مراقبون يؤكدون على مكانة فلسطين في قارة أمريكا اللاتينية
أكد مراقبون للشؤون السياسية في "أمريكا اللاتينية"، على مكانة القضية الفلسطينية، والدعم المقدم لها، من جانب حكومات القارة اللاتينية، والتي تحمل توجهات يسارية مناهضة لسياسات "إسرائيل" العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ندوة "التغريبة الفلسطينية: أمريكا اللاتينية تتحوّل إلى الأحمر"، التي نظمها مركز العودة الفلسطيني (مؤسسة أهلية مقرها بريطانيا) أمس الجمعة، ضمن فعاليات اليوم الرابع من أسبوع العودة السنوي الثالث.
واستعرضت الناشطة والكاتبة لجين الصالح، عضو قيادي في مركز ينشط ضد العنصرية والهجرة القسرية في سان فرانسيسكو، ردود فعل حكومات أمريكا اللاتينية على انتهاكات "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، والتي وصفتها بـ"المخالفة للقانون الدولي".
وتحدثت عن قطع فنزويلا وبوليفيا العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل" بعد الحرب على غزة 2008 - 2009، وموقف نيكاراغوا من الهجوم الدامي على سفينة مافي مرمرة التركية عام 2010، حينما كانت تحاول الإبحار نحو غزة، كخطوة تضامنية مع سكانها المحاصرين.
وأشارت إلى موقف تشيلي والإكوادور وبيرو والبرازيل من حرب غزة 2014، وارتكاب "إسرائيل" لما وصفتها تلك الدول بـ"جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية"، بحسب الصالح.
ونوهت لدعم كوبا الدائم للقرارات المؤيدة للحق الفلسطيني في الأمم المتحدة، مؤكدة أنها "الأولى في أمريكا اللاتينية التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1973".
وتطرق الاقتصادي التشيلي من أصل فلسطيني، العضو في الحزب التشيلي الحاكم، إغناسيو أسفورا، إلى العلاقات بين "إسرائيل" وحكومات أمريكا اللاتينية، مبيناً أنه بعد سنوات من الديكتاتورية، شهدت حقبة الثمانينيات والتسعينيات فترة من السياسة النيوليبرالية.
وقارن "وحشية المستوطنين الإسرائيليين الاستعمارية ضد الفلسطينيين؛ ببعض أكثر الانتهاكات الوحشية التي حدثت في بعض دول أمريكا اللاتينية ضد الشعوب الأصلية".
وشدد المتخصّص بالشأن الفلسطيني ليوناردو سكوتشيت، على العلاقات الثنائية القوية بين البرازيل وفلسطين، مستشهدا بالزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، بجانب "التبرعات السخية لدولة أمريكا اللاتينية للمجتمعات الفلسطينية الهشة المتضررة من الهجمات والحصار الإسرائيلي".
وقدم الصحفي البريطاني البرازيلي والباحث بشؤون الهجرة والسياسة الدولية والحركات العمالية، غابرييل هولاند، لمحة عامة عن "المد الوردي" في أمريكا اللاتينية، (مصطلح ظهر بعد وصول حكومات ذات توجهات يسارية إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية).
وقال إنه قبل موجة "المد الوردي" ارتبطت "دول أمريكا اللاتينية بعلاقات متينة مع إسرائيل، حيث كانت الأخيرة موردًا رئيسيًا للأسلحة إلى دكتاتوريات القارة والجماعات شبه العسكرية، في فترة الحرب الباردة".
وأشار إلى القواسم المشتركة لتجربة فلسطين والعديد من دول أمريكا اللاتينية، من الاستعمار الصريح من قبل قوى عظمى إقليمية، وصولا إلى الهيمنة الاقتصادية والعسكرية على موارد السكان.
يشار إلى أن أسبوع العودة السنوي الثالث يختتم اليوم بندوة خامسة وأخيرة؛ يستضيف فيها فنانين وموسيقيين فلسطينيين ومتضامنين مع القضية الفلسطينية، وسيتخللها جمع تبرعات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حصريا، لمساعدتها في إدامة خدماتها المقدمة للاجئين.