على الرغم من حملات ضده.. مؤتمر فلسطينيي أوروبا يضع لمساته الأخيرة لانطلاقه السبت المقبل
في الوقت الذي يضع فيه "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" (منظمة أوروبية مستقلة) آخر اللمسات على دورته العشرين المقررة في مدينة "مالمو" جنوب السويد، السبت المقبل (27 أيار/مايو)، تواصل وسائل إعلام محسوبة على السلطة الفلسطينية اتهام المؤتمر بالسعي لإيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية.
"75 عاما.. وإنا لعائدون"
المؤتمر الذي بدأ تنظيمه منذ عقدين من الزمن، شعاره هذا العام "75 عاما.. وإنا لعائدون" يتعرض بحسب القائمين عليه، إلى "حملات شرسة تهدف إلى تشويهه وتعطيله ومنع انعقاده، على الرغم من تمثيله لكافة أطياف الشعب الفلسطيني".
تهديد واضح،،،
هدد الوزير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، من منصة وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية /وفا/ "كل من يشارك في هذا المؤتمر سيطبق عليه ما ورد في الأنظمة والقوانين واللوائح الداخلية لمنظمة التحرير، كما سيتحمل مسؤولية التبعات الكاملة لمشاركته".
وزعم الشيخ أن هذا المؤتمر يهدف إلى "ضرب وحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وشق الصف الفلسطيني وانقسام جالياتنا في الخارج" حسب تعبيره.
وردا على هذه الاتهامات، عبّر رئيس المؤتمر أمين أبو راشد في حديثه ل"قدس برس" اليوم الأربعاء، عن استهجانه الشديد من هذا الهجوم مؤكدا أن "هدف المؤتمر الأساسي، منذ انطلاقه قبل 20 عاما، وحدة الصف الفلسطيني، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، لكن الذي فاجأنا أنه لأول مرة منذ 19 عاما لم يقم اللوبي الإسرائيلي بأي تحرك من أجل منع المؤتمر، في حين جاء الهجوم وحملة التشويه من قبل لون فلسطيني، لكننا نعول على أن تنقلب هذه الحملة لتحفز الناس وتروج للمؤتمر الذي نعول أن يشارك فيه أكثر من 18 ألف كما كان في آخر مؤتمر قبل جائحة كورونا".
واكد أبو راشد، على أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولم ولن يسعى المؤتمر والمشاركون فيه إلى إلغاء دورها، بل لإصلاحها كي تكون أهلا لتمثيل كافة أطياف الشعب الفلسطيني".
استنكار فصائلي وشعبي للهجوم على المؤتمر،،،
كما لاقى الهجوم على المؤتمر استنكارا فصائليا وشعبيا، فقد نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالهجوم على مؤتمر "فلسطينيي أوروبا"، ونشر رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في الحركة، باسم نعيم، على صفحته في موقع فيسبوك، "المؤتمر على مدار عشرين عاما كان منصة للشعب الفلسطيني بكامل أطيافه السياسية والمجتمعية والدينية، خاصة في الغرب، وذلك للتعبير عن وطنيته وانتمائه لقضيته العادلة، كما شكل المؤتمر فرصة للأجيال الفلسطينية الناشئة للقاء والتعارف وتجديد هويتهم الوطنية".
ورد نعيم على المهاجمين بتساؤل، "ما الذي يمنعكم وفي إطار المنافسة الشريفة من تنظيم أنشطة مشابهة، بل وأقوى منها في إطار ما هو متاح لكم من إمكانات ومقدرات ومساحات؟".
كذلك استهجنت حركة "الجهاد الإسلامي" تحريض السلطة على المؤتمر، مؤكدة "رفضها لاتهامات السلطة لأي تجمع فلسطيني بأنه بديل عن منظمة التحرير".
كما استنكرت شخصيات ومؤسسات فلسطينية، تحريض السلطة على المؤتمر، حيث أكد القيادي السابق في حركة "فتح" حلمي البلبيسي، في تصريحات صحفية، أن "من يسعى لتعطيل عمل المؤسسات الفلسطينية الجادة في الخارج يشارك عمليا مع الحكومة المتطرفة اليمينية في الكيان الصهيوني".
وحث مركز "العودة" الفلسطيني (منظمة مجتمع مدني مقرها لندن) بدوره على المشاركة في المؤتمر وأنه "يتابع باهتمام لافت الاستعدادات الجارية لانطلاق فعاليات المؤتمر الذي ينعقد هذا العام في مرحلة حساسة تراجعت فيها القضية الفلسطينية كقضية محورية ومركزية عربياً ودولياً مع بروز صراعات وحروب إقليمية ودولية وأزمات اقتصادية في العديد من دول العالم".
كذلك دعا "المنتدى الفلسطيني"(مستقل مقره لندن) أبناء الجالية الفلسطينية في بريطانيا، إلى المشاركة الواسعة في أعمال المؤتمر الذي "كان دوماً صوتاً شعبياً فلسطينياً.. وعنواناً للوحدة الوطنية، حيث يشارك في أعماله مفكرون وشخصيات وطنية وسفراء ووزراء فلسطينيون وأعضاء من المجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني من مختلف التيارات السياسية".
يذكر أن أول مؤتمر لفلسطينيي أوروبا عقد عام 2003، وهو مناسبة سنوية دائمة، يعقد بالتعاون مع الجمعيات الفلسطينية المتواجدة في الدول الأوروبية، للتأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم، وأن الفلسطينيين في أوروبا جزء أصيل من الشعب الفلسطيني الواحد.