دلالات "خطيرة" لاستهداف السلطة جنازة الشهيد خروشة.. "قدس برس" تكشف خفاياها

أعاد اعتداء أجهزة السلطة الأمنية على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة في نابلس (شمال الضفة)، للأذهان، ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندما قمعت جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة، في القدس المحتلة، وأسقطتها على الأرض عدة مرات.

وكانت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، اعتدت، ظهر أمس، على جنازة منفذ عملية حوارة قبل أسبوعين، الشهيد خروشة (49 عاما) خلال تشييعه، في مخيم عسكر بنابلس.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مهاجمة أفراد تابعون لأجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية، لمسيرة التشييع، وإطلاق الغاز المسيل للدموع صوب المشيعيين، واعتقال عدداً منهم، وملاحقة آخرين.

ويرى مراقبون أن "جرأة السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية على استهداف جنازة تشييع الشهيد خروشة، شكلت تطاولا على ثابت من أهم ثوابت الشعب الفلسطيني".

كما عدوها "تعبيرا عن رغبتها (السلطة الفلسطينية) باستئناف دورها من جديد، التزاما منها باستحقاقات الدعم الأمريكي والصهيوني، مما يجعل منها بداية السقوط النهائي لها، وهزيمة مشروع استسلامي يريد أن يتحكم بزمام الموقف الرسمي الفلسطيني".

وأضافوا لـ"قدس برس": أن "استهداف السلطة الفلسطينية لجنازة الشهيد ليست منفصلة عن سياسة منهجية لديها، تتمثل بتجريم المقاومة، واعتبارها غير شرعية، وخارجة عن القانون".

و"لم يمثل الاعتداء على جنازة (خروشة)، مفاجأة لدى كثير من الفلسطييين"، بحسب المراقبين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إذ اعتبروا، أن "الأمر وصل بالسلطة الفلسطينية لإسقاطها أية إشارة للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال من برنامجها السياسي، ما يشير بصورة لا تقبل الشك أن رفضها للمقاومة وصل إلى أن يندرج في خانة المسّ بالثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني، وبمشروعه الوطني، وإرادته في التحرّر، من خلال ما صدر عنها من قرارات وإجراءات وممارسات".

وأكدوا أن "الهجوم المدان والمستنكر من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على الجنازة، يكشف بصورة سافرة عن علاقتها الوطيدة مع الاحتلال الصهيوني في محاربة الشعب الفلسطيني" على حد تقديرهم.

إلى ذلك، كشفت مصادر لـ"قدس برس"، خفايا القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطة الفلسطينية، بوتيرة متسارعة، وتحديدا عقب اجتماع العقبة الأمني (جنوب الأردن يوم 26 شباط/فبراير الماضي).

وذكرت المصادر الخاصة، أن "قرارات السلطة ذات طابع أمني، وتستهدف المقاومة، في مقامها الأول، وكانت محل ترحيب الاحتلال ورضاه، وبمثابة الرد المطلوب على ما يُسمى حسن نوايا الإدارة الأمريكية".

وذكرت المصادر أن "قرارات السلطة تشمل منع سلاح فصائل المقاومة، واعتباره غير شرعي، وملاحقة وتجريم كل من لا يلتزم بذلك، وتفعيل التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني في أعلى مستوياته".

وحذرت المصادر: "أننا أمام برنامج سياسي أمني لا يتردد في تجريم المقاومة، وعودة دفء العلاقات للتعاون والتنسيق الأمني الفلسطيني –الصهيوني، على أعلى المستويات لرصد المقاومة المسلحة، وضربها، مقابل برنامج المقاومة الذي لا يعترف بشرعية الكيان الصهيوني واحتلاله، والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة أشكالها وأساليبها".

وفي السياق، قال أهالي معتقلين سياسيين في الضفة، لـ"قدس برس"، إنه بـ"التزامن مع الحملة الصهيونية المسعورة على المقاومين في شتى مناطق الضفة الغربية، لا تتردد السلطة الفلسطينية في مواصلة عمليات الاختطاف والاعتقال لأبناء ومناصري المقاومة، ولا زالت مستمرة حتى الآن وبوتيرة عالية، حيث زاد عدد المعتقلين والمختطفين، ولا يزال المئات منهم في سجون السلطة، في ظروف غاية في السوء".

يشار إلى أن اعتقالات أجهزة السلطة طالت مئات الأشخاص، من قيادات المقاومة ورموزها وكوادرها والمناصرين لها، بـ"طريقة فظة دون مراعاة لحرمات البيوت والأعراض، ورافقها عبث بمحتويات المنازل وترويع للأهالي"، وفق "أهالي المعتقلين".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عباس يُعفي دبور من مهامه التنظيمية في لبنان
يوليو 6, 2025
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح"، محمود عباس، قرارًا بإعفاء السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور من مهامه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وذلك بعد سنوات من شغله لهذا المنصب إلى جانب مهامه الرسمية كسفير معتمد لدى الجمهورية اللبنانية. وجاء القرار، الذي كُشف عنه اليوم السبت، موقّعًا من عباس، واستند إلى 
"أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة": وقف إطلاق النار انتصار لتضحيات غزة
يوليو 5, 2025
أصدرت "الأمانة العامة لتكتل أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة" (حركة سياسية تنظيمية تسعى للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية)، بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه انتصاراً لتضحيات أهل غزة وصمودهم في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" وتتويجاً لجهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني في القطاع. وأكد التكتل دعمه الكامل للموقف الذي أعلنت
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،