حذر محلل إسرائيلي بارز من أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "يقود إسرائيل إلى الهاوية".
وقال ديفيد هوروفيتس المحرر الرئيسي في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في مقال له: إنه بعد ستة أشهر من خطة التحالف بقيادة نتنياهو لتحييد القضاء، "تتجه إسرائيل نحو هاوية دستورية وأمنية واجتماعية واقتصادية، وتعيش لحظة تاريخية كئيبة بعد أن مرر الكنيست (برلمان الاحتلال) الاثنين القراءة الأولى للتشريع الذي سيحمي المسؤولين المنتخبين من التدقيق القضائي لمعقولية قراراتهم".
وأضاف هذه الحكومة "عازمة على القيام بما هو غير معقول وهي التي تتحرك لضمان أن القضاة المكبح الوحيد لسلطة الأغلبية، لا يمكنهم مراجعة معقولية سياساتها".
ورأى أن هذه الحكومة بخططها الخاصة والأحزاب المكونة المختلفة المعلنة لإعفاء جميع الرجال الأرثوذكس المتشددين اليهود من الخدمة العسكرية أو الخدمة الوطنية، وتقديم إعانات ضخمة لدراستهم بدوام كامل للتوراة لتمكين التمييز على أساس المعتقد الديني ولتوسيع السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية دون حقوق متساوية للفلسطينيين، يقود إسرائيل إلى أرض غير معقولة تماما.
وأشار هوروفيتس إلى الحملة التي يشنها وزراء حكومة نتنياهو ضد المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية، غالي باهراف ميارا، لأنها حذرت من الطبيعة المناهضة للديمقراطية لمشروع القانون هذا والعناصر الأخرى من الحزمة التي كشف عنها ليفين قبل ستة أشهر، لا سيما بما في ذلك خطته لمنح التحالف الحكومي سيطرة كاملة تقريبا على تعيين جميع القضاة الإسرائيليين، كما طالبوا بإقالتها لفشلها في ضمان شن حملة قمع أكثر صرامة على مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين تظاهروا ضد تكبيل القضاء المخطط له خلال الأشهر الستة الماضية.
وأشار إلى "تصاعد عنف الشرطة الإسرائيلية ضد المظاهرات التضامنية، حيث ظهر توجيه خراطيم المياه على المتظاهرين من مسافة أقرب من النطاق المسموح به في كل من القدس وتل أبيب، مع ما يترتب على ذلك من إصابات، بأوامر من وزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير" .
وقال: إنه في الوقت الذي تقدم فيه القيادة اليهودية الأرثوذكسية المتشددة أجندتها الانفصالية المدعومة من دافعي الضرائب، ويتذوق اليمين المتطرف اليهودي احتمالية التوسع السريع في المستوطنات في الضفة الغربية وضمها، من الواضح أن التحالف "غير مبال أيضا بانهيار الاستثمار في قطاع التكنولوجيا الفائقة" الذي يقود الاقتصاد والرفض المعلن والمخطط لأعداد كبيرة من جنود الاحتياط للخدمة في بلد لم يعد ديمقراطيا بشكل يعتمد عليه، وتلاشي أمل التطبيع مع السعودية، وتوتر العلاقات مع حليف إسرائيل الرئيسي، الولايات المتحدة، بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد عن أسفه لوجود بعض "الأعضاء الأكثر تطرفاً" في الحكومة الإسرائيلية على الإطلاق، أحدهم، بن غفير، بازدراء متوقع لا يمكن تحمله، مضيفا أنه يجب على الرئيس بايدن أن يستوعب أن إسرائيل لم تعد نجماً آخر في علم أمريكا.
وشدد على أنه كان بإمكان رجل واحد وهو نتنياهو أن "يتجنب المأساة الوطنية التي بدأت تتكشف في الأشهر الستة الماضية"، لكن لديه أجندة أيضا وهي "الحفاظ على السلطة في بلد ممزق مع أي شخص يدعمه وبأي ثمن".
وانطلقت منذ ساعات الصباح الباكر، اليوم الثلاثاء، احتجاجات إسرائيلية صاخبة رفضاً لخطة "تقويض القضاء"، التي تقودها الحكومة، وغداة مصادقة برلمان الاحتلال "الكنيست" عليها ليلة الاثنين بالقراءة الأولى، وسط مواجهات عنيفة مع محاولة الشرطة الإسرائيلية تفريق المحتجين وتنفيذ اعتقالات.
وصدّق "الكنيست"، بعد منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، على مشروع قانون إلغاء حجة المعقولية، بأغلبية 64 نائبا هم أعضاء الائتلاف الحكومي مقابل 56 عارضوه، ويسلب القانون الذي يجب أن يمرّ بقراءتين أخريين لاحقاً لاعتماده، جهاز القضاء إمكانية الاعتراض على قرارات يتخذها مسؤولون حكوميون ومنتخبو جمهور، بسبب عدم معقوليتها برأي القضاة.