ما الذي دفع الاحتلال لتوسيع رقعة القصف على الأراضي اللبنانية؟
وسع جيش الاحتلال رقعة قصفه للأراضي اللبنانية، خلال الأيام القليلة الماضية، مايعني بحسب محللين التقهم "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن "هناك تصاعدا في حالة التوتر الأمني، وتصعيدا بات واضحاً وجلياً على أرض الواقع".
حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحاج، أن "توسيع الجيش الصهيوني للقصف على الأراضي اللبنانية جغرافياً هو أمر متوقّع، نتيجة عدة عوامل يمر بها الكيان الصهيوني".
وأضاف الحاج أن"من أبرز العوامل التي ساهمت في توسيع دائرة استهدافات العدو على الأراضي اللبنانية هو فشل مساعي المبعوثين الدوليين للتوصل إلى صفقة أو اتفاق من شأنه إبعاد (المقاومة الإسلامية) في لبنان وقوّة (الرضوان) عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، وعن جنوب لبنان".
وأشار إلى أن" من ضمن العوامل كذلك تصريحات قادة الاحتلال المتكررة بتوسيع الضربات داخل الأراضي اللبنانية، وخاصة أن هناك ما يزيد عن مائة ألف مستوطن يقطنون شمال فلسطين المحتلة لم يعودوا إلى مستوطناتهم منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وهم يشكلون حالة ضغط على حكومتهم نتيجة استمرار هذه المعركة".
ولفت إلى أن"الضربات (الإسرائيلية) على لبنان باتت تستهدف منشآت مدنية ولا تحمل بأي شكل من الأشكال أي طابع عسكري، كما حصل في الاستهدافات الأخيرة التي طالت منطقة (الغازية) الواقعة ضمن نطاق صيدا جنوب لبنان و مناطق أخرى في (بعلبك) شمال شرق لبنان".
ورأى أن "إسقاط (المقاومة الإسلامية) في لبنان، أمس الاثنين، طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال من الحجم الكبير، يحمل معه رسائل للكيان الصهيوني بأن القوة الجوية أو وحدة الدفاع الجوي التابعة (لحزب الله) لديها القدرة على إسقاط الطائرات المسيّرة بشكل مبدئي".
وأكد أن ذلك يشير إلى "مدى إمكانية الحزب إسقاط الطائرات الحربية للاحتلال وهو الأمر الذي قد يكون المفأجاة الأهم في أيّ حرب كبرى مع لبنان".
وأشار إلى أن "استمرار المعركة يكشف يوما بعد يوم إمكانيات ومفاجات جديدة لدى المقاومة الإسلامية في لبنان".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع عدوان الأخير على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و878 شهيدا، وإصابة 70 ألفا و215 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.