الاحتلال يقتحم عددا من مدن الضفة الغربية

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، اقتحاماتها الواسعة لعدد من المناطق في الضفة الغربية، تخللتها اعتداءات على الفلسطينيين، ومداهمات لمنازل ومحال تجارية، وتفجير أحد المنازل في مخيم جنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
ففي الخليل جنوبي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي العروب والفوار، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه الفلسطينيين، دون أن يُبلغ عن إصابات.
وفي رام الله وسط الضفة الغربية، اقتحمت القوات قرية دير قديس غرب المدينة، وداهمت عدداً من المحلات التجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة، قبل أن تنصب حاجزاً عسكرياً على الطريق الواصل بين دير قديس وقرية خربثا بني حارث.
كما اقتحمت بلدتي ترمسعيا وكفر مالك شمال شرق رام الله، دون تسجيل اعتقالات.
ويأتي ذلك بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة سبعة آخرين خلال هجوم للمستوطنين وقوات الاحتلال على قرية كفر مالك قرب رام الله قبل أيام، كما استشهد الطفل عمار معتز حمايل (13 عاماً) متأثراً بإصابته في المكان ذاته يوم 23 من الشهر الجاري.
وفي جنين شمالي الضفة الغربية، فجّرت قوات الاحتلال منزلاً داخل مخيم جنين، وسط انتشار كثيف للدخان، فيما دوى صوت الانفجار في أنحاء المدينة.
وتواصل جرافات الاحتلال عمليات الهدم داخل المخيم، ضمن خطة أعلنت عنها في التاسع من الشهر الجاري لهدم نحو 95 منزلاً.
وبحسب مصادر محلية، فقد هدمت قوات الاحتلال أكثر من 600 منزل بشكل كامل، وتسببت بتدمير جزئي لعشرات المنازل، ما جعلها غير صالحة للسكن دون إعادة إعمار.
ويستمر العدوان على جنين ومخيمها لليوم الـ159 على التوالي، مخلفاً 40 شهيداً وأكثر من 200 إصابة، إضافة إلى عشرات المعتقلين.
وفي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية باقة الحطب شرق المدينة، وانتشرت في شوارعها دون تسجيل اعتقالات.
أما في طولكرم شمالي الضفة الغربية أيضا، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدات عنبتا وبلعا شرق المدينة، وعتيل ودير الغصون شمالاً، وجابت آليات الاحتلال شوارعها وأحياءها، فيما داهم الجنود عدداً من المباني واعتلوا أسطحها ونفذوا عمليات تفتيش، وأوقفوا مركبات ودققوا في هويات ركابها.
كما نصب الاحتلال حاجزين عسكريين في محيط دواري السفير وشويكة جنوب وشمال المدينة، ما أعاق حركة الفلسطينيين في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد شامل تشهده الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة نحو ألف شهيد، وبلغ عدد الجرحى قرابة 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق تقارير حقوقية.
ويواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية سياسة عقاب جماعي ممنهجة تشمل الهدم والتهجير والاعتقال والاعتداءات اليومية التي تقودها قوات الاحتلال والمستوطنون، وسط صمت دولي متواصل.
يتزامن ذلك مع ارتكاب قوات الاحتلال، بدعم أميركي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة بوقفها.
وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.