أبو مرزوق: استراتيجية "حماس" قائمة على مقاومة وليست التهدئة
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ورئيس مكتبها للعلاقات الدولية موسى أبو مرزوق أن استراتيجية حركته قائمة على مقاومة الاحتلال، والدفاع عن الشعب الفلسطيني "وليست قائمة على التهدئة".
وبين أبو مرزوق في لقاء مع موقع "حماس" باللغة الإنجليزية، نشر اليوم الاثنين، أن "شعبنا كله يتجه نحو مقاومة شاملة مع الاحتلال، وأقرب ما تكون إلى انتفاضة كبيرة".
وقال إن "توجهات حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، تدفع لمواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، ولن يستطيع الاحتلال والسلطة الفلسطينية الحد منها، وأكبر دليل عملية حاجز حوارة الأخيرة، جنوب نابلس (شمال الضفة)".
ولفت إلى أن "التصعيد في الضفة والقدس له علاقة مباشرة بالأوضاع التي يخلقها الاحتلال"، مؤكدًا أن "أي تحركات سواء في شهر رمضان أو غيره لن تقابلها حماس بالورود، وستقاوم هذا المحتل المجرم".
وتابع "لن نستطيع إلّا أن نواجه إجراءات الاحتلال بمقاومة مسلحة للدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وفي غزة غرفة عمليات مشتركة للمقاومة وتتعامل مع كل إجراءات الاحتلال".
قمة العقبة
وأكد أبو مرزوق أن "نتائج قمة العقبة (انهت أعمالها أمس الأحد)، فيها ضرر كبير على الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "إجراءات حكومة الاحتلال الحالية تدفع بمواجهة مباشرة مع شعبنا، الذي يتجه نحو مقاومة شاملة معه".
وقال إن "مباحثات العقبة جرت لوقف التصعيد؛ لكنه ما زال قائمًا بمواصلة الاحتلال اقتحاماته وجرائمه بالضفة".
ولفت إلى أن "الوضع القائم يمثل إرهاصات انتفاضة بالضفة والقدس لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه، ومقاومة هذا التصعيد ستكون أكبر".
واعتبر أن "السلطة الفلسطينية ارتكبت خطًأ سياسيًا بالمشاركة في القمة، خاصةً بعد مجزرة نابلس وسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من مجلس الأمن".
وأوضح أن "مخرجات القمة فيها اعتراف بأحقية الاحتلال، وتأجيل توقيع السلطة والاحتلال عليها لمدة ستة أشهر، يعني تأجيل في التوقيت وليس في القرار، فالاحتلال لم يوافق على التهدئة ولا على وقف جرائمه بالضفة".
وأشار أبو مرزوق إلى أن "الهدف من القمة هو تقوية السلطة وفرض هيمنتها الأمنية على مقاومة شعبنا الفلسطيني"، داعيًا السلطة للانحياز إلى الشعب، وأن لا تخضع لاتفاقيات مع الاحتلال.
مسارات قمة العقبة
وبيّن أبو مرزوق أن "القمة جرت في مسارين، الأول: تأجيل إجراءات الاحتلال إلى ما بعد رمضان فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان ومناقشة بناء المستوطنات".
وتابع "أما الثاني، فإعطاء السلطة قوة دفع مالية وأمنية لفرض سيطرتها في مناطق الضفة، ودفعها لتوفير الهدوء، ومواجهة شعبنا".
وشدد على "رفض حماس لهذا المشروع؛ لأنه مشروع فتنة داخل الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع السلطة مواجهة المقاومة".
ودعا السلطة إلى الخروج من مربع التنسيق مع الاحتلال، والعمل على التنسيق مع قوى المقاومة لمواجهة الاحتلال والوقوف إلى جوار شعبها.
الاعتداءات بالضفة والقدس والمصالحة
وأوضح أبو مرزوق أن "الاعتداءات الصهيونية بالضفة والقدس وتوسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، كانت المحرك الأساسي لمعركة سيف القدس عام 2021".
وبين أن "الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال حاليًا، أعمق تأثيرًا مما كان في ذلك الوقت".
وأشار إلى أن "حماس منذ أكثر من 16 عامًا، تسعى للتوصل إلى مصالحة، لكن السلطة كانت خياراتها مقيدة بالقرارات الصهيونية والأمريكية التي كانت تضغط عليها لعدم إنجاح المصالحة".
ونوه إلى أن أي "مصالحة مقيدة بالشروط الأمريكية لا شروط شعبنا لن يُكتب لها النجاح".
وطالب أبو مرزوق المجتمع الدولي بالضغط على السلطة الفلسطينية، للدفع بإجراء الانتخابات واستفتاء الشعب الفلسطيني لاختيار قيادته، مشدد على أن "حماس خيارها هو خيار شعبها، وليس خيارات الرباعية الدولية".
وأشار أن "زيارة وفد بقيادة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية للقاهرة، جاءت في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بالضفة والقدس".
وبين أن "الحديث مع المصريين، كان كله عن التعاون والتنسيق المشترك معهم"، مؤكدًا أن "رد المقاومة هو ردود أفعال طبيعية على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية".