محلل إسرائيلي: الحكومة المسؤولة عن الفشل في (7) أكتوبر لا يمكنها اتخاذ قرارت صحيحة
قال محلل إسرائيلي: إن حجم الخسائر والفشل والأضرار ومدة الحرب التي وعدنا بها، يتطلب منا أن نتساءل عما إذا كان صحيحاً أن هؤلاء الذين حدث هجوم 7 أكتوبر تحت إشرافهم (يقصد مسؤولي الحكومة الإسرائيلية) سيستمرون في الخدمة في مناصبهم.
وأوضح ناحوم بيرنياع المحلل البارز في صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية قائلا : إن السؤال لا ينبع فقط من الغضب من الإخفاقات؛ بل ينبع أيضًا من الخوف من أن الزبد الموجود على رؤوسهم يجعل من الصعب عليهم الوصول إلى القرارات الصحيحة.
وأضاف لقد "استقبل ملايين الإسرائيليين اليوم المائة من حرب غزة بحالة من الاكتئاب المزمن. والحقيقة أن الوضع محبط لسوء الحظ، وتظهر المائة يوم الماضية مدى الصعوبة. ولم تتحقق الأهداف، كما أن معظم الأسرى الإسرائيليين، لم يعودوا إلى ديارهم".
واعتبر برنياع أن سبب ذلك نابع من "الخصومة بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وهما المسؤولان الأرفع في كابينيت الحرب. وهما لا يتحدثان مع بعضهما. وبالإمكان تعداد المرات التي تحدثا فيها على انفراد على أصابع يد واحدة، وفي جميعها لم يبحثا في موضوع الحرب".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي و(الشاباك) تحملوا المسؤولية، لكن تحمل المسؤولية لا يعفي المسؤولين من استخلاص النتائج. لا جدوى من الانتظار ثلاث سنوات، أو خمس، أو سبع سنوات، لتوصيات لجنة التحقيق أو استقالة نتنياهو: فهم يعرفون ما حدث وما لم يحدث.
ووفقا له، "تضم حكومة الحرب الإسرائيلية، خمسة أعضاء، رئيس الوزراء ووزير الحرب، العضوان الكبيران في الحكومة، لا يتحدثان مع بعضهما البعض، ويمكنك أن تعد على أصابع اليد الواحدة عدد المرات التي أجروا فيها محادثة خاصة، ولم تكن أي من تلك المحادثات تدور حول الحرب. نتنياهو يبذل قصارى جهده، منذ اليوم الأول، لتقديم غالانت كشخص تجري الحرب من دونه، ويجد صعوبة في شن حرب تحت قيادة اثنين من السياسيين الأعداء".
وأضاف: "الوضع أسوأ حتى في مجلس الحرب الإسرائيلي الموسع، الذي يفترض به أن يتخذ القرارات المهمة، لقد أوضحت دولة إسرائيل هذا الأسبوع رسميا، عبر ممثليها في محكمة لاهاي، أن أعضاء هذه الحكومة، بمن فيهم وزير المالية و(شبه) الدفاع والوزير الكامل للأمن القومي، لا علاقة لهم بالقرارات التي اتخذتها حكومة الحرب، وهذه كانت كذبة بالطبع. إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش لهما تأثير كبير، وبسبب خوفه منهم، يتراجع نتنياهو عن اتخاذ أي قرار في اليوم التالي، ونتيجة لذلك، يعمل الجيش داخل غزة دون خطة، وتجد الإدارة الأمريكية صعوبة متزايدة في دعم إسرائيل".
وشدد على أن "الهجوم العسكري الذي ليس له نهاية، أو خطة لليوم التالي، هو مجرد حملة عقابية، حملة انتقامية. وفال: إذا افترضنا أننا لا نملك الإرادة ولا القدرة على إلقاء أكثر من مليوني إنسان في البحر، فإن المشكلة التي تفرضها غزة لن تحل بالهجوم. ومن دون بديل، فإما أن تعود حماس للسيطرة على غزة أو أن يظل جنود الجيش الإسرائيلي هناك إلى الأبد أو الخيار الثالث، وهو الفوضى على غرار الصومال، رغم انه لم يعد جذاباً".
ونوه بيرنياع إلى أن "الحكومة التي تكذب دون أن يرمش لها جفن لا يمكنها أن تشن حربًا، حتى لو كانت الحرب عادلة".
وكانت وسائل إعلام عبرية، أفادت بوجود خلافات داخل "كابينيت" الحرب الإسرائيلي حول استمرار الحرب على غزة والطريقة الأفضل للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة للأسرى مع حماس.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، للشهر الرابع على التوالي، في ظل استمرار التحذيرات من آثار كارثية على أهالي القطاع بسبب الجوع الناجم عن تزايد نقص توريد الغذاء، في حين بلغ غدد النازحين في القطاع أكثر من 1.8 مليون نسمة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، إلى 23 ألفا و968 شهيدا، إلى جانب إصابة 60 ألفا و 582 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال.