هل ينجح الاحتلال الإسرائيلي بدخول قطاع غزة بريا؟

منذ اللحظة الأولى بعد العملية التي قامت بها كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، ضد معسكرات ومستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة، يوم السبت الماضي، بدأت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول الدخول البري والقضاء على حركة حماس.
ومع تشكيل حكومة الطوارئ الوطنية بموافقة الكنيست (برلمان الاحتلال)، وإعلان الحرب، بدأت الحشود تزداد في الجنوب الفلسطيني المحتل، وارتفع عدد جنود الاحتياط -حسب ماأعلن جيش الاحتلال- الذين تم تجنيدهم لأكثر من 300 ألف، فهل ينجح الاحتلال في تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة خلال الأيام القادمة؟
يقول الخبير بالشأن العبري، معتصم سمارة، إن "الاحتلال يسعى لإطالة أمد الضربات الجوية في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة، وسيفعل ذات الأمر في الجنوب بمدينة رفح".
ويضيف سمارة لـ"قدس برس"، أن "هدف الاحتلال الآن هو جعل المدنيين بدون مأوى أو خدمات أو كهربا أو مياه، يقصف الشوارع لمنع التنقل ويقصف قوافل النازحين، وكل ذلك من أجل التمهيد للدخول البري للقطاع".
ويرى أن "لحظتها، سيتدخل العسكر في مقابل الساسة، لأنه نتنياهو مدفوع بالحقد والغضب لما جرى معه، ولأنه يعلم جيدا بأن هذه نهايته السياسية للأبد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، لذلك سيواصل ضرب المدنيين للحظة الأخيرة وبأقصى قوة على أمل إنهاء المقاومة".
ويعتقد سمارة، أن "التدخل البري سيبدأ بشكل تدريجي، وهو مرتبط بتطورات الميدان، ومن خطط لهجوم بهذه الدقة والشمولية والإبداع، مجهز للدفاع بشكل أكبر، وهذا ما تؤكده تصريحات القيادات السياسية والعسكرية في حركة حماس".
وأشار إلى أن "التوغل البري سيزداد كلما سمحت له الظروف بذلك، ولكن إذا كانت التصدي كبيرا وتمت مواجهة الدروع بالصواريخ المضادة، وسقط عدد كبير من القتلى، ربما يتراجع الاحتلال ويدرك أن الموضوع ليس نزهة".
ونوه سمارة إلى "ضرورة التركيز على الالتفاف الشعبي الكبير حول المقاومة، لأن هذا يحبط الاحتلال ويصيبه باليأس، والأخبار الواردة عن حدوث خلافات بين غانتس وغالنت تشير لذلك".
بدوره، يرى اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن "الجيش الأمريكي الذي جاء إلى المنطقة مع ذخائر متطورة، سوف يسهل على الجيش الإسرائيلي تقسيم غزة لمربعات محروقة تمهيدا لإزالة المقاومين منها".
ويتوقع أن "تكون المفاجأة هي منع قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنود المشاة من مرافقة الدبابات، خشية من تدمير عدد كبير من الدبابات المتقدمة، أو حشرها داخل المدن وإعاقة حركتها تمهيدا لتدميرها".
ولفت الشرقاوي إلى أن "الدخول البري صعب جدا، لكن إذا جرت عمليات إبادة جماعية لكل ما هو فوق الأرض، ربما لن تكون في أي حال من الأحوال نزهة، وسيتكبدون خسائر كبيرة في عمق مدن غزة".
يذكر أن مستشار الأمن القومي السابق والمسؤول العسكري لدى الاحتلال غيورا آيلاند، قال إن "على المؤسسة العسكرية الرد على ضربة حماس الموجعة للذاكرة الإسرائيلية. واصفا ما حدث في غلاف غزة بالكارثة الرهيبة التي أتت في ظل الضعف الإسرائيلي والانقسامات الداخلية التي اخترقت الجيش كذلك".
وبدا آيلاند أكثر وضوحا في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان "هذا ليس انتقاما.. إما نحن وإما هم"، مشيرا إلى أن "الهدف الإستراتيجي المتمثل في إيجاد وضع لا توجد فيه حماس هيئة ذات قدرة عسكرية، هو هدف صحيح، بل وضروري في الواقع".
لكنه استبعد أن "يتحقق ذلك من خلال توغل بري، في إشارة منه إلى الصعوبة التي تواجه إسرائيل، وغيرها من الدول في إسقاط حكم حماس في غزة".
وشكك آيلاند في "إمكانية إعادة الهدوء والأمن والأمان لسكان 22 مستوطنة في محيط القطاع، مشيرا إلى أن ما وصفها بالكارثة الرهيبة، ستبقى في ذاكرة جميع السكان، ولذا سيكون من الصعب على السكان العودة مجددا، وتربية أطفالهم في المنطقة، ما دامت هناك تهديدات وجودية".