مراقبون: نتنياهو عبء ثقيل على بايدن الذي يحاول النزول عن الشجرة

بعد 118 يوما من العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يتمكن الاحتلال من تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها، في إخفاق جديد للمنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية رغم الدعم اللامحدود من قبل الإدارة الأمريكية.
ذلك الإخفاق، جعل الإدارة الأميركية تدرك أن "هزيمة حماس" بعيدة، وعليها أن تتبع مقاربة أخرى أمام الإخفاق الإسرائيلي المستمر.
ويرى المحلل السياسي والمختص في الشأن الأمريكي توفيق طعمة، أن "الإدارة الأمريكية بدأت تفكر جديا بالهدن خاصة مع تراجع شعبية بايدن وتعرضه لانتقادات شعبية ورسمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب دعمه للعدوان الإسرائيلي على غزة".
وأضاف طعمة، أنه "باتت فرص نجاح بايدن في الانتخابات القادمة ضئيلة جدا لذلك هو يريد إنهاء الحرب حتى يركز على موضوع الانتخابات".
وعن عودة الحديث عن "حل الدولتين"، حذر طعمة من أن "الولايات المتحدة تلجأ إلى هذا الخطاب دائما عندما تكون في أزمة"، مؤكدا أن "طرح مسألة حل الدولتين وهم تتبعه الولايات المتحدة في أزماتها".
وتابع: "ستسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض هدن على مراحل يتم من خلالها إطلاق سراح الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات، وكل ذلك خطوات تدريجية للنزول عن الشجرة وحفظ ماء الوجه".
وأشار إلى أن "إسرائيل هُزمت، وأن قتل البشر وهدم الحجر لا يعتبر نصرا ما دامت المقاومة ثابتة وحاضنتها متمسكة بها".
ولفت طعمة إلى المخاوف الأمريكية من "توسع دائرة المواجهة خاصة بعد استهداف القاعدة الأمريكية في الأردن، وقبلها التهديدات التي طالت طريق السفن التجارية في البحر الأحمر".
ويرى أسامة أبو ارشيد، المدير التنفيذي لمنظمة "أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين"، أن "الرؤية الأمريكية للحل تتكون من ثلاث مراحل أولها وقف مؤقت لإطلاق النار تمتد من شهر إلى 6 أشهر يتم خلالها إطلاق سراح الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات على مراحل".
وتأتي المرحلة الثانية وهي وقف دائم لإطلاق النار والتوازي هناك مرحلة البحث في اليوم التالي، وهو ما يتطلب توافقا على مستقبل قطاع غزة مع تقويض قدرات "حماس" السياسية. وهو ما ناقشه اجتماع الرياض قبل أسبوع.
ويرى أبو ارشيد، أن "الرؤية الأمريكية تواجه تعنتا من قبل نتنياهو الذي يصر على حكم غزة عسكريا لفترة قبل توكيل جهة فلسطينية مهام إدارة القطاع، والعقبة الثانية هي المقاومة الفلسطينية التي ليست في وارد التنازل كونها لم تهزم في المعركة".
وأكد أن "الرهان الأمريكي على الاحتلال الإسرائيلي وأنه لم يعد بحاجة للدعم الأمريكي، سقط في السابع من أكتوبر الذي أثبت هشاشة الكيان الذي ثبت أنه غير قادر على البقاء دون الدعم الأمريكي".
وأشار إلى أن "البعد الانتخابي بدأ يلقي بظلاله الثقيلة على بايدن مع بدء الانتخابات العامة قبل أوانها، والتي حسم فيها ترامب الانتخابات التمهيدية لصالخه".
كما أكد أبو ارشيد، أن "نتنياهو بات يشكل عبئا على الرئيس الأمريكي جو بايدن، من خلال ما تسرب من غضب وامتعاض بايدن وإدارته من تصرفات نتنياهو الذي يضع مصالحه الانتخابية فوق مصالح "إسرائيل" الاستراتيجية بل وفوق مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية، رغم كل الدعم الذي قدمه بايدن لنتنياهو بعد السابع من أكتوبر، والدعم الذي كان بايدن يظن أنه سيشكل رأس مال سياسي في الانتخابات القادمة".
ونوه بأن "بلينكن في زيارته الأخيرة للكيان لم يلتقي فقط مع نتياهو وحكومة الحرب وإنما التقى مع زعماء المعارضة كيائير لابيد، والتقى مع منافسين لنتنياهو في الحكومة كغلانت وبيلي غانس، وهي رسائل مقصودة تعطي إشارة أن الولايات المتحدة تتطلع لمرحلة ما بعد نتنياهو".
ورغم تداول أنباء عن توصل لاتفاق محتمل، قال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان في تصريح صحفي، إن الحركة "لا تزال البدايات (بشأن التوصل لاتفاق)، ولا يمكن الحديث عن اتفاق، مشيرا إلى أن "الاحتلال عطل كل المحاولات السابقة".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفا و19 شهيدا، وإصابة 66 ألفا و139 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.