صحيفة فرنسية: "طوفان الأقصى" توجه ضربة موجعة للاقتصاد الإسرائيلي

قالت صحيفة /لوموند/ الفرنسية إنه منذ معركة "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر الجاري أثرت على جميع القطاعات في دولة الاحتلال بما في ذلك البناء والزراعة والنسيج، جراء نقص العمالة.

وأضافت الصحيفة أنه منذ 7 أكتوبر، "مُنع نحو مائة و 40 ألف فلسطيني من الضفة الغربية يحملون تصاريح عمل ويعملون بشكل رئيسي في البناء من دخول إسرائيل. وفي المدن الكبرى، لم يُعاد فتح ثلث المطاعم بسبب نقص العمال وأحياناً حتى الزبائن، في حين أن الهجمات التي تنفذها حركة حماس تلقي بظلالها على استهلاك المجتمع الإسرائيلي المصدوم. وتم تهجير 160 ألف شخص. فكيف لا يعاني الاقتصاد؟" تتساءل “لوموند”.

وتتابع الصحيفة بأن "شركات التكنولوجيا الفائقة التي تفتخر بها إسرائيل، شهدت هي الأخرى انخفاض قوتها العاملة بنسبة 10 إلى 15 في المئة، في حين تمت تعبئة نحو 360 ألف جندي احتياط من قبل الجيش، أي ما يعادل 10 في المئة من السكان النشطين. فكم من هذه الشركات الناشئة، في قطاع يساهم بنحو 18 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، سيتمكن من البقاء؟".

وتنقل الصحيفة عن  فريديريك سمامة، وهو مستثمر فرنسي مقيم في تل أبيب، قوله: “تم تجميد جميع عمليات جمع الأموال، ومن الواضح أن القطاع في أزمة”.

ومضت  الصحيفة الفرنسية موضحة أنه من المؤكد أن "الصعوبات بدأت قبل وقت طويل من هجوم حماس، حيث شهدت شركة التكنولوجيا العالمية انخفاضا في جمع الأموال بمقدار ثلاثة أرباع على مدار عام، إلى 873 مليون دولار فقط في الربع الثاني من العام الجاري. لكن تعبئة العديد من الموظفين في هذا القطاع بالجيش، وغالباً ما يكون أصغرهم سناً، وخبراء في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، يقوض هذا النشاط. ويجد ما بين 20 إلى 30 في المئة من الإسرائيليين أنفسهم على الجبهة، بحسب السيد سمامة".

تداعيات تعبئة الاحتياط

وقالت /لوموند/ إن تداعيات تعبئة الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش، حيث لا يتم تجنيد عرب إسرائيليين ولا يهود أرثوذكس، تؤثر على الاقتصاد برمته. وتشرح نادين بودو-تراجتنبرغ، النائب السابق لمحافظ البنك المركزي الإسرائيلي، وأستاذة الاقتصاد في جامعة رايخمان، بالقرب من تل أبيب، قائلة: “النشاط المهني لأزواج جنود الاحتياط يتعطل لأنه يتعين عليهم رعاية الأطفال، خاصة في بلد يرتفع فيه معدل المواليد، بمتوسط ​​ثلاثة أطفال لكل امرأة”. ومع اتساع العجز في الميزانية لمواجهة الإنفاق العسكري، يستعد الاقتصاد الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط للمرور بفترة من الاضطراب لم يسبق لها مثيل في الماضي". وفق الصحيفة الفرنسية.

واعتبرت الصحيفة أن هذا "التباطؤ قد تكون له تداعيات إقليمية"، مشيرة إلى أنه خلال منتدى الرياض، يوم الأربعاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول، أشارت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، إلى أن "الحرب بين إسرائيل وحماس “تؤثر” بالفعل على الاقتصادات المجاورة، مثل مصر ولبنان والأردن".

وأشارت الصحيفة إلى "التوقف التام للنشاط أيضا في جنوب إسرائيل، بالقرب من قطاع غزة، في هذه المنطقة الزراعية التي تنتج 15 في المئة من إنتاج الحليب في البلاد؛ تماما كما هو الحال في المناطق الواقعة إلى الشمال، بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث يتم حشد قوات حزب الله الموالية لإيران".

وقد طالب العديد من الموظفين الأجانب -من التايلانديين بشكل خاص الذين عملوا في قطاعي الزراعة أو النسيج، العودة إلى وطنهم خوفاً من الحرب. فماذا سيحدث في الأمدين المتوسط ​​والبعيد للعمالة العربية التي لا يثق بها كثير من الإسرائيليين الآن؟ يتساءل آلان براسكييه، وهو رجل أعمال فرنسي إسرائيلي، متأسفاً: “لقد بدأ الشك في الظهور”.

