"جونيور شيفس".. فريق نسوي فلسطيني لمواجهة سرقة الاحتلال للأكلات التراثية

في الوقت الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لسرقة الأكلات التراثية الفلسطينية، ونسبتها إليه للتدليل على وجوده على هذا الأرض؛ فإن الفلسطينيين يبتكرون دائما أساليب وطرق جديدة للتصدي لهذه القرصنة الإسرائيلية.
وكانت أحدث هذه الأساليب، تأسيس مجموعة من النسوة الفلسطينيات في غزة، فريقا لتأهيل النساء والفتيات الصغار، لتعلم فنون الطهي لاسيما الأكلات التراثية؛ التي تؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وهويته وتراثه منذ آلاف السنين.
وتقول الشيف سماح نسمان، مؤسسة فريق "جونيور شيفس"، والتي تتمتع بعضوية الاتحاد الدولي للطهاة "الواكس"، ومقره باريس،"إن فكرة تأسيس الفريق جاءت في ظل تزايد القرصنة الإسرائيلي للأكلات التراثية، ومحاولة نسبتها لهم، ولتعزيز ثقافة الأكلات التراثية الفلسطينية، في ظل انتشار ما يعرف بالوجبات السريعة".
وأضافت نسمان لـ"قدس برس": "فريقنا يدعم الشابات الراغبات في الالتحاق بمجال ثقافة فنون الطهي الفلسطيني، ليكونوا في خط الدفاع الأول عن الأكلات التراثية؛ التي يحاول الاحتلال سرقتها ونسبتها إليه مثل طبق الحمص".
وأوضحت أن أهداف الفريق تتمحور "في تدريب وتطوير السيدات والفتيات من أجل الوصول بهن للمستوى المطلوب، لتحقيق أهدافهن وطموحهن في الحياة، وخلق فرص عمل لهن، مهما كانت أعمارهن ومستوياتهن العلمية".
وقالت نسمان: "نعمل من خلال الفريق على حفظ الأكلات التراثية الفلسطينية من الاندثار؛ لحفظ هوية الشعب الفلسطيني".
وأضافت: "يتم تدريب المنتسبات للفريق على صنع الأكلات التراثية، ليكونوا سفراء لنا في كل مكان"، مشيرة إلى أنه "تصلهم طلبات من كل مكان، للتعريف بمكونات الأكلات التراثية من قبل المغتربين الفلسطينيين".
وطالبت بالعمل على كشف الزيف الإسرائيلي في سرقة هذه الأكلات، و"التي أصبح بعضها على قائمة التراث العالمي مثل طبق الحمص الفلسطيني".
ومن جهتها، قالت مريم حلس، مديرة الفريق، وعضو نادي الطهاة الفلسطيني: إن "مبادراتهم لاقت ترحيبا في صفوف النساء والفتيات، واللواتي يرغبن في تعلم مهارة إعداد الأطباق الفلسطينية القديمة، مثل المسخن والمقلوبة وغيرها".
وأضافت حلس لـ"قدس برس": "بات التراث الفلسطيني بكل جوانبه؛ يمثل سلاحاً من أسلحة حرب الصراع الوجودي بالنسبة لنا؛ أمام المحاولات التي يقوم بها الاحتلال لسرقة تراثنا والادعاء أنه يهودي".
وتابعت:"بعد أن سرق الاحتلال الأرض، وعمل على تهويدها، انتقل لسرقة التراث، من الثوب الفلسطيني إلى الأكلات الشعبية الفلسطينية المعروفة، ليثبت للعالم كذبا أن له إرثا في هذه الأرض وأنه ليس محتلا لها".
وأشارت إلى أن أحد أهداف هذا الفريق، "تعزيز الأكلات التراثية الفلسطينية لدى الطالبات، وتسجيلها في المنصات العالمية كمنظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)".
بدوره، أكد صالح نزال، مدير التراث في وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة، على تشجيع هذه المبادرات، سواء كانت تخص الأكلات التراثية أو غيرها من الفنون.
وقال نزال لـ"قدس برس": "هذا الأمر يشجع فكرة أن ينتقل التراث الفلسطيني من جيل إلى جيل، ولا يبقى حكرا على كبار السن".
وأضاف: "نحن ندعم هذا الأمر، فهو يصب في استراتيجية وزارة الثقافة التي تعنى بدعم القطاع التراثي سواء الفنون أو الآداب أو الأكلات التراثية، من أجل دعم الرواية الفلسطينية لمواجهة الرواية المضادة".