منتدون: استمرار المواجهات في الضفة يدفع باتجاه انتفاضة ثالثة

أكد منتدون أردنيون وفلسطينيون، أن استمرار المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، قد يتطور إلى ما يشبه "الانتفاضة". 

وقالوا خلال ندوة سياسية نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، تحت عنوان "تطورات المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية واتجاهاتها المستقبلية" إن حالة المقاومة التي تشهدها الضفة الغربية قادرة على إنتاج مرحلة جديدة من المقاومة، تسهم في تعزيز مكاسب القضية الفلسطينية بعد مواجهات أيار/مايو 2021 (معركة سيف القدس في قطاع غزة).

وشدد المتحدثون في الندوة التي شارك فيها خبراء وأكاديميون حضورياً وعبر تطبيق "ZOOM"، على ضرورة إعادة ترتيب الأولويات الفلسطينية، والحفاظ على هذه الحالة من المقاومة، وإدامتها، واستثمارها ضمن برامج سياسية واضحة لصالح القضية الفلسطينية.

وأوضحوا أن تطوير هذه الحالة من المقاومة، يحتاج إلى "عوامل ذاتية ومحلية وإقليمية، ومنظومة عمل متكاملة"، وأن مثل هذه المواجهات "تأتي في سياق طبيعي بين الشعب الفلسطيني والاحتلال منذ عقود".

وأشار أستاذ العلوم السياسية عمر رحال، إلى تصاعد وتيرة الأحداث في الضفة مؤخراً، بفعل السياسات الإسرائيلية، مبيناً أن أهم العوامل التي زادت من وتيرة المقاومة؛ عدم حماية السلطة الفلسطينية للمواطنين من الانتهاكات الإسرائيلية، وتفرّدها بإدارة الضفة، وانتهاجها سياسة المفاوضات كخيار وحيد.

وقال إننا "نشهد شكلاً جديداً للكفاح المسلح عابراً للفصائلية، ويستند إلى رؤى شبابية محلية"، مستدركا أن استمرارها مرهون "بالحاضنة الشعبية لها، وقدرتها على الاستمرار وتطوير إمكاناتها وقدراتها".

بدوره؛ رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، رائد نعيرات، أن "المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية الأخيرة في شمال الضفة، تميزت بوجود حاضنة شعبية، وبشكلها العسكري، عبر استهداف جنود الاحتلال المتواجدين على الحواجز العسكرية وفي مركباتهم".

وبين أن أهم التحديات التي تواجه المقاومة في الضفة، "المواءمة بين استمرار المقاومة، والحفاظ على العلاقة مع السلطة الفلسطينية، والسياسة الإسرائيلية في الضفة، وتحدي القدرة على الانتشار والاستمرار".

من جهته؛ تناول مدير مركز مدى الكرمل في فلسطين، مهند مصطفى؛ نمو مستوى التنظيم السياسي لفلسطينيي الـ48 ضمن التيارات الفكرية المتنوعة، والتفاعل الشعبي مع الاحتجاج السياسي، كما في انتفاضتي القدس عام 2021، والأقصى عام 2000.

واستعرض مصطفى تطور أدوات الاحتجاج السياسي وفاعليتها، بدءاً بالعمل الشعبي، ومروراً بتطور الأداء البرلماني، ووصولاً إلى تحقيق إنجازات في المجال القضائي فردياً وجماعياً.

وخلص إلى أن هبّة عام 2021 في الداخل المحتل، أكدت انتماء الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للقضية الفلسطينية، وأن قضية القدس شكلت الرابط الذي جمع بينهم في كافة اماكن تواجدهم.

واستعرض أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية بكلية العودة في غزة، هشام مغاري؛ دوافع نمو المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية خلال العامين الأخيرين، كالاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى، وسياسة هدم المنازل، والاعتقالات، وشنّ الحرب على قطاع غزة.

وأشار مغاري في ورقته إلى أهم أساليب المواجهة مع الاحتلال، كالمواجهات الجماهيرية، والأعمال الفردية، والكمائن؛ باستخدام الأسلحة النارية، والعمل العسكري.

ولفت إلى أن هذه المواجهات أظهرت تقدماً في القدرات العسكرية للمقاومة، والتي أنهكت وحدات المشاة الإسرائيلية واستنزفتها، وأظهرت ثبات المقاومة الفلسطينية، وتنامي أعمالها لتشمل جميع مناطق فلسطين التاريخية.

وتناول المختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، التوّجهات والسيناريوهات المستقبلية للمواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية من وجهة نظر إسرائيلية، ورأى أن سيناريو استمرار حالة المواجهة في سياقها الحالي هو الأرجح، نظراً لتنامي الوجود الاستيطاني، وتراجع دور السلطة الفلسطينية.

