كل ما تريد معرفته عن "عيد الفصح" اليهودي وخطورته على المسجد الأقصى

عشية احتفال دولة الاحتلال بما يسمى بعيد الفصح اليهودي، تتزايد مخاوف الفلسطينيين من خطوات وإجراءات انتقامية قد تقدم عليها دولة الاحتلال خلال هذه الأيام، وتحديدا في مدينة القدس المحتلة.
وجرت العادة أن يزداد عنف الجيش والمستوطنين ضد الفلسطينيين في أيام عيد الفصح، وينبع ذلك من الغطاء والشرعية التي تمنحها حكومة الاحتلال في زيادة مستوى جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وتحديدا في مناطق الاحتكاك وعلى وجه الخصوص مدينة القدس المحتلة.
وفي إطار الاستعدادات الأمنية لهذا العيد، أعلن جيش الاحتلال تعزيز قواته في مناطق الضفة الغربية والقدس بست سرايا إضافية، وهو ما يشير لنوايا إسرائيلية مبيتة بزيادة القبضة الأمنية المفروضة على الفلسطينيين.
ما هو عيد الفصح؟
يعد عيد الفصح أو ما يسمى "بيساح" واحدا من أهم ثلاث أعياد يحتفل بها اليهود في العام، بالإضافة لأعياد الأسابيع الذي ينطق بالعبرية "شافوعوت"، وعيد المظلات أو العرائش وينطق بالعبرية "سوكوت".
يبدأ عيد الفصح بالتقويم الميلادي في الفترة الواقعة ما بين 10-20 من شهر نيسان/ إبريل، وهو الشهر الأول من السنة العبرية، التي تبدأ رأس السنة فيها من منتصف ليلة 15 من الشهر ذاته.
وعيد الفصح اليهودي، هو احتفال سنوي يحتفل به اليهود في كافة أرجاء العالم لمدة سبعة أيام، إذ تشير الروايات التوراتية المختلفة، أنه احتفال يجري بمناسبة خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه الصلاة والسلام والذي حدث قبل 1300 عام قبل الميلاد.
وتقول رواياتهم أنهم صنعوا خلال خروجهم وعلى مدى ثمانية أيام، فطيرا من دون خميرة بأمر من الله، لذلك يحرم على اليهود خلال هذا العيد أكل الخبز والمعجنات المخبوزة بالخميرة.
ولعل من أهم طقوس هذا العيد بالنسبة لليهود هو تعبير "التنظيف الربيعي"، أو "لاعاسوت بيساح"، حيث يقومون بالتخلص من الخميرة، ويحرم عندهم أكل الخبز المخمر، أو أي منتوجات غذائية تصنع منه.
أما المنتجات المعروضة في محلات البقالة من الكعك والبسكويت المصنوعة من الخميرة، فيتم تغطيتها، ويأكلون خلال هذا الأسبوع فطيرا، وهو عبارة عن خبز مسطح غير مخمر يسمى "ماتسوت" وهو إما أن يكون مربعا أو مدورا.
تقديم القرابين
دأب اليهود في احتفالاتهم الرئيسية ومنها عيد الفصح، على تقديم القرابين كأحد أشكال الشكر والامتنان لله على نجاتهم، وذلك وفقا لمعتقداتهم المزعومة.
وفي الأسفار الخمسة الرئيسية، يفرض التقليد اليهودي على كل بيت بأن يجهز شاة عمرها سنة من ذكور الأغنام أو الماعز، وأن تكون هذه الشاة جاهزة من يوم العاشر من شهر نيسان ليتم ذبحها يوم الرابع عشر، الذي يسبق اليوم الأول من التقويم العبري.
في السنوات الأخيرة، سعت منظمات صهيونية متطرفة أشهرها "عائدون إلى جبل الهيكل" و"كهنة المعبد"، إلى الدعوة الصريحة والعلنية لتقديم القرابين لذبحها ونشر دمها داخل ساحات المسجد الأقصى، غير مكترثة بمشاعر المسلمين.
أكثر من ذلك، عززت هذه المنظمات من سيطرتها على المسجد الأقصى مستغلة موسم الأعياد ومنها عيد الفصح، من خلال فرض تقسيم زماني ومكاني فيه، إذ توفر شرطة الاحتلال حماية للمستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى، والذين يدنسون باحاته، ويؤدون طقوسا تلمودية كالسجود الملحمي ورفع شعارات تدعو لهدم المسجد وإقامة الهيكل على أنقاضه.
تحذيرات من خطورة الوضع
من جانبه حذر الباحث المقدسي زياد ابحيص في حديث سابق لـ"قدس برس" من أن ما يسمى بـ"كهنة الهيكل" المزعوم، نشروا على نطاق واسع صور وموادا متخيلة لإقامة مذبح القربان في مكان قبة السلسلة شرق قبة الصخرة، وذلك في إطار التمهيد والتحضير التي يجرونها سنويا لتقديم قرابينهم المزعومة".
ووفقا للباحث المقدسي "فقد نشر الناشط المتطرف أرنون سيجال صورة جديدة متخيلة للمذبح التوراتي وقد أُقيم مكان قبة السلسلة، تحيط به طقوس تقديم قربان على نار مشتعلة وخروف صغير معدّ للذبح، في مشهد يستدعي سردية "الهيكل" التوراتية".
كما يشير ابحيص، أن "هذه الجماعات "تروّج لفكرة زائفة بأن قبة السلسلة بُنيت خصيصًا لطمس معالم المذبح، مشيرًا إلى محاولتها بين عامي 2010 و2013 تعطيل مشروع ترميم القاشاني الذي يغطيها بزعم أنه يخفي الآثار التوراتية، وأنها تسعى لفرض طقس ذبح القربان داخل المسجد الأقصى كخطوة رمزية لتأسيس الهيكل المزعوم، وتعتبره ذروة الطقوس التوراتية، بل وتربطه بالخلاص الإلهي وعودة المخلّص الذي يخضع الأمم لشعب (إسرائيل)".