هل ينهي اجتماع "الأمناء العامين" الانقسام ويضع استراتيجية للمقاومة؟
طالب سياسيون فلسطينيون، السلطة الفلسطينية بتهيئة الأجواء الإيجابية لإنجاح عقد اجتماع "الأمناء العامين" للفصائل الفلسطينية في القاهرة نهاية الشهر الجاري، ووضع جدول أعمال واضح له.
وأكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، على أن "اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، تقرر عقده نظرا لأن رئيس السلطة الفلسطينية في أزمة، ويريد جمع هذه الفصائل لمجرد الاجتماع فقط".
واتهم خريشة في حديث مقتضب لـ "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، الرئيس عباس بأنه "لا يريد وحدة وطنية".
وأضاف، أن "اجتماع 14 شخصية من الأمناء العامين، يأتي لالتقاط الصور التذكارية مع بعضهم البعض، ثم يخرجون دون التوصل لشيء".
من جانبها، شددت القيادية البارزة في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير)، مريم أبو دقة، على "ضرورة وضع جدول أعمال واضح قبل الذهاب للقاهرة، على رأس أجندته، صياغة استراتيجية وطنية لمقاومة المحتل، تحتها تندرج كل القضايا التفصيلية الأخرى".
وتابعت في حديث لــ"قدس برس"، من الضروري "دخول كافة الفصائل تحت لواء منظمة التحرير حتى تأخذ المنظمة دورها".
ودعت، إلى ضرورة أن "يكون الاهتمام بتشكيل مجلس وطني فلسطيني شامل يترتب عليه انتخابات وطنية وتشريعية وكل القضايا التي ضمنتها الاتفاقيات السابقة".
ونوهت أبو دقة، إلى أن "الوضع الميداني يتطلب جبهة مقاومة موحدة، لأن المقاتلين موجودون في الميدان وموحدون ميدانيا، نريد سقفا سياسيا يعطيهم المظلة والقوة وهذا الذي يخيف الاحتلال".
وحول الاعتقالات السياسية من قبل أجهزة أمن السلطة التي انتشرت مؤخرا، طالبت أبو دقة، بالإفراج عن جميع المعتقلين، حتى يتهيأ المناخ لعقد الاجتماع بدل وضع العصي في الدواليب".
كما طالبت أبو دقة، بأن يصبح "اجتماع الأمناء العامين دوريا لا أن يعقد حسب ردات الفعل".
أما الباحثة في الشأن الإقليمي تمارا حداد، فعلقت على الاجتماع المرتقب، بأن "الاحتلال بعد أن فشل في جنين، يريد أن يعزز دور السلطة من الناحية الأمنية والوظيفية".
وأضافت حداد لـ "قدس برس"، أن "السلطة تستكمل دورها في ملاحقة المقاومة كما يريده الاحتلال، وهو ماسيجر الواقع الفلسطيني إلى مربع الاقتتال الداخلي".
وأكدت حداد، على أن "الاحتلال لا يريد تقوية السلطة لتكون دولة إنما يريد استخدامها لحماية أمنه فقط".
وشددت حداد، على أن "التنسيق الأمني هو الورقة الوحيدة التي في يد السلطة لتبرير وجودها كسلطة، لذلك هم (قادة السلطة) يحافظون على مصالحهم الشخصية في استكمال الدور الوظيفي لهم في ملاحقة المقاومة".
واعتبرت حداد، أن "هذا الاجتماع يعتبر الفرصة الأخيرة التي يجب التقاطها، ولا يجب تكرار التجارب السابقة والفشل في عملية إنهاء الانقسام".
وأضافت، "إذا لم تنجح هذه الفرص سوف يتحول الاجتماع إلى انفصال، وهذا ما يريده الاحتلال حتى يتم شرذمة الواقع الفلسطيني".