مع اقتراب الذكرى.. معلومات إسرائيلية جديدة حول "صبرا وشاتيلا"

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، معلومات وتفاصيل جديدة حول مجزرة "صبرا وشاتيلا"، التي وقعت في عام 1982 خلال حرب لبنان الأولى، مع اقتراب ذكراها السنوية الثانية والأربعين.

ونشرت صحيفة /معاريف/ العبرية سلسلة مقابلات للكاتبة الإسرائيلية، مايا بوانوس، مع مسؤولين إسرائيليين، سياسيين وعسكريين، مطلعين على تفاصيل المجزرة.

وزعم الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الإسرائيلية، الجنرال عاموس غلعاد، أن "المنظمات الفلسطينية حولت لبنان إلى قاعدة للعمليات المسلحة ضد (إسرائيل) بشتى الطرق، وتنفيذ عمليات عن طريق البحر"، وفق الصحيفة.

وادعى غلعاد أن الفلسطينيين استطاعوا، مع الوقت، "إقامة دولة داخل دولة".

وأضاف أن "المسيحيين الموارنة، الذين اعتبروا الفلسطينيين والسوريين أعداء لهم، انضموا لـ(إسرائيل)، وقدموا أنفسهم كحلفاء موثوقين".

وتابع: "توهمت (إسرائيل) أنه بعد توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد، ستكون لبنان، من خلال حكومة مسيحية، ثاني دولة عربية توقع اتفاقية سلام معها، لتمهيد الطريق أمام دول أخرى في المنطقة للسلام".

وأشار إلى ان ذلك "حفز فكرة الإسرائيليين بإخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان"، مضيفًا: "لكن يبدو أن الحلفاء المسيحيين الجدد لم يكونوا ملائمين لهذه الخطة، لأنني عملت معهم من خلال جميع القنوات العسكرية والسياسية والاستخباراتية".

وكشف غلعاد أن "(إسرائيل) ساعدت بشير الجميل، زعيم الموارنة آنذاك، كما هو الحال في علاقاتها السرية والعلنية، ودعمها لبعض الدول بالمال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، دون مساعدتهم جسديًا من خلال جنود الجيش الإسرائيلي".

وأردف أن ذلك كان "حتى جاء يوم اغتيال الجميل في 14 سبتمبر 1982 على يد أحد عناصر المخابرات السورية".

وزاد: "كنت في مكتب الجميل حين وصلته رسالة كُتب فيها: (طالما أنك عشيق الإسرائيليين، فسنتسامح مع ذلك، لكن إذا حصل زواج، فسيكون هناك أرامل)، أي إذا وقعت سلامًا معهم، فسنقتلك، وفي النهاية حدث ذلك".

يقول غلعاد: "إنني لم أثق يومًا بإيلي حبيقة (قائد الكتائب اللبنانية)، لأنه متعجرف جدًا، وقاسٍ، وفاسد للغاية، وقاتل بدم بارد، وقادر على القيام بأي عمل شنيع حتى لو لم يكن لديه منطق عملي، وهو سادي".

واستدرك: "لذلك أعتقد أنهم لم يكونوا حلفاء، بل عدوًا سيئًا بشكل خاص، لكن حبيقة في نفس اليوم، حتى قبل دخول مخيمات اللاجئين، وصل للتنسيق النهائي مع عاموس يارون، قائد قطاع بيروت في الجيش الإسرائيلي".

بدوره، زعم يارون أن "الحرب لم تكن سهلة، بين السوريين والفلسطينيين أعدائنا الرئيسيين، وبين المسيحيين اللبنانيين الذين يمكن الوثوق بهم".

وأضاف أن "الموارنة كانوا شركاءنا، واخترناهم، وقررت (إسرائيل) أنها بحاجة لمساعدتهم، لتحقيق نجاحات أكبر في المنطقة الأمنية، لكني لا أعتقد أن التعاون معهم في بيروت أثبت نفسه، ربما العكس".

وأردف: "وجودهم (الموارنة) ساعدنا في القتال، والوصول لبيروت، استخدمناهم وفقًا لاحتياجاتنا، لكن الإسرائيليين الذين بنوا الأمل على توقيع اتفاق السلام معهم أصيبوا بخيبة أمل، وحين أعربوا عن رغبتهم بدخول مخيمات اللاجئين، تركتهم ينفذون هذه المهمة".

يقول يارون إن "أمر اقتحام الكتائب المسيحية لمخيمات اللاجئين جاء من أعلى القيادة الإسرائيلية، رغم وجود معلومات استخبارية تفيد بأن المسلحين الفلسطينيين غير موجودين هناك، فالمخيمات فارغة منهم".

وتابع: "رغم ذلك، فقد قاموا بتجميع النساء والأطفال وكبار السن، وعلى ما يبدو أنه كان لديهم قرار مبدئي بأن يجمعوهم معًا، ويوصلوهم إلى مكان ما خارج المخيم".

وزاد: "بدأت بعد ذلك تأتيني الأخبار بأن جرائم القتل بدأت تُرتكب هناك، معركة الموارنة لم تكن ضد المسلحين، بل تركزت مهمتهم في قتل النساء والأطفال".

