خبير لـ"قدس برس": سكان غزة يحتاجون لعقود للتعافي من سوء التغذية
أكد المختص في الطب البديل، وخبير التغذية العلاجية يحيى الكيالي على أن "سكان قطاع غزة يحتاجون لعقود طويلة للتعافي من مشكلة سوء التغذية التي تضرب أطنابها قطاع غزة لا سيما الأطفال منهم".
وقال الكيالي في حديثه لـ"قدس برس"، اليوم الأحد، إن "المجاعة هي حالة شديدة من فقدان الأمن الغذائي في بلد او منطقة ما، بحيث يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل الوفيات بشكل أكثر من المعتاد، وذلك بسبب الجفاف او النزاعات و الحروب لا سيما بعد تعرض 20% من الأسر على الأقل لنقص شديد في الغذاء".
وأضاف أن "تعافي قطاع غزة من آثار هذه الحرب سيمتد لعقود، وما يهمنا هنا هو شريحة الأطفال والفئات الهشة الضعيفة من أصحاب الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة".
وأكّد أن "هذه الحرب خلفت آلاف الأطفال اليتامى والذين فقدوا والديهم أو جميع أفراد أسرتهم وهذا الأمر يحتاج لتضافر الجهود الدولية لتأمين أماكن إيواء لهؤلاء الأيتام وتوفير ما يلزمهم من ملابس وسكن وتعليم وغيره من العلاج الجسدي والنفسي".
وشدد الكيالي على أن "انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة سيكون له آثار كارثية على صحة الأطفال الجسدية والنفسية لعقود طويلة قادمة".
وأشار إلى أن "ما يزيد من تعقيد توفر الأمن الغذائي في قطاع غزة هو الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب المدمرة على صعيد الثروة الحيوانية والزراعية والسمكية، إضافة إلى تدمير شبه كامل للمصانع وشركات الأغذية وتدمير البنية التحتية من خطوط ماء وكهرباء وصرف صحي ومحطات التحلية".
وقال "عندما يضطر السكان إلى النزوح وترك مكان إقامتهم بسبب النزاعات او الجفاف يصبح الأطفال أكثر عرضة للأخطار الصحية ولا يكون هناك خيارات لدى الأسر سوى استخدام مياه شرب غير آمنة، إضافة إلى أن عدم توفر دورات المياه يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية".
ولفت إلى "تنوع أعراض سوء التغذية أو المجاعة، حسب نوع المغذي الناقص ودرجة نقصه ولكنها تشمل كذلك، ىضعف العضلات، العدوانية، وتعكر المزاج، التعب والإجهاد والإرهاق، انقطاع او اضطراب الدورة الشهرية للإناث،تشوه العظام وترققها، تسوس الأسنان، ضعف التركيز والذاكرة، الافتقار إلى الطاقة، وغيرها".
وتابع "هناك العديد من الأطعمة تحتاج للطهي ومع انعدام أدوات الطهي أو عدم القدرة على تنظيفها بالإضافة إلى عدم توفر غاز الطهي فلن يكون بالامكان تجهيز الطعام المناسب للأطفال".
وشدد على أنه "ومن خلال إطلاعهم على أوضاع الأطفال والأسر في مخيمات النزوح في قطاع غزة خلال الستة شهور الماضية فقد وجدوا معاناة شديدة جدا في الحصول على الحد الأدنى من كميات الطعام والتي انعكست بشكل سلبي سيء على الأطفال والرضع".
ورجح أن "يحتاج قطاع غزة لسنوات طويلة لإعادة الإعمار وتوفير الماء الصالح للشرب وتوفير الطاقة الكهربائية وإعادة تشغيل مضخات الصرف الصحي، وتأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الصحية".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و 729 شهيدا، وإصابة 76 ألفا و 371 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.