"كتائب القسام" تفاجئ الاحتلال بضربة استباقية وتسيطر على مستوطنات غلاف غزة
فاجأت "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس) في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت الدولة العبرية بضربة مباغتة شنت خلالها هجوما واسعا على مستوطنات غلاف غزة بالتزامن مع إطلاق الاف الصواريخ تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وشارك في الهجوم قوات النخبة التابعة (لكتائب القسام) التي اخلت مئات المقاتلين المدربين منها والسيارات رباعية الدفع الى المستوطنات المحاذية لقطاع غزة وذلك بغطاء من الصواريخ بعيدة المدى للتغطية الهجوم البري.
وشاهد سكان القطاع مقاتلي (القسام) يعودون الى القطاع ومعهم سيارات عسكرية إسرائيلية غنومها وجنود اسرى، وسط زغاريد النساء والتكبير في مشهد لم تكرر من قبل.
وقالت مصادر عبرية متطابقة ان عشرات المسلحين اقتحموا مستوطنات غلاف غزة وانه تم فقدان السيطرة على عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية.
وطالب جيش الاحتلال في تلك المناطق عدم الخروج من منازلهم، معلنا شن عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة.
وأعلن محمد ضيف القائد العام (لكتائب القسام) الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إطلاق عملية "طوفان الأقصى" للرد على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى، مؤكدا ان المقاومة أطلقت 5 الاف صاروخ.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو قمر "ان ما يحدث خارج كل توقعات الاحتلال، وخارج كل السيناريوهات التي كانت متوقعة، ويدلل على قدرة المقاومة على تمويه الاحتلال والتخطيط والتنفيذ والوصول لما بعد غلاف غزة".
وأضاف أبو قمر لـ "قدس برس": "هذه المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام مستوطنات غلاف غزة وما بعد الغلاف بهذه الأعداد، ولمدة طويلة، وهذه مرحلة متقدمة من المواجهة مع المحتل".
واعتبر انهيار جيش الاحتلال في غلاف غزة والبلدات المحتلة، يعطي دافع للمقاتلين بأن معركة التحرير الشاملة باتت على مرمى حجر.
واكد ان العملية رسالة لقادة الاحتلال الذين تجاوزوا كل الحدود في تدنيس الأقصى، منوها الى أن تهديد قادة المقاومة ليس مجرد كلام عابر.
وقال أبو قمر: "ما يجري هو استنهاض واسع النطاق لكل مكونات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية، ورفع للروح المعنوية وأن المقاومة قادرة على فعل الكثير".
وأضاف: "عملية طوفان الاقصى رسالة لجميع المطبعين بأن دولة الاحتلال الذين يهرولون لها، أضعف مما يتصورون".
ومن جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا ان هذه العملية لم يكن أحد يتوقعها.
وقال الظاظا لـ "قدس برس: "المعركة التي لا يستطيع أحد توقعها هي التي يسطرها التاريخ بمداد من العزة كما يحدث الان على حدود غزة".
وأضاف: "هناك فرحة غامرة بين العرب والمسلمين وهم يشاهدون انتصار أكتوبر من جديد".
وتابع:" مشاهد العزة والكرامة تبدأ والعدو سيستغرق جهداً كبيراً لاتخاذ قراراته الصعبة في سياق قرار الحرب لأول مرة من خمسين عاماً.
واكد الظاظا انه مهما فعل الاحتلال فلن يستطيع شطب مشاهد كسر هيبته بشكل غير مسبوق كما تخرج الصور من داخل مستوطنات غلاف غزة.
وقال: "الشعب الفلسطيني ضحى كثيراً من أجل أن يصل إلى يوم طوفان الأقصى وبداية المعارك الفاصلة التي تكسر قواعد الصراع".
وأضاف: "مشاهد اليوم ستحفز دول وكيانات وجماعات للنظر ملياً في موقعها من المستقبل الذي يواصل تغيره باتجاه الأقصى".
ورجح الكاتب والمحلل السياسي ان يقوم الاحتلال برد استراتيجي على عملية طوفان الأقصى، وهذا لا بد أن يكون ضمن سيناريوهات المقاومة.
وقال: "ان الإعلان عن انطلاق العملية يترتب عليه مراحل من إعادة التموضع العسكري لجني المكاسب، سواء فيما يتعلق بالردع أو الأسرى أو تغيير قواعد الصراع جذرياً، والصدمة لا بد أن تأخذ وقتها".