وذكرت الصحيفة العبرية أن "القيادة الإسرائيلية العليا" التي سمحت للموارنة باقتحام المخيمين، تتمثل في أسماء ثقيلة، مثل رئيس وزراء الاحتلال، - آنذاك - مناحيم بيغن، ووزير الحرب أريئيل شارون، ووزير الخارجية يتسحاق شامير، وقادة الموساد والجيش، ناحوم أدموني، ورفائيل إيتان، والقيادة الشمالية أمير دروري، والاستخبارات العسكرية يهوشاه ساغيه.

يذكر أن صحيفة /يديعوت أحرونوت/ كانت قد كشفت، في 17 يونيو/حزيران الماضي، عن "وثائق سرية" تؤكد إصدار شارون، أوامر بتنفيذ مجزرة "صبرا وشاتيلا" في لبنان.

ووقعت المجزرة في 16 أيلول/سبتمبر 1982، واستمرت حتى 18 من الشهر نفسه، وقُدر عدد الضحايا بين 750 و3500، بين قتيل ومفقود.

واتُّهمت بارتكاب المجزرة مليشيات "الكتائب المسيحية" اللبنانية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يسيطر سياسيًا وعسكريًا على تلك الميلشيات، وكان معظم الضحايا من المدنيين الفلسطينيين؛ جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ في مخيمي "صبرا وشاتيلا".

و"صبرا" هو اسم حي تابع إداريًا لبلديّة الغبيري في محافظة جبل لبنان، ومخيم "شاتيلا" مخيم دائم للاجئين الفلسطينين أسسته وكالة "أونروا" عام 1949، جنوب العاصمة اللبنانية، بيروت.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
أكثر من 115 مظاهرة في المغرب تنديدا بالإبادة الإسرائيلية بغزة
ديسمبر 7, 2024
أعلنت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) أنها نظمت، أمس الجمعة، أكثر من 115 مظاهرة في العديد من المدن، تضامنا مع غزة ضد الإبادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع. وذكرت الهيئة، في بيان لها، أن "الشعب المغربي خرج، الجمعة، في أكثر من 115 مظاهرة بـ56 مدينة مغربية استجابة لنداء الهيئة في إطار جمعة طوفان الأقصى
"حماس": سياسات حكومة الاحتلال تستدعي من السلطة الفلسطينية اتخاذ قرارات لمواجهتها
ديسمبر 6, 2024
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، إن "ما أعلنه وزير مالية الاحتلال الإرهابي سموتريتش، من خطط لإغلاق وحدة الإدارة المدنية في الضفة الغربية، هو خطوة جديدة ضمن خطوات حكومة الاحتلال الفاشية لضم الضفة وفرض السيادة الإدارية والسياسية عليها، وذلك في إطار مخططات الضم والتهويد التي تسعى لتنفيذها، في انتهاك صارخ للقوانين والقرارات الدولية". وأضافت الحركة
نحو 20 شهيدا بقصف للاحتلال على النصيرات وسط قطاع غزة
ديسمبر 6, 2024
استشهد نحو 20 فلسطينيا بينهم أطفال، الجمعة، في قصف للطيران الحربي التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقصف طيران الاحتلال منزلا في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد 17 فلسطينيا على الأقل، بينهم 6 أطفال و5 سيدات. كما استشهدت فتاة عقب قصف مدفعية الاحتلال خيام النازحين غرب مخيم النصيرات. ويواصل جيش الاحتلال
قيادة "حماس" ووزير الخارجية التركي يبحثان في الدوحة حرب غزة
ديسمبر 6, 2024
استقبل وفد من قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة رئيس مجلس شورى الحركة محمد درويش ورئيس المجلس القيادي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في العاصمة القطرية الدوحة. وبحث الجانبان الحرب في غزة والتطورات الإقليمية والدولية المختلفة وانعكاساتها. ووقالت "حماس" في بيان، إنه "جرى خلال اللقاء بحث تطورات العدوان الإسرائيلي والجهود المبذولة لإسناد شعبنا الفلسطيني وخاصة
شهداء وإصابات في قصف للاحتلال على غزة ورفح
ديسمبر 6, 2024
استشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون، الجمعة، في قصف شنته الطائرات الحربية في جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينتي غزة ورفح. وذكرت مصادر صحفية أنه "استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرين باستهداف طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين في شارع (كشكو) في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، في حين استشهد فلسطينيان في قصف للاحتلال غرب رفح، جنوبي القطاع". ويواصل جيش
"الصحة العالمية": لا مؤشر على إصدار تحذير قبل قصف مستشفى كمال عدوان
ديسمبر 6, 2024
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، الجمعة، إن المنظمة "ليس لديها ما يشير إلى صدور تحذير قبل قصف إسرائيل لمستشفى كمال عدوان في غزة أمس الخميس". وأضاف بيبركورن خلال إفادة صحفية في جنيف، أن المستشفى "يعمل بالحد الأدنى حاليا". وأكد وجود "نحو 12 ألف مريض في أنحاء غزة بحاجة إلى إجلاء طبي