قواعد الاشتباك على "الجبهة الشمالية".. هل اقترب "الاحتلال" و"حزب الله" من تجاوزها؟
تسيطر أجواء من التوتّر على مناطق جنوب لبنان، وذلك بعد سلسلة من الهجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد عدد من القرى والبلدات وارتقاء عدد من اللبنانيين، وسط عمليات جديدة نفذها "حزب الله" اللبناني، ضد مواقع عسكرية للاحتلال عند الحدود.
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "العدو الصهيوني وضع لنفسه قواعد اشتباك جديدة في المعركة الحالية الجارية على صعيد الجبهة الشمالية مع لبنان".
وأشار دربج، في تصريح خاص لـ"قدس برس"، اليوم السبت، إلى أن هذه القواعد تمثّلت في "توسيع رقعة القصف على الأراضي اللبنانية من جنوب لبنان وصولاً إلى مناطق أخرى خارج نطاق الجنوب اللبناني وصولاً إلى مدينة صيدا والبقاع و بعلبك وغيرها من المناطق".
واعتبر أن هذا "يؤشر إلى أن هذه الخطوات، أحادية الجانب، من الطرف الصهيوني تعني أنه قد يُقدم في قادم الأيام على توسيع نطاق هجماته حتى داخل العاصمة اللبنانية بيروت، وعلى وجه الخصوص الضاحية الجنوبية لما تمثّله من عمق للمقاومة اللبنانية".
ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي يعتمد في هذا الإطار على تفوّقه في المجال الجوي، وأيضاً تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة أهدافه، و الخروج أمام المجتمع الصهيوني بصورة المنتصر الذي يسيطر على أداء المعركة".
في المقابل، رأى دربج أن"هذه الضربات الإسرائيلية على لبنان تأتي تزامناً مع ضربات نوعية للمقاومة في لبنان في هجماتها على قواعد ومراكز جيش الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تبرز وتتميز يوماً بعد يوم من حيث نوعية الأهداف ونطاق تواجدها".
كما أشار إلى أن الاحتلال "سيقوم باستهداف أي هدف يريده في الأراضي اللبنانية دون الإلتزام بأي قواعد اشتباك، وفي المقابل كذلك فإن المقاومة الإسلامية في لبنان ستواصل عملياتها داخل الكيان الصهيوني وستقوم باستهداف أيّ هدف تريده، لكن دون الإنزلاق إلى حرب شاملة، في ظل المعطيات الحالية".
بدوره، رأى رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة"، العميد الركن، هشام جابر، أنه "في حال حصل تقدّم بالمفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية و الكيان الصهيوني، فإن عملية التهديد باجتياح رفح ستتوقّف حتماً".
وأضاف جابر، في تصريحات صحفية، أنه "لم يعد بالإمكان رفع سقف التوقعات في المفاوضات، لأنها في كل مرة كانت تبوء بالفشل"، مشيراً إلى أن "بنيامين نتنياهو لا يناسبه إجراء المفاوضات، لا سيما أنه لم يعطِ الصلاحيات للوفود".
وتابع جابر قائلاً إن "نتنياهو لا يريد إنجاح المفاوضات، لأنها قد تستدعي هدنة طويلة، وإذا طالت الهدنة سيستغلّها خصوم نتنياهو للمطالبة بإجراء انتخابات، على اعتبار أنه في حالة الحرب المستمرة لا يمكن إجراء الانتخابات".
وأشار إلى أنه "في حال نجحت المفاوضات، فإن التهديد باجتياح رفح سيتأجّل، وإذا فشلت فإن القرار باجتياحها قد اتخذ".
واعتبر أن "المنطقة على حافّة الحرب الشاملة، والأمر الذي يمكن أن يفجّرها، إما فتح جبهة جنوب لبنان من قبل الجانب (الإسرائيلي)، وإما اجتياح رفح بشكل بربري".
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه مراسل "قدس برس" في لبنان بأن الطيران الحربي التابع للاحتلال نفّذ فجر اليوم غارتين على بلدتي كفرشوبا وشبعا، أدت إلى ارتقاء اللبناني قاسم أسعد في بلدة كفرشوبا، وتدمير منزلين وأضرار مادية كبيرة.
كما أشار إلى أن مدفعية الاحتلال قصفت أطراف بلدات طيرحرفا والناقورة وعلما الشعب جنوب لبنان.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، لليوم 204 على التوالي، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و388 شهيدا، وإصابة 77 ألفا و437 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.