اجتياح جنين.. 24 ساعة من الفشل الإسرائيلي.. وهذه أبرز السيناريوهات المتوقعة
نقلت /هيئة البث الإسرائيلية/ عن مسؤولين أمنيين قولهم: إن "الأهداف الأمنية لم تتحقق بعد في جنين (شمال الضفة)"، مشيرة إلى "وجود إجماع على استمرار العملية"، التي انطلقت منذ فجر أمس الاثنين، ما يعيد إلى الأذهان سيناريو "اجتياح المخيم" عام 2002.
ويرى الباحث والمحلل السياسي، سليمان بشارات، في حديثه لـ"قدس برس" أن "الاحتلال الإسرائيلي وضع أهدافا فضفاضة للعملية العسكرية في جنين ومخيمها".
ويعتقد "بشارات" أن هذا الأمر كان مقصودا من قبل الاحتلال، "حتى لا يتم تقييم العملية بالفشل، إن لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق شيء"، مضيفا، "يبدو أنه بعد أكثر من 24 ساعة لم يتمكن العدو من إنجاز أي نتائج ليقدمها للجمهور الإسرائيلي على المستوى الأمني أو العسكري".
ووصف بشارات في حديث لـ"قدس برس"، وضع الجيش الإسرائيلي في جنين، بأنه يمر بـ"حالة زئبقية"، غير التي كانت في مخيلته، ما "يعطي انطباعا بأن طبيعة ونوع المعلومات التي بحوزته لم تكن متكاملة، بحيث تسمح له بالتعامل مع الحالة الميدانية بشكل مريح".
وأكد بشارات بأن "الاحتلال يخشى تبعات هذه العملية، لذلك يحاول التعامل مع الوضع بحالة انضباطية ميدانيا، بمعنى يريد الذهاب نحو أهداف محددة دون تراكم المشهد الدموي، لذلك فإن عمليات القتل لازالت منضبطة، إن جاز التعبير، مقارنة مع حجم التجريف والتدمير الذي تقوم قوات الاحتلال".
ويتوقع أن "يضطر الاحتلال إلى تمديد عملياته لساعات أخرى"، مستدركا بأن هذا "الأمر مرتبط بالتطورات في الميدان، إلا إذا كان هناك مفاجآت وخسائر في صفوف الاحتلال، الذي قد يضطر حينها لإنهاء عملياته مدعيا بأن الحملة حققت أهدافها كما يفعل عادة".
واستبعد بشارات أن "يتمكن الاحتلال من إنهاء حالة المقاومة في الضفة، وخاصة جنين"، مؤكدا أن "الحالة النضالية لدى الشعب الفلسطيني يصعب إنهاؤها والاحتلال الإسرائيلي يدرك هذا الأمر".
وشدد على أن المقاومة باتت جزءا أساسيا في الهوية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال.
وحذر من الاحتلال يعمل على "إضعاف المقاومة في الضفة، وخاصة في مخيم جنين، معولا على عامل الزمن، بمعنى أنه يعمل على رفع كلفة المقاومة من خلال تدمير البنية التحتية".
وتابع: "الاحتلال شرع منذ الصباح إلى اتخاذ مجموعة من التدابير على الأرض، كتدمير البنية التحتية في مخيم جنين، مستهدفا شبكتي المياه والكهرباء، وكذلك تجريف الشوارع الرئيسية في المخيم، وعمد على إحداث هدم جزئي داخل المنازل، للتضييق على الناس، ما اضطر بعض العائلات للخروج من المخيم، وبالتالي هو يعمل على رفع كلفة المقاومة للتأثير على الحاضنة الشعبية لها.
ويرى بشارات أن "مهمة الاحتلال ستكون أصعب من اجتياح 2002 لمخيم جنين، فاليوم لا يتعامل مع أجسام مقاومة واضحة، ولا توجد مقرات أو مؤسسات لهذه التشكيلات، على عكس 2002 عندما كانت الفصائل الفلسطينية متواجدة في ذروة قوتها".
وأضاف أن من "الفوارق المهمة بين اجتياح 2002 و2023 هو طبيعة المقاومين اليوم وتطور تكتيكاتهم وأدواتهم وخبراتهم، مما يصعب مهمة الاحتلال في التعامل مع تشكيلات غير واضحة وأكثر خبرة".
واستُشهد خلال العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، اليوم الإثنين، ثمانية فلسطينيين، هم "سميح فراس أبو الوفا (21 عاما)، وأوس هاني حنون (19 عاما)، وحسام أبو ذيبة (18 عاما)، ونور الدين حسام مرشود (16 عاما)، ومحمد مهند شامي (23 عاما)، وأحمد العامر (21 عاما)، وعلي هاني الغول (17 عاما)، ومجدي عرعراوي (17 عاما)".
وأقيم مخيم جنين عام 1953، وينحدر أصل أغلب سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احُتلت عام 1948، ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال، ومن الجنوب على قرية برقين.