غضب شعبي من عدوان السلطة الفلسطينية على جنين ومخيمها
ما تزال الهجمة التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المقاومة في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية مستمرة منذ نحو أسبوع، وقد أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين من بينهم المقاوم المطلوب لقوات الاحتلال الإسرائيلي يزيد جعايصة وهو أحد قادة كتيبة جنين، وفتى وطفلان أحدهما نجل لواء في جهاز الأمن الوقائي.
بالمقابل؛ تواصلت المواقف المنددة بهذه الهجمة التي تتزامن مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة وعمليات القتل والابادة الجماعية والاغتيالات والزج بخيرة أبناء الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى صعيد مناقض، خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات تشيد بهذه الهجمة وتدعو القادة السياسيين الإسرائيليين إلى دعمها.
فقد كشف موقع والا العبري أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من إسرائيل الموافقة على تزويد عاجل بالمعدات والذخيرة لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية العملية الأمنية واسعة النطاق في جنين شمال الضفة الغربية.
ونقل الموقع عن مسؤول فلسطيني قوله إن المنسق الأمني الأميركي الجنرال "مايك فينزل" التقى قبل العملية برؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية لبحث خططهم.
وقال إنهم قدموا إلى "فينزل" قائمة بالمعدات التي تحتاجها قوات الأمن الفلسطينية بشكل عاجل، التي يجب على إسرائيل الموافقة عليها.
فينزل، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل جاك لو، ومسؤولون كبار آخرون في إدارة بايدن طلبوا من إسرائيل الموافقة على إرسال عاجل للذخيرة، والخوذ، والسترات الواقية من الرصاص، وأجهزة الاتصال، ومعدات الرؤية الليلية، وبدلات الحماية لإزالة القنابل، والمركبات المصفحة، وفقاً لما ذكرته مصادر فلسطينية، أمريكية وإسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني إن مصر، والأردن، والسعودية تدعم العملية في جنين، لأنها لا تريد رؤية "سيطرة تنظيم على غرار الإخوان المسلمين أو سيطرة بتمويل إيراني" على السلطة الفلسطينية، وقال: "العملية سينتج عنها إما انتصار أو هزيمة للسلطة".
بدوره، ادان تجمع مؤسسات المجتمع المدني في محافظة نابلس بشدة "ما يحصل من حصار لمخيم جنين الصامد من الأجهزة الأمنية واستخدام السلاح ضد أبناء شعبنا، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء شهداء مناضلين كانوا وما زالوا يوجهون نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني ودفاعا عن الأرض والمقدسات".
واعتبر التجمع في بيان وصل "قدس برس" ما "يحصل يشكل انعطافا خطيرا في الساحة الوطنية وفي العلاقه بين الشعب والأجهزة الأمنية التي من واجبها الدفاع عن الوطن من اجتياحات قوات الاحتلال اليومية لمحافظات الوطن ومواجهة قطعان المستوطنين الذين يعيثون في الأرض فسادا ودمارا ويقتلون أبناء شعبنا".
وأكد التجمع أن "ما يحصل يسيء إلى نضال شعبنا في العالم ويسيء إلى أرواح الشهداء الأبرار والجرحى والأسرى، في ظل إصرار الأجهزة الأمنية على ملاحقة المناضلين الذين يدافعون عن الوطن والمقدسات".
وقال الناشط عوض صالحي على صفحته على فيسبوك "هذه القوة و العنف من السلطة لا تظهر إلا ضد فصائل الثورة ولقمع أبناء الشعب... هذا و هي سلطة محتلة و لا تملك سيادتها على أراضيها، كيف لو قدر لهم التمكن و السيادة! هل ستمارس جرائم ابشع في قمع الاحرار وخلق نظام بشار جديد"، في اشارة لنظام بشار الأسد البائد.
من جهته، شدد الناشط عبد الرحيم اشتية على أن ما يحدث بجنين فاق كل التوقعات وفتح شلال دم نازف سيدفع ثمنه الجميع وكسر ثقافة حرمة الدم الفلسطيني وتجاوز لكل المحرمات بكل الاتجاهات".
وأضاف "يجب ومطلوب من كل العقلاء والمؤثرين التحرك وان يهبو لوقف هذا النزيف الذي قد يؤدي بنا بنهاية المطاف إلى خسائر لا تحمد عقباها. من يراق دمهم بالشوارع اليوم هم ابنائنا، وعلى أصحاب القرار عدم الانزلاق إلى اتون حرب أهلية وتحمل مسؤلياتهم الوطنية وتغليبها على حساباتهم الشخصية".
أما الناشطة سمر العويوي فقالت إن شخص عاقل يعلم تماما بأنه لا يوجد شيء اسمه سحب البساط من تحت الاحتلال فهو لن يعدم الوسيلة مطلقا .. نحن حرفيا كمن يطلق الرصاص على أقدامه بدون تفكير.
وتابعت "سحب البساط كي لا يعود الاحتلال لحفر الشوارع وتنغيص حياة المواطنين وكي لا تتحول الضفة إلى غزة أخرى... لكن ماذا لو عاد الاحتلال مثلا للاستيطان في جنين وهو لا يخفي أطماعه في اي شبر من الضفة الغربية .. هناك ألف وسيلة ووسيلة يملكها الاحتلال لكي يجعل كل فلسطيني في الضفة يشعر بذل وقهر وامتهان للكرامة يوميا دون ان يضطر إلى تحويل الضفة إلى غزة اخرى".
أما الاعلامي سعيد أبو معلا، فكتب قائلا "شكله الشعب بحب الدواعش والخارجين عن القانون أصحاب الأجندات الخارجية واتباع ايران .. لما بتكون منفصم عن الواقع بتنظم حملة بتسميها "حماية وطن" لتحرير مخيم "العزة والصمود" من الخارجين عن القانون وبتوقع اهل جنين يدعموك ويشدوا على أيدك!".