نتنياهو: المستوطنات البعيدة ستصبح "جيوبا" في كيان فلسطيني "شبه سيادي"

كشف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مقابلة مع التلفزيون الأمريكي عن تصوره لحل الصراع مع الفلسطينيين والذي يتضمن إعطاءهم كيانا دون سيادة مع احتفاظ إسرائيل بكافة مستوطناتها.

وقال: إن "المستوطنات البعيدة والبؤر الاستيطانية غير القانونية (وفقا للقانون الإسرائيلي) في الضفة الغربية ستظل جيوبا محاطة بكيان فلسطيني مستقبلي دون سيادة، إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام".

وزعم في المقابلة: إن 90% من حوالي 500 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في "كتل حضرية" "يعترف بها الجميع، سيكونون جزءا من إسرائيل في أي ترتيب مستقبلي".

وأضاف أن معظم مقترحات السلام، تصورت بالفعل أن "المستوطنات الممتدة على طول الخط الأخضر (خط وهمي صنعته سلطات الاحتلال يفضل بين الأراضي المحتلة عام 67 وأراضي عام 48) ستبقى جزءا من إسرائيل جنبا إلى جنب مع تبادل للأراضي".

وأقر نتنياهو بأن الـ 10% المتبقية من المستوطنين "مبعثرون في مستوطنات صغيرة" في عمق في الضفة الغربية، لكنه قال إنه لا داعي لاقتلاعهم من جذورهم في اتفاق سلام مستقبلي، مشيرا إلى أنه  سُمح للعرب بالبقاء في إسرائيل بعد قيام الدولة العبرية.

وقال: "ما يقدمه هؤلاء الذين يقولون إننا لا نستطيع العيش في وطن أجدادنا في هذه المناطق المتنازع عليها، لا أحد يقول إن هذه مناطق فلسطينية، ولا أحد يقول إنها مناطق إسرائيلية. نحن نطالب بها، هم يطالبون بها، لقد تعلقنا بهذه الأرض منذ 3500 عام، لكنه نزاع، "لكنني لا أوافق على أنه يجب علينا طرد العرب، ولا أعتقد أنه ينبغي عليهم طرد اليهود".

وأوضح، مرددا الأفكار المستخدمة في اقتراح الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام لعام 2020 ، التي تصورت بناء أنفاق وجسور لربط المدن الفلسطينية، بالنظر إلى أن الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم لن تكون متجاورة.

وطرح نتنياهو نفس الحجة فيما يتعلق بشرقي القدس، حيث يعيش حوالي 230 ألف مستوطن يهودي. وقال "لن تفكك نصف القدس ، وهذا لن يحدث. ( في القدس يعيش حوالي 360 ألف فلسطيني في نفس هذا الجزء من المدينة، الذي يتخيله الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم المستقبلية".

وكرر رفضه عدم الانسحاب من مناطق الضفة الغربية، زاعما أنه "عندما تنسحب إسرائيل من الأراضي، تملأ الحركات المسلحة الفراغ، كما كان الحال في لبنان وغزة (الانسحابات الإسرائيلية، في عامي 2000 و 2005 على التوالي، تمت من جانب واحد، دون وجود ضمانات أمنية).

ووصف نتنياهو اقتراحه بأنه عرض "أقل من السيادة الكاملة" للفلسطينيين مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على كامل المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أعتقد أن هناك حلا لهذا الأمر، إنه ليس العالم المثالي الذي يعتقده الناس لأن هذا النموذج لا ينطبق هنا.

وأضاف "يقول الناس" نعم ، ليست حالة مثالية "، أطلق عليها اسم "سيادة محدودة"، أطلق عليها اسم "الحكم الذاتي الإضافي"، سمها ما تريد، لكن هذا هو الواقع ".

يشار إلى أن نتنياهو  أعلن مرارا رفضه لقبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل ، وتحدث بشكل متزايد مؤخرا ضد إقامة دولة فلسطينية، وضرورة "كبح الطموح الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة".وشدد على معارضته لاقتلاع أي مستوطنات إسرائيلية في اتفاق سلام مستقبلي. 

ومنذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، يقود نتنياهو حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين الديني والقومي، وتعمل على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك شرقي القدس المحتلة، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

ويشار إلى أن ما يسمى بـ"عملية السلام" بين الجانبين الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).