدِي عليه وعلى المعتقلين كافة، والذين اُحْتُجِزُوا معه، ثم جرى نقلهم إلى ساحة مسقوفة (زينكو) بحسب وصفه، وأبقى الاحتلال على احتجازه فيها لمدة مئة يوم إلى جانب العشرات من المعتقلين، وشكّلت هذه المرحلة، المحطة الأكثر قسوة والأشد من حيث أساليب التّعذيب التي استخدمت بحقّه".
وأضاف المعتقل، الذي أشار إليه التقرير باسم "غ. و" أنّه وعلى مدار المئة يوم، كان المعتقلون يتعرضون للضرب لمجرد أي حركة تصدر عن أحدهم، وعلى مدار هذه المدة يبقى المعتقل مقيد اليدين ومعصوب العينين، أو عليهم الجلوس على أقدامهم، أو على بطونهم. وبرز أسلوب الشبح لساعات طويلة كوسيلة (عقابية) بحقّ المعتقلين.
وتابع المعتقل يقول "خلال عملية التحقيق معيّ، تعرضت لمحاولة خنق بالمياه الموجودة في كرسي الحمّام (المرحاض)، إلى جانب أسلوب الشبح الذي استمر لساعات طويلة".
ويقبع اليوم المعتقل في "عوفر"، وهو أحد المعسكرات التي أقامها الاحتلال لاحتجاز معتقلي غزة، إلى جانب عدة معسكرات وسجون أخرى يقبع فيها معتقلو غزة، وتتبع إدارة هذا المعسكر إلى جيش الاحتلال، واستنادا لعدة زيارات جرت لمعتقلي غزة فيه، فإن كل غرفة تضم - على الأقل- 20 أسيراً يتعرضون لعمليات تعذيب وإذلال وتنكيل وضرب.
ونقل أحد المعتقلين أنّ إدارة السّجن أقدمت - قبل أيام - على قمع (الغرفة – الزنزانة) المحتجز فيها، بعد أن أخفى المعتقلون شرحات من الخبز، واستمرت عملية القمع لعدة ساعات، واستخدمت القوة خلالها أسلوب (ثني اليد والضرب المبرّح على الكتف والأصابع)؛ مما تسبب بكسر يد أحد المعتقلين، وكسر أنف معتقل مسنّ.
زيارات تجري تحت مستوى عالٍ من رقابة سلطات السجون
أكّد المحامي الذي نفّذ عدة زيارات مؤخرا لمعتقلي غزة في "عوفر"، أنّ الزيارات تتم تحت مستوى عال من الرقابة المشددة من قبل سلطات السجون، فغالبية المعتقلين الذين تمت زيارتهم رفضوا إعطاء أية تفاصيل عن ظروف احتجازهم، وكانت علامات الخوف والرهبة واضحة عليهم، فأحد المعتقلين امتنع من الحديث بأي شيء، خوفا من تعرضه للضرب وفق ما ذكره أنّه يصاب برجفة شديدة ولساعات طويلة بعد تعرضه لأي اعتداء.
وفي هذا الإطار تؤكّد الهيئة والنادي، أنّ مستوى الرقابة المفروضة على المحامين والمعتقلين والأسرى - في مختلف السجون - غير مسبوقة، الأمر الذي ألقى بظلاله على عمل الطواقم القانونية، وعلى سلوك المعتقلين وشهاداتهم خلال الزيارة، خاصّة أن بعض السّجون انتهجت عمليات الاعتداء على الأسرى خلال نقلهم للزيارة، وكان أبرز هذه السجون (النقب الصحراوي)، وشكّل مستوى الرقابة واحدا من بين عدة عراقيل وسياسات ممنهجة أثرت على نحو ظاهر وكبير على زيارات المحامين.
أبرز المعطيات عن معتقلي غزة في سجون الاحتلال:
منذ بدء حرب الإبادة اعتقل الاحتلال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة، وقد اعترفت إدارة سجون الاحتلال باعتقال (1584) معتقلا من غزة ممن صنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين)، وهذا المعطى لا يتضمن معتقلي غزة كافة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لإدارة الجيش.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية آب/ أغسطس الجاري، أكثر من 9 آلاف و900 أسير، وهذا المعطى لا يشمل معتقلي غزة كافة، تحديدا المحتجزين في المعسكرات التابعة للجيش.
وجددت "هيئة الأسرى"، و"نادي الأسير"، مطالبتهما المستمرة، للمنظومة الحقوقية الدولية "أن تستعيد دورها التي أنشئت من أجله، وأن تخرج من حيز الاكتفاء برصد جرائم الاحتلال، إلى حيز آخر ينتصر لقيم العدالة الإنسانية، والتي تبدأ بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم الممنهجة المستمرة، في إطار حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة".
تصنيفات : أخبار فلسطين الأسرى