الوضع السياسي الهش يشكل عائقا خطيرا

أوضحت /لوموند/ أنه مع التأكيد على سياق “عدم اليقين الكبير” والاحتفاظ بفرضية حرب محدودة بالقرب من غزة، عدلت BCI توقعاتها للنمو في إسرائيل نزولاً إلى 2.3 في المئة لعام 2023، متوقعة تفاقم عجز الميزانية عند 2.3 في المئة. ويتوقع ميشيل ستافزينسكي، الخبير الاقتصادي في الجامعة العبرية بالقدس، أن "حجم الأزمة الاقتصادية سيعتمد على مدة الصراع".

واعتبارا من 9 أكتوبر الجاري، اشترى بنك التجارة والصناعة ما قيمته 30 مليار دولار من عملته، الشيكل، من أجل وقف الانخفاض في سعر العملة الإسرائيلية. كما طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس تمديد الميزانية التي تتضمن حزمة مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، بما في ذلك 10.6 مليار مخصصة للتسليح، تتابع “لوموند”، مضيفة أن دور الحكومة الإسرائيلية في حماية الاقتصاد من صدمة الحرب أمر بالغ الأهمية. وتم الكشف عن خطة دعم ضخمة بأكثر من مليار يورو، “أكبر وأوسع مما كانت عليه خلال كوفيد”، ستشمل ولأول مرة كافة القطاعات وجميع مناطق البلاد.

وقد أعلنت وكالة "ستاندرد آند بورز" الأمريكية للتصنيفات الائتمانية، يوم الثلاثاء الماضي، أنها خفّضت النظرة المستقبلية الائتمانية لإسرائيل من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى مخاطر توسيع الصراع بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وتأثيره المتوقع على الاقتصاد".

وكان قائد هيئة الأركان في "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" محمد ضيف، أعلن، السبت الماضي (7 تشرين أول/أكتوبر)، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"حماس" تعبر عن تضامنها مع إيران عقب انفجار أحد موانئها
أبريل 27, 2025
عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء السبت، عن تضامنها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وحكومةً وشعباً، في أعقاب الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس. وقالت "حماس" في تصريح اليوم السبت، "نتقدّم بخالص التعازي وأصدق المواساة لأسر الضحايا، سائلين الله أن يتغمّدهم بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل". وأكدت ثقتها التامة
جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط وجندي على يد المقاومة أمس
أبريل 26, 2025
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة نقيب في معارك قطاع غزة أمس الجمعة، وجندي بوحدة "المستعربين"، خلال كمين للمقاومة في قطاع غزة أمس أيضا. وكانت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت قنص عدد من جنود الاحتلال وضباطه، شرق بلدة "بيت حانون" شمالي قطاع غزة. ونشرت الكتائب فيديو يوثق عملية قنص جنود وضباط
منظمة التحرير الفلسطينية: الشيخ نائبًا لعباس
أبريل 26, 2025
أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المصادقة على تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمنصبي رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة. وقالت اللجنة التنفيذية في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم السبت، إنها "اجتمعت برئاسة عباس مستعرضة نتائج اجتماع الدورة 32 للمجلس المركزي الفلسطيني المنعقد في رام الله، وناقشت الإجراءات العملية من أجل
مظاهرات تضامنية مع غزة في مدن أميركية وأوروبية وإسلامية وعربية
أبريل 26, 2025
شهدت عدة مدن أميركية وأوروبية وإسلامية وعربية مظاهرات ومسيرات احتجاجية تندد باستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أميركي. حيث شهدت مدن نيويورك، وسان فرانسيسكو وشيكاغو في الولايات المتحدة، مسيرات احتجاجية دعا المشاركون فيها إلى "وقف فوري للحرب على غزة وإيقاف الدعم العسكري الأميركي". كما طالب المحتجون بـ"وقف الإبادة الجماعية في غزة، وفرض حظر
"حماس" تدين قرار واشنطن رفع الحصانة عن "أونروا" وتدعو لتصحيحه فوراً
أبريل 26, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "قرار وزارة (العدل) الأمريكية رفع الحصانة القانونية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يُجسّد مرة أخرى انحياز إدارة الرئيس الأمريكي إلى سياسات الاحتلال الصهيوني، ومساعيها الممنهجة لتصفية (أونروا) كرمز سياسي وإنساني يجسّد حق اللاجئين الفلسطينيين في الإغاثة والعودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرًا". وأدانت في بيان تلقته
الثوابتة: الاحتلال قتل 90 شهيداً يومياً ممن وصلوا إلى مستشفيات غزة منذ بدء حرب الإبادة
أبريل 26, 2025
كشف مدير عام "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة"، الدكتور إسماعيل الثوابتة، عن إحصائيات مهمة حول الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع من أكثر من ثمانية عشر شهراً. وأوضح الثوابتة، في تصريح صحفي اليوم السبت، تلقته "قدس برس"، أن الاحتلال قتل ما يعادل 90 شهيداً يومياً ممن وصلوا إلى المستشفيات، منذ