مراقبان: اجتماع "الأمناء العامين" فرصة لإنجاز "المصالحة" وإنهاء "الانقسام"
أكد كاتبان ومحللان سياسيان أن الأزمات التي تعيشها كافة الفصائل والأطراف الفلسطينية "ستجبرهم (الفصائل) على إنجاح اجتماع الأمناء العامين للفصائل المقرر عقده نهاية الشهر الجاري في القاهرة؛ لأن الجميع بحاجة إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات الداخلية".
واعتبر الأكاديمي والكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، نشأت الأقطش، الاجتماع "فرصة كبيرة لإتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام".
وقال الأقطش لـ "قدس برس" إنه "لا يوجد خيارات إلا بالاتحاد، لأن الجميع يعيش اليوم أزمة سواء في رام الله، أو في غزة، والشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان كبير".
وأشار إلى أنه في اللقاءات السابقة كان يشكك بإمكانية تحقيق الوحدة الوطنية، لكنه يرى الآن الأجواء أفضل، مستدركا بالقول "الجميع اليوم في أزمة وله مصلحة أن تكون هناك وحدة وطنية" وفق تقديره.
وأعرب عن تفاؤله "بهذا الاجتماع بخلاف المرات السابقة، لأن السلطة أول مرة تدعو إلى اجتماع بهذا الشكل، والظروف على الأرض بحاجة إلى توحيد الجهود في مواجهة الاستيطان والعدوان" بحسب رأيه.
واعتبر الأقطش إن لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اليوم في أنقرة؛ سيعطي اجتماع الأمناء العامين دافعا كبيرا للنجاح، مشيرا إلى أن الرجلين التقيا كثيرا في السابق، لكن الآن الظروف على الأرض ضاغطة كثيرا على الجميع.
وأعرب الأقطش عن اعتقاده "أن الأجواء مهيأة لنجاح هذا الاجتماع وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ذهبنا إلى آخر الطريق في خلافاتنا الداخلية، إلى متى ستستمر؟" وفق تساؤله.
وأوضح أن الفلسطينيون في غزة والضفة يدفعون فاتورة كبيرة جراء استمرار الانقسام، محذرا من تدخل الأجندات الإقليمية لتعطيل عقد هذا الاجتماع ونجاحه.
ومن جهته قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن "شراسة العدوان في الضفة الغربية، والتطورات الدولية والعربية المحيطة، والعوامل كلها تتطلب من الفلسطينيين أن يتوحدوا، حتى لو كان ذلك يحتاج إلى ثمن".
وأشار عوكل في حديث لـ"قدس برس" إلى أن "المناخ العام لا يدعو للتفاؤل، على الرغم من أن كل العوامل والتطورات على مستوى الصراع والتطورات في إسرائيل تدفع بقوة نحو إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية" بحسب ما يرى.
وتساءل: "لكن هل ارتقت الإرادات السياسية إلى مستوى أن تحقق مثل هذا الهدف؟".
ويرى عوكل أن المؤشرات والحسابات حتى اللحظة لا تدعو للتفاؤل، مؤكدا أن الاجتماع سيتم؛ لأن الجميع أعلن أنه سيحضره باستثناء حركة الجهاد الإسلامي، التي تنتظر ردا من السلطة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين".
مستدركا بالقول: "لكن حضور أو غياب حركة الجهاد الإسلامي، رغم أهمية ذلك لا يعني أن الحركة ممكن لاحقا أن تعطل أي نتائج إيجابية ممكن التواصل إليها".
وأضاف: "المعروف عن (الجهاد) أنها حركة وطنية، ويمكن أن تلتحق إذا كانت الأجواء والنتائج إيجابية وجادة" بحسب توقعاته.
وبحسب تقدير عوكل، فإنه "على مدار 17 سنة من الانقسام كانت العوامل التي تطالب بإنجاز الوحدة الوطنية موجودة وتزداد قوة".
واعتبر أن تطور حالة الصراع، والهزة العميقة التي تعيشها الدولة العبرية، تحتاج من الفلسطينيين لسياسية توافقية".
وأشار عوكل إلى أن الفصائل اتفقت في الاجتماع السابق الذي عقد للأمناء العامين في بيروت، ولكن لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
واعتبر أن لقاء هنية عباس مهم جدا، مؤكدا أن الحوار المسبق بين الحركتين (فتح وحماس) له أهمية خاصة.
ويشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التقى، مساء أمس الثلاثاء، وفدا من حركة "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، في العاصمة التركية أنقرة.
وقال مصدر قيادي في "حماس"، إن "اللقاء يأتي في سياق اتصالات حركته مع الفصائل الفلسطينية للتحضير للقاء الأمناء العامين في القاهرة".
ومن المقرر انعقاد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة في 30 من الشهر الجاري، وذلك لأول مرة منذ سنوات، برعاية مصرية.
وكان عباس دعا للاجتماع المذكور في الثالث من الشهر الجاري على خلفية العدوان الإسرائيلي في مخيم جنين (شمال الضفة)، والذي خلف استشهاد 12 فلسطينيا وعشرات الجرحى.