كيف تبدو الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية الفلسطينية؟
يستمر التوتر الأمني عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، الأربعاء، على وقع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في محيط الحدود، وفوق مدينة صيدا وبيروت والضاحية الجنوبية وصولا إلى كسروان والمتن، وعلى ارتفاعات منخفضة فوق الشوف والجبل.
وأفاد مراسلنا في لبنان، بـ"تعرّض أحراج اللبونة في منطقتي الناقورة واللبونة، وصولا لأحراج الضهيرة ويارين لقصف مدفعي إسرائيلي من عيار 155 ملم".
وأشار إلى "تعرّض أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي، في حين دوت صفارات الإنذار في مقر (اليونيفيل)، كما سمعت أصوات صواريخ اعتراضية في المنطقة".
وتعرّضت أطراف بلدة عيتا الشعب لجهة موقع "الراهب الإسرائيلي" لقصف مدفعي متقطع.
وذكرت مصادر لبنانية، أن "الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي لم يغب طيلة الليلة الماضية عن القطاعين الغربي والأوسط، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق وصولا إلى مدينة صور".
وفي هذا السياق، أصدر "حزب الله"، بيانا قال فيه، إنه "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 10:00 من صباح يوم الأربعاء 27-12-2023، تموضعاً قيادياً مستحدثاً للعدو الإسرائيلي في محيط الموقع البحري بالأسلحة المناسبة".
كما أعلن الحزب عن "استشهاد العنصر علي أحمد بزي، من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".
وفي بيان آخر تلقته "قدس برس"، أعلن "حزب الله" أنّه "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 01:15 من بعد ظهر يوم الأربعاء 27-12-2023، هجومًا مشتركًا بالمسيرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة".
كما أعلن الإعلام الحربي في "حزب الله"، أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة وردًا على جرائم العدو المتكرّرة واستهدافه لمنازل المدنيّين في بنت جبيل إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:30 من بعد عصر الأربعاء 27-12-2023 مستعمرة كريات شمونة (بلدة الخالصة المحتلّة) بثلاثين صاروخ كاتيوشا".
وفي السياق ذاته، أشار عضو المجلس المركزي في "حزب الله"، نبيل قاووق، إلى أن "عدم إعلان العدو الإسرائيلي حرباً واسعة على لبنان، هو بسبب عجزه أمام قوة المقاومة التي تصنع المعادلات وتحمي الكرامات والسيادة في لبنان، وليس بسبب الوساطات الأميركية والأوروبية".
وخلال حفل تأبيني في بلدة العباسية الجنوبية، كشف قاووق أن " الجهود الدبلوماسية والاتصالات السياسية التي تأتينا من دول كبرى، لا تريد مساعدة لبنان، وإنما تسوّق للمطالب والأهداف الإسرائيلية".
وشدد قاووق على أن "المقاومة من موقع القوة والاقتدار تكمل المعركة في الميدان، لتفرض على العدو المعادلات، ولتنصر غزة، ومهما بلغت التضحيات والضغوطات، لسنا ممن يترك أهلنا في غزة الصامدة التي لها من يناصرها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وهذا غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ولليوم الثاني والثمانين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على القطاع، إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، كما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 21 ألفا و110، إلى جانب 55 ألفا و243 إصابة، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.