النداء الأخير.. القصة الكاملة لمجاعة شمال غزة
قالت رئيسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء، رزان زعيتر، الاثنين، إن "وضع الغذاء والتغذية في شمال غزة كارثي، ولم يحصل له مثيل في العالم".
وأضافت زعيتر لـ"قدس برس"، أنه "في آخر تقرير لفحص المجاعة لمراحل الأمن الغذائي لتعزيز الأمن الغذائي في العالم قسمت الجوع والمجاعة لخمس درجات، تبدأ بالحد المجهد، وصولاً إلى حد الأزمة، فالطوارئ، والخامسة المجاعة، وتم تصنيف المجاعة في قطاع غزة حتى تاريخ 7 شباط/فبراير من الشهر الجاري، في المرحلة الثالثة، وهي أعلى نسبة من الأشخاص التي تواجه المجاعة في أي منطقة في العالم".
وأوضحت أن "هناك أكثر من خمسين بالمئة من السكان صنفوا في حالة الطوارئ، فيما يواجه أهل شمال غزة المرحلة الخامسة أي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المجاعة الكاملة التي تؤدي للموت، وهذا الأمر يمثل جريمة يعاقب عليها القانون".
ولفتت زعيتر إلى أن "64% يألكون وجبة واحدة في اليوم، و90% من الأطفال في غزة تحت سنتين لديهم فقر غذائي حاد، والحوامل والمرضعات يعانون من فقر غذائي أيضا".
وقال الصحفي في شمال قطاع غزة، عماد زقوت من جهته، إن "أغلب الناس في شمال قطاع غزة باعوا كل ما لديهم لشراء الطعام والمواد التموينية، ومستلزمات الحياة الأساسية".
وأضاف زقوت لـ"قدس برس"، أن "المعيشة في شمال غزة أصبحت صعبة للغاية، ولا يوجد مواد تموينية بسبب استمرار الحصار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة".
وأوضح أن "الناس بحثت عن كل ما يمكن أن يكون بديلًا عن الطحين سواء الأعلاف أو الذرة أو الشعير واستهلكتها، مستدركا: "نتحدث عن يوم أو يومين وينتهى كل هذا وندخل رسميًا في المرحلة الأخطر من المجاعة".
وشدد زقوت على أن "عشرات الآلاف من المواطنين يبيتون دون طعام وهم يتضورون جوعا، ويصبحون على جوع، وتبدأ دورة الحياة بالبحث عن الطعام والبحث عن أي شيء يسد جوعهم.
وطالب زقوت العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم لنجدة غزة قائلا: "شمال غزة يحتاج للمساندة والمؤازرة والبحث عن كل السبل لإدخال المساعدات الإنسانية، خاصة أن 80% من منازل المواطنين قصفت ودمرت وهدمت بفعل الآلة العسكرية الإسرائيلية، وفقدت الناس كل ما تملك من مال وأثاث وغيره، وهناك قصص إنسانية مخيفة ومحزنة يقشعر لها الأبدان.
ويخيّم شبح المجاعة على مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث يعاني نحو 2.2 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء والدواء وحتى في أماكن الإيواء، وفي شمال القطاع تتزايد مظاهر نقص الغذاء الحاد في المناطق المحاصرة من قبل قوات الاحتلال.
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال دونه مخاطر بسبب الدمار والقتال.
وأعلنت أربع منظمات دولية، هي: الصحة العالمية وأوكسفام ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» والغذاء العالمي، أن غزة تحولت لساحة موت وجوع إلى جانب تفشي الأمراض، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و782 شهيدا، وإصابة 70 ألفا و43 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.