من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، إبراهيم أبو جابر، إن ما تعيشه الضفة الغربية اليوم، هو نتيجة لاتفاق أوسلو وإسقاطاته على واقع الفلسطينيين، وإن أشكال المقاومة المتنوعة للشعب الفلسطيني "تأتي استمراراً لمسيرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال البريطاني والصهيوني منذ أكثر من 100 عام"

وأشار أبو جابر إلى إمكانية استمرار المواجهات وتطورها إلى ما يشبه الانتفاضة الثالثة، في ظل اقتراب اكتمال تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، الأمر الذي يتطلب تعزيز الحاضنة الشعبية للمواجهات في الضفة، وتطوير المؤسسات السياسية والاجتماعية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.

ورأى أن تراجع دور السلطة ممكن في ظل التوّجه اليميني الصهيوني نحو ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، وفي ظل سعي الاحتلال المستمر في تشتيت الشعب الفلسطيني وتمزيقه داخلياً.

وتصاعدت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية مؤخراً، حيث بلغ مجموع العمليات الفدائية خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ألفًا و29 عملاً مقاومًا، بينها 80 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق مركز المعلومات الفلسطيني "مُعطى" (مستقل).

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
وزير الجيش الإسرائيلي يطالب بوقف تشريعات "إضعاف القضاء"
مارس 26, 2023
طالب وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بوقف تشريعات إضعاف القضاء بشكل فوري، محذرا من تداعياتها الخطيرة على الجيش والأجهزة الأمنية. وقال غالانت في مؤتمر صحفي، مساء اليوم السبت، بثته /هيئة البث الرسمية الإسرائيلية/: “أقولها بصوت عالٍ وعلانية لأبنائنا وبناتنا، يجب وقف خطة الإصلاحات القضائية”. وأشار إلى أن "جهاز القضاء يتطلب تغييرات لكن ذلك بحاجة إلى
"حماس" تدين إحراق نسخة من "القرآن الكريم" في الدنمارك
مارس 25, 2023
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حرق نسخة من "القرآن الكريم" في العاصمة الدنماركية "كوبنهاغن". واعتبرت الحركة في بيان صحفي، تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت، الحرق "استفزازاً لمشاعر المسلمين، ودعوة للكراهية، ولنشر ثقافة العنف والتطرّف". ودعت الحكومة الدنماركية إلى "التوقف عن السماح لمثل هذه الاستفزازات التي تشكّل بيئة للتطرف، وانتهاكاً لحرية العبادة والمعتقد المكفول في
إصابات بالاختناق بعد استهداف فلسطينيين بـ "الغاز السام" شمال نابلس
مارس 25, 2023
أصيب مساء اليوم السبت فلسطينيان بالاختناق، نتيجة استنشاق الغاز، خلال المواجهات مع الاحتلال في بلدة "دير شرف" شمالي غرب نابلس، شمال الضفة الغربية، وفق بيان مقتضب، للهلال الأحمر الفلسطيني. وكان مستوطنون إسرائيليون، قد هاجموا مساء اليوم، مركبات افلسطينيين، بالحجارة بالقرب من البلدة. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة (تابعة للسلطة الفلسطينية) غسان دغلس، إن "مستوطنين
"بن غفير" يدعو لاجتماع عاجل للكابينيت فور عودة "نتنياهو" من الخارج
مارس 25, 2023
دعا وزير أمن الاحتلال المتطرف ايتمار بن غفير، مساء اليوم السبت، لانعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" بعد عملية إطلاق النار في "حوارة" جنوبي نابلس، شمال الضفة الغربية، والتي أدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين. وذكرت القناة /12/ العبرية، أن "بن غفير" دعا لانعقاد "الكابينت" عقب عملية حوارة، "للخروج بقرارات تهدف إلى بسط
"حماس": عملية "حوارة" رسالة تحد من شعبنا ومقاومته
مارس 25, 2023
أشاد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد حمادة، بعملية "حوارة"، مساء اليوم، والتي أدت إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بجروح. وقال حمادة في تصريحات صحفية" إن عملية "حوارة" الجديدة، "هي رسالة تحدٍ من شعبنا ومقاومته لجيش الاحتلال الصهيوني". وأوضح أن بلدة "حوارة" المحاصرة تواصل المقاومة والرد على عنجهية الاحتلال ومستوطنيه، مشددا على أنه
مستوطنون يهاجمون رعاة أغنام في "الأغوار الشمالية"
مارس 25, 2023
هاجم مستوطنون، مساء اليوم السبت، الرعاة في منطقة "حمصة الفوقا" في الأغوار الشمالية، شمالي شرق الضفة الغربية. وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس (تابع للسلطة الفلسطينية) معتز بشارات، بأن الفلسطيني، طارق طالب عواودة أصيب بحجر في رأسه، بعد مهاجمته من قبل المستوطنين، كما قتلوا رأسا من الماشية. يأتي هذا الاعتداء بعد يومين من قيام