تقرير: الرواية الفلسطينية تفرض نفسها في ميادين أوروبا وساحاتها
لندن - محمد صفية - قدس برس
|
أكتوبر 29, 2023 2:25 م
تخوض الرواية والسردية الفلسطينية حربا ضروسا ضد الآلة الإعلامية الإسرائيلية الضخمة في أوروبا، فيما يرى مراقبون أن "الميادين والساحات في المدن والعواصم الأوروبية، والتي غصت بمئات الآلاف من المتظاهرين دعما لغزة، تعكس انكسار الدعاية الإسرائيلية إعلاميا كما لم يسبق لها من قبل".
ويؤكد الإعلامي العربي المقيم في لندن، عدنان حميدان أن هناك "حالة من الضجر في أروقة الحكومة البريطانية من درجة تفاعل الناس مع المظاهرات والأعداد الكبيرة التي خرجت لتتظاهر".
لافتا أن هذه المظاهرات "أجبرت المسؤولين الغربيين على تغيير خطابهم عما كان عليه في اليومين الأوليين للطوفان" معتبرا أن المظاهرات "كان لها دور هام في زيادة الضغط على هؤلاء المسؤولين لاتخاذ موقف على الأقل محايداً اتجاه ما يجري".
وأشار حميدان إلى أن هذه "الأعداد الكبيرة، رغم الدعاية الصهيونية تدل على أن التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال لم يعد يصدقها الناس، حيث أصبح لمنصات التواصل الاجتماعي تأثيرا كبيراً في الرد على هذه الدعاية الكاذبة وفي دحضها".
وأضاف أن "مواقع التواصل والسوشيال ميديا تغلبت على القنوات الرسمية الغربية المنحازة للاحتلال، والتي لم تعد تحظى باهتمام الناس لإغفالها الكثير من مشاهد الإبادة والتدمير الذي يرتكبه الاحتلال في غزة، والتي نشرها الناشطون على مواقع التواصل".
ويرى حميدان أن "حراك الشارع الأوروبي اليوم يمتاز بأنه الأكبر والأكثر حشداً والأكثر غضباً، فهذه الأعداد الكبيرة في لندن لم يشهدها الناس منذ المظاهرات الرافضة لغزو العراق عام 2003"، لافتا أن الناس الآن "ترى أعلام فلسطين ليس فقط في أماكن التظاهر، بل في مختلف شوارع بريطانيا".
وأثنى حميدان على "مواقف المؤثرين الغربيين على مواقع التواصل، والذين رفضوا عروض مؤسسات إسرائيلية سخية مقابل العمل على تشويه النضال الفلسطيني انتصارا لمبادئهم التي هي محل تقدير واحترام".
بدوره أكد زاهر بيراوي رئيس "المنتدى الفلسطيني البريطاني" (مستقل مقره لندن) أن هذه المظاهرات "جزء من معركة الرأي العام العالمي ومعركة الرواية".
معتبرا أن "المظاهرات استفتاء شعبي بأن شعوب العالم تعارض مواقف وقرارات حكوماتها الداعمة للاحتلال، وكانت عبارة عن استفتاء على دعم غزة ورفض رواية الاحتلال وحلفائه خاصة في واشنطن ولندن وباريس وألمانيا القائمة على دعشنة غزة وهو ما لم ينطل على هذه الشعوب".
وأضاف هذه المظاهرات وما تضمنته من رسائل، ومن خطابات جماهيرية وتصريحات سياسية من المتحدثين والمنظمات التضامنية والمؤثرين كلها "تعيد الأمر إلى نصابه بأن الاحتلال الذي هو أصل الصراع لا رواية الاحتلال التي تم اعتمادها من البداية بأن التاريخ يبدأ في السابع من أكتوبر".
وأكد أهمية هذه المظاهرات في "إرسال رسائل للحكومات التي حاولت فرض إجراءات تخويف وتضييق على الحركات التضامنية... المتظاهرون بهذه الأعداد الضخمة يوصلون رسالة عدم اكتراث إلى مثل هذه السياسات، وهذه الإجراءات التخويفية" وفق تقديره.
ورغم استبعاد بيراوي "حدوث تغيير كبير في مواقف الحكومات الغربية بفعل المظاهرات، إلا أنه لفت أن بعض الدول والأحزاب بدأت تعيد حساباتها، وتعدل من مواقفها إلى قدر من التوازن تحت ضغط الحراك الجماهيري من جهة والحراك السياسي والمراسلات، وهذا الأهم والعرائض التي توقع من قبل المواطنين وإرسالها إلى نوابهم وإرسالها للحكومة وللجهات المختلفة".
وتشهد عواصم المدن الأوروبية والأمريكية مظاهرات حاشدة، للأسبوع الثالث على التوالي، رفضا للمجازر الإسرائيلية في غزة ودعما للقضية الفلسطينية.
تصنيفات : الأخبار فلسطينيو الخارج