فلسطينيو الموصل بلا هويات منذ عام وسط دعوات للسلطات العراقية لتسوية أوضاعهم
اسطنبول (تركيا) - محمد صفية – قدس برس
|
مارس 2, 2024 11:09 ص
يعيش قرابة الثلاثمائة لاجئ فلسطيني في مدينة الموصل شمال العراق، بدون أوراق ثبوتية منذ أكثر من عام تقريبا، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن يناشد هؤلاء السلطات العراقية أن ترسل لجنة قانونية لمعالجة قضيتهم.
يتحدث اللاجئ الفلسطيني وليد فحماوي، وهو عامل بناء، عن معاناته لعدم تجديد هويته منذ أكثر من عام وانعكاس ذلك على عدم قدرته التنقل بين المدن العراقية أو حتى داخل مدينة الموصل، مما فوّت عليه الكثير من ورشات البناء.
وتواصل مراسل "قدس برس" مع عضو لجنة اللاجئين الفلسطينيين في محافظة نينوى، عمار أنيس، للوقوف على حقيقة الأمر والأسباب التي تمنع الكثير من الفلسطينيين من تجديد هوياتهم.
وأوضح أنيس أن أكثر من 800 لاجئ فلسطيني في مدينة الموصل صدرت هوياتهم عام 2017، وانتهت صلاحيتها في شهر أيار/مايو من عام 2023.
وأضاف أنه من بين هؤلاء جُدِّدَت هويات 150 لاجئاً فلسطينياً فقط، عبر اللجنة الدائمة التابعة لوزارة الداخلية زارت الموصل العام الماضي ولمدة يومين، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والتي جاءت من أجل السوريين والفلسطينيين ممن فقد هويته أو المواليد الجدد.
ونوه بأنه رغم أن بعثة الأمم المتحدة شددت على ضرورة إصدار هويات للفلسطينيين، إلا أن فترة اليومين التي جاءت فيها اللجنة لم تكن كافية لاستيعاب كل الفلسطينيين المعنيين، وكان الأمر يتطلب خمسة أيام على الأقل.
وأوضح أن فترة الإيفاد للجنة الأمم المتحدة كانت أسبوعاً فقط شملت مدن "كركوك"، "تكريت"، و"الموصل" شمال العراق.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من الفلسطينيين اضطر للذهاب إلى بغداد لتجديد هوياتهم، بينما امتنع قرابة الـ 300 لاجئ فلسطيني من التوجه إلى بغداد؛ بسبب التكاليف الباهظة للسفر بين المدينتين، والتي قد تصل إلى أكثر من 250 دولاراً للعائلة وهو ما يفوق قدرة الناس بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة وقلة الأعمال.
ولفت أن أكثر المتضررين من عدم تجديد الهويات هم طلبة الجامعات الذي لن يتمكنوا من الدخول إلى قاعة الامتحانات أو الحصول على سكن جامعي قبل تجديد هوياتهم، وأيضا كل من لديه معاملة في مؤسسات الدولة.
ويعتقد أنيس وجود خلافات بين اللجنة الدائمة التابعة لوزارة الداخلية والأمم المتحدة حول الدعم الممنوح من الأخيرة، والذي يشمل نفقات تجديد الوثائق وسفر اللجنة إلى المدن العراقية، ومن بينها المواصل.
ورغم الوعود المتكررة من وزارة الداخلية بإيفاد لجنة لإنهاء ملف هويات الفلسطينيين إلا أن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح.
ويعيش في مدينة "الموصل" العراقية مركز محافظة "نينوى" نحو 800 لاجئ فلسطيني، حسبما أفادت "رابطة فلسطينيي العراق"، يعانون ظروفاً معيشية صعبة، وتتولى "لجنة خدمات شؤون اللاجئين الفلسطينيين في محافظة نينوى" تنظيم شؤونهم.