ما الذي يسعى إليه الاحتلال من خلال السيطرة على المناطق المرتفعة بغزة؟

منذ تجدد العدوان على غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع، لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي لسلسلة من الإجراءات العسكرية، والمتمثلة في إعادة احتلال المناطق المرتفعة والكاشفة داخل القطاع على طول الشريط الحدودي الشرقي للقطاع.
فقد دشن الجيش في هذه المناطق التي سيطر عليها مؤخرا، مواقع عسكرية ثابتة لتمركز قواته، كما أقام في محيطها أبراج مراقبة عالية، ووضع العشرات من القناصة والرشاشات الآلية التي تقوم بإطلاق النار على المدنيين لإجبارهم على ترك منازلهم.
ويتركز تواجد قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية الحدودية مع قطاع غزة، وهذه المناطق هي: "تبة المنطار" و"موقع ملكة" الواقعتان في الجنوب الشرقي من مدينة غزة، وجبل الريس في حي الشجاعية الواقع في منطقة الشمال الشرقي من مدينة غزة.
ويعتقد الاحتلال أنه من خلال هذا التموضوع سيُسيطر على أكثر من ثلث مساحة مدينة غزة، وعمقا يمكنه من كشف عمق المدينة حتى منطقة شاطئ البحر، وذلك بسبب العمق الصغير للمدينة الذي لا يزيد عن 6 كيلو مترات فقط.
كما أقام جيش الاحتلال نقطة عسكرية في منطقة "مقبولة" وسط القطاع، وهي منطقة تقع بين مخيمي البريج وجحر الديك، يسعى من خلالها إلى السيطرة على مخيمات وسط القطاع.
وتقع هذه المنطقة في محور "نتساريم" من الجهة الشرقية التي سيطر عليه طوال 15 شهرا، قبل انسحابه في 9 من شباط/ فبراير الماضي.
ونظر لمساحة المحور التي تجاوزت 56 كيلو مترا مربعا، وكانت تحتاج لقوات عسكرية ضخمة توازي لواء عسكريا كاملا، استعاض عنها جيش الاحتلال بالسيطرة على الجزء الشرقي بعدد قليل من القوات.
وإلى الجنوب من القطاع، دشن جيش الاحتلال نقطة عسكرية في المنطقة المعروفة بمحور "كيسوفيم"، وهي منطقة تقع بين محافظتي خانيونس ودير البلح.
وفقا لشهود عيان تحدثوا لـ"قدس برس"، اليوم الأحد، فقد شق جيش الاحتلال مؤخرا طريقا عسكريا بطول واحد كيلو متر داخل القطاع، كما تمركزت العشرات من دباباته في نقطة عسكرية ثابتة أقامها داخل المحور، وأجبر ذلك آلاف العائلات من بلدة "القرارة" على مغادرة منازلهم بسبب إطلاق النار الكثيف الذي طال منازلهم.
أما مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، فقد أعلن جيش الاحتلال الجمعة، سيطرته على ما بات يعرف بمحور "موراج" والذي يفصل مدينة رفح عن مدينة خانيونس.
ويعزل هذا المحور محافظة رفح عن كامل مناطق القطاع، كما أنه يضع الأجزاء الجنوبية من محافظة خانيونس تحت مرمى نيران الاحتلال، وتحديدا أحياء "المنارة"، "قيزان النجار"، "البطن السمين"، و"الحي النمساوي".
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 18 من آذار/مارس 2025 الماضي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين.
وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.