"إلى السجن وليس الجيش".. متشددون يهود يحتجون على مخططات تجنيدهم
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مئات المتظاهرين المتشددين دينيا (الحريديم)، أقدموا مساء الاثنين، على إغلاق شارع "شيري إسرائيل/يافا" في مدينة القدس المحتلة، احتجاجا على المخططات التي تهدف إلى تجنيد المتدينين اليهود المتشددين في جيش الاحتلال.
وقالت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية: إن "المتظاهرين حاولوا إغلاق مدخل المدينة المحتلة، حيث تصدت لهم الشرطة مما أدى إلى وقوع مواجهات بين المتظاهرين والشرطة".
وأشارت إلى أنه خلال المظاهرة، رفعت لافتات جاء فيها "نفضل السجن على الذهاب للجيش".
ولفتت إلى أن "سيارة دهست عددا من المتظاهرين، وأصيب أحدهم بجروح طفيفة في ساقه".
وقالت شرطة الاحتلال: إن "المتظاهرين أغلقوا المفترق وعطلوا حركة المركبات عند مدخل المدينة، وتم إخلاؤهم من المحور بعد أن اضطرت الشرطة وقوى الأمن إلى استخدام القوة والوسائل لتفريق الاحتجاجات".
ومطلع الشهر الجاري، احتجت مجموعة متطرفة من اليهود المتشددين ضد الترويج لقانون التجنيد على الطريق السريع رقم 4، وتم خلاله إغلاق الطرق والسكك الحديدية الخفيفة في مستوطنة "بيتح تكفا" شمال تل ابيب، وكتب على اللافتات "سنموت ولن نجند".
وكان الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في دولة الاحتلال، يتسحاق يوسف، حذر من أنه في حال أُجبر المتدينون على الخدمة العسكرية فإنهم سيسافرون جميعا إلى الخارج.
وتعد أزمة إعفاء أبناء اليهود المتدينين من التجنيد الإجباري في دولة الاحتلال، واحدة من أقدم الأزمات التي رافقت نشوء الدولة العبرية، إذ استجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، في أول حكومة شُكلت عام 1948 لطلب حزب "أجدوت يسرائيل" الديني بإعفاء 400 طالب في المدارس الدينية من التجنيد للتفرغ لدراسة التوراة.
ويبلغ عدد السكان اليهود المتشددين في "إسرائيل" 1.28 مليون، أو 6.13% من إجمالي عدد السكان البالغ 9.45 مليون نسمة، وفقا لتقرير إحصائي سنوي صدر في كانون الأول/ديسمبر 2023.
وتعارض القيادة الدينية الحريدية بشدة تجنيد الشباب في الجيش، بحجة أن دراساتهم الدينية أكثر أهمية.
ويرجع ذلك، إلى الخوف من فقدان الشباب لهويتهم الأرثوذكسية المتطرفة أثناء الخدمة العسكرية.
وتم إعفاء الغالبية العظمى من اليهود الحريديم تاريخيا من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن القانون الذي تم إقراره في مارس 2014 (يسمى قانون المساواة في الخدمات، والذي قاومه المجتمع الحريدي بشدة) مهّد الطريق لتغيير ذلك، والدليل هو دعوة السياسيين لتجنيد جميع الشباب المؤهلين وعدم استثناء الحريديم.
وعادت قضية تجنيد المتدينين اليهود إلى صدارة المناقشات في دولة الاحتلال، بسبب حاجة الجيش، إلى تجنيد مزيد من الإسرائيليين، بعد مقتل وجرح عدد كبير من الجنود في العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، وفشل أجهزة الاستشعارات الذكية التي نصبها الجيش على حدود غزة في رصد هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين اول/ أكتوبر الماضي.